تحدثنا في موضوع سابق عن الإبداعات المعمارية الحديثة في القاهرة تحت عنوان
مع المصممة زهى حديد مجدداً: هل تنضم القاهرة إلى سباق التطور المعماري؟!
نُكمل حديثنا بخصوص نفس الشأن لكن الآن حان دور الأسكندرية و التي تعد العاصمة الثانية للدولة بعد القاهرة، ويبدو أنها ستنضم أيضاً لركب التطور المعماري بإنجاز عالمي:
قررت اليونسكو بالتعاون مع الحكومة المصرية إنشاء أول متحف في العالم يقع تحت سطح المياه لمشاهدة تلك الآثار الغارقة. المتحف من تصميم شركة Jacques Rougerie للتصميمات الهندسية، سيتكون المتحف من أربعة مبانٍ طويلة على شكل أشرعة مراكب نيلية متصلين ببعضهم البعض على مساحة 22 ألف متر مربع، ومصطفين في شكل دائرة قطرها 40 متراً.
يتكون المتحف من جزئين جزء فوق سطح المياه يعرض الأجزاء التي تم انتشالها، و الجزء السفلي ” تحت سطح المياه ” و يمتد لمسافة 7 أمتار لباقي الأجزاء التي لم يتم انتشالها، وسيتمكن الزوار من مشاهدة الآثار إما عن طريق الغوص أو من خلال السير داخل أنابيب زجاجية. وسيتسع المتحف لـ 3 مليون زائر سنوياً.
يُقال بأن المشروع تصميمياً منتهي منذ عام 2009 لكن في انتظار التمويل، ومن المخطط أن يستغرق البناء 3 سنوات.
إليكم أيضاً هذا الفيديو الرائع و الذي يظهر جزء من عمليات التنقيب و فيديو تخيلي عن المتحف ” باللغة الفرنسية “:
هذا ومن الجدير بالذكر أن البحر المتوسط يُعد من أغنى الأماكن في العالم بالآثار الغارقة لعل أهمها:
1. “الحي الملكي الغارق” أو “قصر كليوباترا” و الذي يقع على عمق 6-8 أمتار.2. منارة الأسكندرية و التي تعد أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم و تقع على عمق 5 – 10 أمتار.” و يذكر أن بداية التعرف على الآثار الغارقة بدأ على يد الأثري و الغواص المعروف كامل أبو السعدات عام 1961، إلى أن تم التعاون بين الحكومة المصرية و مؤسسة اليونسكو لرسم خريطة كاملة للآثار الغارقة عام 1975 حتى اكتملت الاستكشافات الأثرية مع التطور العلمي و التعاون المصري الأوروبي، وتم الوصول إلى موقع مدينة ” هيرقليون “عام 2002 و التي كانت المدخل القديم إلى مصر، وقد كانت مغمورة بالمياه منذ 1300 عام بسبب زلزال و حتى الآن لازالت محتفظة بقيمتها الفنية. “إليكم بعضاً من صور تلك الآثار:
و لعل اشهرهم هو التمثال المأخوذ عنه شعار الدوري الانجليزي
لعل من أفضل المباني المعمارية الموجودة في الأسكندرية هو بالطبع مكتبة الأسكندرية و التي تتميز بتصميمها على شكل قرص الشمس رمزاً لكونها مصدراً للمعرفة، و كان التصميم من تنفيذ شركة Snohetta للتصميمات المعمارية و تم افتتاحها عام 2003.
لذا سيكون هذا المتحف إضافة معمارية راذعة لمدينة الإسكندرية.
ختاماً علي الرغم من أن البناء تحت سطح الماء أصبح ” موضة قديمة ” لوجود فنادق بُنيت تحت سطح الماء، لكن ستنال الأسكندرية شرف بناء أول متحف تحت الماء