صناعـةُ البلاغـةِ العربيّـة
يقول سراج الدين أبو يعقوب السَّكَّاكي، رائدُ علم البلاغةِ في عصرهِ وما تلاه:
"اعلم أن علم المعاني هو تتبّع خواص تراكيب الكلام في الإفـادةِ وما يتّصلُ بها من الاستحسـان وغيره، ليحترز بالـوقوف عليهـا عن الخطـأ في تطبيـق الكلام على ما يقتضي الحـال ذكره، وأعني بتراكيـبِ الكـلام: التراكيب الصادرة عمّن له فضلُ تمييزٍ ومعرفة، وهي تراكيب البُلغاء، لا الصـادرة عمّن سواهم، لنزولهـا في صناعة البلاغة منزلـة أصـوات النشاز، وأعنـي بخاصيّـة التركيـب: ما يسبقُ منـه إلى الفَهـم عند سـماع ذلك التركيب؛ جارياً مجرى اللازم له، لكونه صادراً عن البليغ، لا لنفس ذلك التركيب من حيث هو هو، أو لازماً لـه هـو حيناً، وأعنـي بالفهـم: فهـم ذي الفطـرة السليمة".