تدور كلمة "لا" فى الأسرة بين مطرقة الآباء وسندان الأبناء،
أو مثل كرة اليد كل منهما يلقيها إلى الآخر دون أن يريد تنفيذها..
وهنا تقول د. رشا نور الدين، الاستشارية الأسرية،
إن العملية التربوية ليست عملية أمر ونهى كما يعتقد أو يفعل الكثير من الآباء، فيدور بعضهم بين عدم قولها للطفل حتى لا يربى تربية معقدة من كثرة النواهى، والنوع الآخر يغرق الطفل فيها بحيث يقيد الطفل ويحد من طاقاته الذهنية والحركية.
وتوضح ، أن كلمة "لا" المتمثلة فى نهى الطفل عن بعض الأمور المزعجة أو غير اللائقة أو الخطيرة، لا يجب علينا التسلح بها فى عملية التربية إلا لأسبابها وبحقها لا لهوى أو لأن مزاج الأب أو الأم لا يسمح بذلك دون مراعاة رغبة وشعور الطفل أو للتسلط والتعسف.
أن كلمة "لا" تبنى وتقال على أسس علمية وتربوية حتى تؤدى دورها المؤثر فى العملية التربوية، فهى وسيلة ننقل بها الطفل من حالته الفطرية إلى الحالة التى تؤهله للتكيف بها مع ظروف الحياة والأسرة.
ومن الضوابط لاستخدام "لا" مع الطفل، ومنها:
أننا يجب ألا نقرنها بتعابير الغضب، حتى لا ترتبط فى ذهن الطفل بمشاعر الكراهية، وبالتالى يرتبط بقولها رفضه لها ولكن بنفس تعبيرنا لكلمة نعم نعبر بلا.
وتوضح أنه لكى تأخذ "لا" قوة التأثير المطلوبة علينا أن نمهد لها وأن نعقبها بتوضيح ليعرف الطفل أسباب المنع ويقتنع بأن "لا" سببية.
وتشير إلى أن مبدأ "لا" لا يتغير اليوم عن غد،
حتى لا تهتز ثقة الطفل فى والديه، مضيفة أننا يجب ألا نقول"لا" للطفل إلا بوجود مانع فعلى لها،
فإذا أنهى واجباته المدرسية مثلاً وأراد اللعب فلا مبرر من منعه بدون سبب.
وتتابع أنه من المهم اتفاق الوالدين على قول "نعم ولا" للطفل،
لأن التضارب فى العملية التربوية بين الآباء والأمهات فى وجهات النظر يضر بالطفل وبثقته بنفسه وبوالديه،
مضيفة أنه من المهم عدم إشعار الطفل بالتردد عندما نقول له "لا"، حتى لا يلاحظ ضعف الوالدين فى اتخاذ القرار، وبالتالى سوف يلجأ للإلحاح والضغط ليغير الوالدين قرارهما.