كركوك – مروان العاني
تشهد مدينة كركوك توترا امنيا بعد اعتداءات دامية استهدفت مبنى استخبارات شرطة المحافظة وأحد اكبر المولات التجارية بعد تحصن انتحاريين فيما شددت القوات الامنية اجراءاتها بعد توقعات باستمرار الاعتداءات على المحافظة ضمن مخطط لتنظيم القاعدة .
تحرير رهائن
واكدت مصادر مطلعة لـ(الزمان) امس ان ( قوات مكافحة الارهاب التي استقدمت من محافظة السليمانية تدخلت في تحرير 11 رهينة من المتبضعين في جوهر مول وهو سوق تجاري انجز قبل 3 سنوات من قبل شركة تركية بمبلغ 3 ملايين و 500 الف دولار)، موضحة ان (انتحاريين مزودان باسلحة قنص وقنابل ورمانات يدوية فضلا عن احزمة ناسفة اتخذا من الطابق الخامس والاخير للمول المقابل لمبنى مديرية الاستخبارات بنحو 150 متر متراسا لهما وقاما بقنص العديد من الضباط والمراتب خلال تنفيذ الاعتداء الذي استهدف المديرية ) واضافت المصادر ان ( اربعة انتحاريين احدهم يقود سيارة مفخخة استهدفوا المديرية ولدى انشغال القوات الامنية في السيطرة على الموقف بدأ الانتحاريان باستهداف القوات بعد ان تمكنا من احتجاز 11 رهينة من المتبضعين داخل المول ). واكدت ان (رواية تقول ان الانتحاريين سبق ان استأجرا محلا تجاريا في الطابق الاخير من المول الذي يحتوي على 85 محلا تجاريا فضلا عن المخازن التي دمرت جميعها جراء الاعتداء واستطاعا خزن الاسلحة والمتفجرات خلال المدة الماضية، اذ يبدو ان تنظيم مايسمى بدولة العراق الاسلامية كان قد خطط مسبقا لتنفيذ العملية). وكشفت المصادر لـ(الزمان) تفاصيل عملية اعادة السيطرة على الموقف الامني في المدينة الى ان (نجل شقيق رئيس الجمهورية لاهور شيخ جندي الطالباني ارسل قوات مكافحة الارهاب التي شكلت في السليمانية خلال مدة الحكم المدني الامريكي بول بريمر على اساس امتلاكها الحق بالعمل في مختلف المحافظات وتمكنت من تحرير الرهائن داخل المول بالتعاون مع الامن الكردي الاسايش والقوات الامنية المحلية، لكن تلك القوات قدمت شهداء وجرحى بعد اعاقتهم من دخول المول من الانتحاريين اللذين كانا يرميان القنابل والرمانات اليدوية على عناصر الامن المقتحمة فضلا عن قنصهم من الطابق الخامس حيث يتمركز الانتحاريان ).
واوضحت المصادر انه (بعد التمكن من اخلاء الرهائن والتأكد من خلو المول من المواطنين وبقاء الانتحاريين فقط قامت القوات بمحاولة اخرى للاقتحام لكن الانتحاريين كانا قد فخخا الطابقين الثالث والرابع وتم تفجيرهما لمنع دخول القوات التي اضطرت الى حرق المول عبر ضربة بسلاح باك الامريكي وهو سلاح حارق خارق وبعدها تمت السيطرة على الموقف ). وشبهت المصادر هذه العملية بعملية مماثلة قامت بها مجموعة مسلحة تابعة للمتمردين الصوماليين الشباب في كينيا عند سيطرتها على مركز وست غيت التجاري في نايروبي . ومن جانبه قال قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الامير الزيدي لـ(الزمان) امس ان ( المحافظ نجم الدين كريم رفض دخول الجيش كما رفض دخول قوات مكافحة الارهاب التي استقدمت من بغداد باسناد مروحيات عسكرية من اجل السيطرة على الموقف وحسمه بالسرعة) .
وعن اسباب رفض دخول القوات اكدت المصادر ان (هناك اتفاقية بين بغداد واقليم كردستان تنص على عدم دخول الجيش الى المدينة فيما تتولى الشرطة مسؤولية امنها ). واوضحت ان (قوات البيشمركة لم تشارك في العملية اذ انها تتمركز في مناطق شمال المحافظة بينما ينتشر الجيش في محيط اطراف المحافظة لكن قوات الامن الكردي (الاسايش) شاركت في العملية ).
المنطقة مغلقة
وعن طبيعة الحياة في المدينة بعد الاعتداءات اوضحت المصادر ان (منطقة الحادث ماتزال مغلقة وتعمل الجهات المعنية على استكمال التحقيقات ورفع اثار الدمار التي حلت فيها ولاسيما ان المول تحيطه ثلاث مدارس وبمبنى صحي ومبنى للبيئة فضلا عن عشرات المنازل السكنية ). واضافت ان (الشرطة كثفت اجراءات التفتيش ونصبت السيطرات خشية اعتداءات جديدة اذ تشير المعلومات الى احتمالية استمرار الاعتداءات في المحافظة ) مستدركا ان (المناطق البعيدة عن منطقة الاعتداء تعيش بشكل طبيعي ) .