لا أعلم إن كان هذا هو المنتدى المناسب للموضوع أم منتدى الشعر الفصيح
****
تناولت الشوق والفراق في موضوع واحد نظراَ لالتصاقهما ببعضهما
فلا شوق إلا بفراق في الغالبوالشوق و الاشتياق نزاع النفس إلى الشيء
والجمع أشواق
شاق إليه شوقا و تشوق و اشتاق اشتياقا
و الشوق حركة الهوى و الشوق العشاق ويقال شق إذا أمرته أن يشوق إنسانا إلى الآخرة ويقال شاقني الشيء يشوقني فهو شائق وأنا مشوق وقوله
يا دار سلمى بدكاديك البرق…صبرا فقد هيجت شوق المشتئق
و شاقني شوقا و شوقني هاجني فتشوقت إذا هيج شوقك ويقال منه شاقني حسنها وذكرها يشوقني أي هيج شوقي,
قال ابن الأعرابي
إلى ظعن للمالكية غدوة … فيا لك من مرأى أشاق وأبعدا
ومعناه وجدناه شائقا بعيدا و شاق الطنب إلى الوتد شوقا مده إليه فأوثقه .أما الفراق فهو التفريق بين الشيئين وهو البُعاد و يأتي في لغة العرب بمعنى البينوالبين في كلام العرب جاء على وجهين بمعنى الفرقة ويأتي بمعنى الوصل وهو من الأَضداد.
يقول الشاعر
لقد فرق الواشِين بيني وبينها… فقرت بذاك الوصل عيني وعينها
وقال قيسُ بن ذَريح بمعنى الوصل
لعمرك لولا البين لا يقطع الهوى … ولولا الهوى ما حن للبين الف
وقال كعب بن زهير بمعنى الفراق
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول … متيم اثرها لم يفد مكبول
وقال غيره في نفس المعنى
تمتع بها ما ساعفتك ولا تكن … جزوعا اذا ما بانت فسوف تبين
ومن أجمل ما وجدته في هذا المعنى
منذ كنت طفلا كنت اكره الوداع كلمة الوداع بالنسبة لي تعني شكلا مصغرا من اشكال الموت
كنا جميعا والدار تجمعن … مثل حروف الجميع ملتصقه
واليوم جاء الوداع يجعلنا … مثل حروف الوداع مفترقهفبعد ووجد واشتياق ورجفة … فلا انتي تدنيني ولاا انا اقرب
كعصفورة في كيف طفل يزفهاا … تذوق حياض الموت والطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يرق لما بها … ولا الطير ذو ريش يطير فيذهب
ولي الف وجه قد عرفت طريقه … ولكن بلا قلب الى اين اذهب؟
لعزة هاج الشوق فالدمع سافح … مغان ورسم قد تقادم ماصح
بذي المرخ والمسروح غير رسمها … ضروب الندى قد اعتقتها البوارح
ستألف فقدان الذي فقدته … كإلفك فقدان الذي انت واجدو
ما شرقي بالماء الا تذكرا…لماء به اهل الحبيب نزلوا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما … يظنان كل الظن ان لا تلاقيا
لا يعرف الشوق الا من يكابده … ولا الصبابة الا من يعانيها
ما الشوق مقتنعا الا من يكابده … حتى اكون بلا قلب ولا كبد
تفنى نفوسهم شوقا ودمعهم … في إثر كل قبيح وجهه حسن
قد فارق الناس الاحبة قبلنا … واعيا دواء الموت كل طبيب
عيد بأية حال عدت يا عيد … بما مضى ام لامر فيك تجديد
اما الاحبة فالبيداء دونهم …. فليت دونك بيد دونها بيد
يامن يعز علينا ان نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم
وما صبابة مشتاق على امل … من اللقاء كمشتاق بلا امل
شوقا اليك تفيض منه الادمع … وجوى عليك تضيق منه الأضلع
وهوى تجدده الليالي كلما قدمت … وترجعه السنون فيرجع
يوم الفراق لقد خلقت طويلا … لم تبق لي جلدا ولا معقولا
لو حار مرتاد المنية لم يرد … إلا الفراق على النفوس دليلا
قالوا الرحيل فما شككت بانها نفسي … عن الدنيا تريد رحيلا
فراق ومن فارقت غير مذممي ... وامن ومن يممت غير ميممي
عدنا فما ابقى الفراق لنا من العقول .. وما رد الذي ذهبا سقيته عبرات