جئت لأسرقه فسرقني
================
ذكر أن لصا تسور دار مالك بن دينار فلم يجد في الدار شيئا يسرقه فراه وهو قائم يصلي فأوجز مالك في صلاته ثم التفت إلي اللص وسلم عليه وقال : يا أخي ....
تاب الله عليك دخلت بيتي فلم تجد ما تأخذه ولا ادعك تخرج بغير فائدة وقام واتاه بإناء فيه ماء وقال له توضأ وصل ركعتين فانك تخرج بخير مما جئت لأجله
فقال : اللص نعم وكرامة وقام فتوضأ وصلي ركعتين
وقال يا مالك : أيخف عليك أن أزيد ركعتين أخرتين؟
قال مالك : زد ما قدر الله لك فلم يزل يصلي إلي الصبح
فقال له مالك : انصرف راشدا
فقال : يا سيدي عليك أن أقيم عندك هذا اليوم فاني قد نويت الصيام ...
فقال له مالك: أقم ما شئت فأقام عنده أياما صائما قائما فلما أراد الانصراف
قال اللص: يا مالك قد نويت التوبة فقال مالك: ذاك بيد الله عز وجل، فتاب اللص وحسنت توبته و خرج ، فلقيه بعض اللصوص وقد رأوا على وجهه الاستنارة و الراحة فقالوا : نظنك قد وقعت على كنز ؟،
فقال : ما وقعت بكنز إنما وقعت بمالك بن دينار جئت لأسرقه فسرقنى ، وقد تبت إلى الله عز وجل ، و ها أنا ملازم الباب ، فلا أبرح حتى أنال ما ناله الأحباب !