TODAY - 26 June, 2011
من إندونيسيا إلى النصف الشمالي لإفريقيا الغربية
ترقب ظاهرة فلكية نادرة باحتجاب كوكب الزهرة خلف القمر
كوكب الزهرة قرب الهلال قبل الاحتجاب
سيشاهد جزء من العالم، يوم الخميس 30 حزيران/يونيو 2011، ظاهرة فلكية نادرة نسبيا، وهي احتجاب كوكب الزهرة خلف القمر.
وتخصّ هذه الظاهرة البديعة المناطق الواقعة على شريط عريض يمتد من إندونيسيا إلى النصف الشمالي لإفريقيا الغربية، مرورا بشبه القارة الهندية والشرق الأوسط. أما المناطق المجاورة لهذا الشريط (مثل شمال المغرب العربي، أوروبا، النصف الجنوبي لإفريقيا، شمال آسيا) فسوف تشاهد تقارباً بينا بين الزهرة والقمر بدل الاحتجاب. وبما أن الظاهرة ستحدث أساسا في النهار فإنّ رصدها يتطلب استعمال أجهزة بصرية.
وسيتم الاحتجاب في النهار بالنسبة للمناطق المعينة باستثناء منطقة غرب إفريقيا حيث سيحدث فيها قبيل شروق الشمس، وبالتالي فإنّ رصده يتتطلب استعمال أجهزة بصرية مثل المناظير أو التلسكوبات. أما التلسكوبات المجهزة بالكاميرا CCD فهي الطريقة المثلى.
وتعتمد أوقات الظاهرة على موقع الراصد، كما تتراوح مدتها من لحظة واحدة (مجرد تلامس الزهرة ظاهرياً بقرص القمر) إلى 110 دقائق عندما تمرّ الزهرة وراء القمر قطريا.
وسيكون القمر وقت الاحتجاب بطور هلال رفيع للغاية، وهو الهلال الأخير لشهر رجب، مما سيزيد جمال الظاهرة إذ سنشاهد اختفاء مفاجئاً للزهرة خلف الهلال وتبقى مختفية خلف قرص القمر المظلم ثم تتجلى بعد فترة (اعتمادا على موقع الراصد) كنقطة لامعة من وراء الحافة المظلمة للقمر.
وفيما يلي مواعيد بداية احتجاب الزهرة وعودة ظهورها (بالتوقيت العالمي) يوم 30 حزيران/يونيو 2011، وذلك في بعض المدن والعواصم: ففي عمّان يبدأ الاحتجاب في 05:58 وينتهي في 07:53، وفي مسقط يبدأ في 06:56 وينتهي في 08:45، وفي أبوظبي يبدأ في 06:42 وينتهي في 08:32، وفي القاهرة يبدأ في 05:48 وينتهي في 07:20، وفي كولالمبور يبدأ في 08:52 وينتهي في 09:58، أما في تمبكتو (مالي) فيبدأ في 05:13 قبل شروق الشمس وينتهي في 06:17 بعد الشروق مباشرة.
أما الموعد المقبل لظاهرة مثيرة تخصّ الزهرة فهو بدون شك عبورها أمام قرص الشمس يوم 5 حزيران/ يونيو 2012. ولن تتكرر ظاهرة عبور الزهرة قبل عام 2117.
ومن المعروف فلكياً أنّ الأجرام السماوية أثناء حركتها قد تحتجب أو تنكسف أو تمرّ أمام بعضها البعض، وبسبب شساعة المسافات بين تلك الأجرام فحدوث تلك الظواهر يكون نادراً عموما مما يجعل هذه التطابقات المدارية جديرة بالرصد، وتسمح ميكانيكا نيوتن بحساب حدوثها مسبقا وبدقة كبيرة. وبالنسبة للاحتجاب، فهو يعني مرور جرم سماوي وراء جرم سماوي آخر فيختفي جزئيا أوكليا لفترة معيّنة بالنسبة لراصد في موقع معين. أما الكسوف فلكياً فيحدث عندما يمر جرم فلكي في ظلّ جرم آخر فيصبح مظلما وذلك بالنسبة لجميع الراصدين.
يظهر من هذه التعريفات أن كسوف الشمس ليس بكسوف بالمفهوم الفلكي، وإنما احتجاب، في حين أن خسوف القمر هو حالة مثلى للكسوف الفلكي. أما العبور فهو الظاهرة المقابلة للاحتجاب والمتمثلة في مرور جرم صغير عموما أمام قرص جرم أكبر مثلما يحدث من حين لآخر عندما يعبر عطارد أوالزهرة أمام الشمس بالنسبة لراصد معيّن.