TODAY - 26 June, 2011
بي بي سي تضع على الإنترنيت إرشيفا يؤرخ لـ 60 سنة من "محاضرات ريث"
بعض الشخصيات الادبية والعلمية والسياسية التي تعاقبت عبر السنين على إلقاء محاضرات ريث
كشفت إذاعة بي بي سي الرابعة عن أشرطة مسجلة، ونصوص مكتوبة،اضغط هنا لمحاضرات ريث الثرية بموضوعاتها. وقد بدأت سلسة المحاضرات في العام 1948، وكان القصد منها نشر الوعي الجماهيري بقضايا تهم الرأي العام عن طريق متحدثين أعلام.
يذكر أن من بين المحاضرات، محاضرات للفيلسوف برتراند رسل، وأب "القنبلة الذرية" روبرت أوبنهايمر، وعازف البيانيو والمايسترو دانيال بيرنبويم، وريتشارد هوغارت، وأيه إيتش هولسي، وجيه كي جالبريث.
وتتوفراضغط هنا محاضرات ريث على موقع بي بي سي الألكتروني 240 محاضرة يمكن نقلها من الأصل بهيأة podcast.
وسميت "محاضرات ريث" بهذا الأسم تكريما للورد ريث، أول مدير عام لبي بي سي.
وكان لورد ريث يرى توفير البث الإذاعي للمستمعين من ضمن الخدمات العامة التي توفرها الدولة لمواطنيها، والتي من شأنها إثراء الحياة الثقافية للأمة. ويعول على المحاضرات على أنها "تحفيز للفكر وإسهام في المعرفة."
وكان الفيلسوف برتراند رسل، الحائز على جائزة نوبل، هو أول من افتتح سلسلة المحاضرات في العام 1948. وقد بحث فيها موضوع "السلطة والفرد"، خصوصا العلاقة بين النزعة الفردية، والمجتمع، وسيطرة الدولة في المجتمعات المتقدمة.
ويبدو أن محاضرات رسل أثارت ردود فعل متباينة كان بعضها مؤدبا، خصوصا من لورد ريث الذي قال إنه "تمادى كثيرا، مما اضطرني أن أكتب له مذكرة مؤدبة"،
في حين كان البعض الاخر غاضبا، كما هي الحال مع الرد الذي صدر عن الاتحاد السوفيتي، والذي فسر المحاضرة على أنها هجوم على الشيوعية.
فإرشيف بي بي بي سي يوثق مقطعا لإذاعة موسكو ورد فيه،"إنه لعالم هزيل، ذلك الذي يمتدحه رسل، عالم تجد فيه قطيع من الذئاب يميل الى الافتراس من أجل قطعة من اللحم. وهو دليل على إفلاس الفلسفة الرأسمالية."
وخلال فترة الحرب الباردة غالبا ما كانت محاضرات ريث مصدر عداء سياسي. ووصفت سلسلة المحاضرات التي القاها السفير الأمريكي لدى موسكو، جورج كينان، في العام 1957 بأنها الأكثر جدلا.
فمن خشيته من سباق التسلح النووي المحموم، أيد كينان إجراء مفاوضات مع روسيا ودعا الى سحب القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية من المانيا.
واستشهد الرئيس السوفيتي الأسبق نيكيتا خرتشوف بمحاضرة كينان، عندما أبلغ الصحافيين بأن روسيا مستعدة لسحب قواتها من المانيا الشرقية، إذا ما فعلت قوات حلف الناتو الشئ ذاته، بانسحابها من الغرب.
المحاضرات سبقت عصرها
ولستة عقود، نبهت المحاضرات وبانتظام الى قضايا عديدة قبل أوان مناقشتها بشكل واسع، وكثير منها لا يزال صداه يتردد.
ففي العام 1952، بحث المؤرخ آرنولد توينبي تأثير "الغربنة على البلدان الاسلامية". وفي العام 1962، أثار عالم الانثروبولجيا جورج كارستيرز حفيظة الصحافة البريطانية برأيه عن أن "ممارسة الجنس قبل الزواج قد تأتي بالنفع على علاقة الزوجين."
كانت هذه عينة صغيرة من محاضرات ريث عبر السنين. وكانت هناك محاضرات قيمة ومهمة لشخصيات علمية وأدبية، منها محاضرات لعالم البيئة فرانك فريزر دارلنغ في العام 1969، وديم مارجيري بيرهام في العام 1961، وروبرت جاردنر في العام 1965، وكولن بلاكمور في العام 1976، في سلسلة محاضراته عن عمل المخ