..كل شيء من أجل الإنتخابات.. شعار يعصف بواقعنا.. ويشدُّ إليه عَجَبَاً كل مشاعرنا..هرولة لتحديد المقاطعات البشرية وتطويقها لمنع الغرباء من دخولها..أريحية لم نشهدها من قبل..توافد على غير العادة الى الأحياء الشعبية يمسحون على رؤوس اليتامى ويمدون يد العون والشفقة عملاً بسنة الأولياء والصالحين..كلما تذهب لمجلس عزاء تجدهم أمام عينيك قد أخذ الحزن منهم مأخذه..يجلسون جلسة البسطاء..قد وضعوا رؤوسهم بين ركبهم.. ينشجون نشيج الفاقدات..كل شيء من أجل إسقاط الخصوم وكسر شوكتهم..فتعاطي السياسة في بلادي يمنح رخصة لشتم المنافسين واختلاق الأكاذيب عليهم ..كل شيء من أجل الوصول الى مراكز القرار ولو كان بالتنسيق مع بندر بن سلطان وحكام قطر العظمى..كل شيء فداء للكرسي الدوار ولو ضاع من أجله الوطن وغدا مرتعاً لداعش والنصرة..عهود للناس ووعود بمواجهة الفاسدين والحرامية وقائلهم يقول..أنا صوتكم ورصيدكم وملاذكم بعد الله تعالى..لاتترددوا في مهاتفتي ولا تنقطعوا عن زيارتي..كل شيء في سبيل البرلمان لاسبيل الله ولو باستغفال العوام وإفساد الضمائر وتخريب الذمم..تعليم الناس على الرشوة وافتتاح مكاتب لشراء الأصوات جائز في حسابات الزمن الرديء..وليمة دسمة وبطانية وعباءة ورصيد ..رياء مكشوف وتملق رخيص وتوسل ذليل وتنازل عن الكرامة من أجل صوت هنا وتأييد هناك هو من ضرورات الدعاية الإنتخابية..كل شيء في معرض المساومة..بلا تأنيب من ضمير ولارادع من دين..ولا أقول أنهم كلهم..معاذ الله ..فالشرفاء لهم في القلب حبٌ وتقدير..والعاملون من ذوي الأيادي البيضاء رأس مال الوطن الغالي..والمخلصون سنام الشرف الوطني وعنوان كرامة العراقيين..وما علينا إلا أن نشهد بالحق أمام الله تعالى حينما نختلي مع الصندوق حيث لا رقيب علينا إلا هو سبحانه ونكتب في ورقة الإقتراع بأيدينا التي ستشهد علينا غداً أن هذا المرشح أجدر من غيره.. ۞ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ..