تقارير: تنظيم القاعدة يجند النساء لـ 'الجهاد' في سوريا
مقاتل من المعارضة السورية يدرب شابات بمدينة حلب في أيلول/سبتمبر 2013. وتشير التقارير الأخيرة إلى أن تنظيم القاعدة يجند النساء للقتال في سوريا. [كرم المصري/أ ف ب]
تجند مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة النساء للتوجه إلى سوريا لتقديم أنفسهن إلى الرجال الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الجهادية، في ظاهرة باتت تُعرف بـ "جهاد النكاح"، فيما يتم تجنيد أخريات للقتال إلى جانب الرجال وفق ما قال صحافيون ونشطاء للشرفة.
وفي شمال لبنان، يعمل لواء عسكري نسائي تحت مسمى "لواء الناصر صلاح الدين"، بالتنسيق مع مجموعات لبنانية تقاتل مع "جبهة النصرة" أحد فروع القاعدة، لتعبئة وتجنيد النساء من أجل القتال في سوريا، وفق ما ذكر تقرير لجريدة "السفير" اللبنانية صادر في 14 أيلول/سبتمبر الفائت.
كما أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر أمام المجلس التأسيسي (البرلمان) أن فتيات تونسيات سافرن إلى سوريا تحت مسمى "جهاد النكاح" قد عدن إلى تونس حوامل من أجانب يقاتلون الجيش النظامي السوري.
وقال المحامي التونسي باديس الكوباكجي رئيس جمعية "إغاثة التونسييين بالخارج" غير الحكومية في تصريحات صحافية أن "مجاهدات النكاح تتراوح أعمارهن بين 17 و30 عاما وبينهن طالبات في مدارس ثانوية"، موضحا "أن القاسم المشترك بين أغلبهن أنهن حديثات العهد بالتدين وضحايا عملية غسل دماغ ديني تعرضن له عبر منتديات دينية إلكترونية مغلقة، أو داخل بعض المساجد في تونس".
وفي هذا السياق، أكد الناشط الإعلامي فيصل الأحمد من حلب في تصريحات لموقع الشرفة أن "وجود النساء المقاتلات بصفوف المجموعات المسلحة ذات التوجه الإسلامي انتشر في الأشهر الأخيرة".
وقال إنه فيما أن العديد من النساء السوريات حملن السلاح مع بداية المواجهات المسلحة مع القوات الحكومية لحماية عائلاتهن، "إلا إن اللافت حديثا أن جميع النساء المقاتلات بصفوف الجماعات المسلحة منقبات ويندر وجودهن العلني ويتمركزن في العديد من المواقع العسكرية في منطقة حلب وضواحيها".
من جهتها، قالت الصحافية التونسية حنان زبيس العاملة بمجلة "حقائق" الناطقة باللغة الفرنسية، للشرفة إن جهاد النساء، وبالتحديد "جهاد النكاح" أو الجهاد الجنسي، بدأ يظهر في تونس منذ أواخر 2011 مع توجه الشباب التونسيين للجهاد في سوريا.
"حينها، رصدت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية التونسية وجود فتيات يذهبن إلى سوريا"، كما قالت زبيس. "وتم الاعتقاد في البداية أنهن يذهبن مع أزواجهن ولكن بعد ذلك تم الكشف أنهن يسافرن لوحدهن بغرض جهاد النكاح".
وأوضحت زبيس أن تلك النساء يتعرضن لغسيل دماغ في الجامعات أو في المساجد، كما يتم ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت الصحافية التونسية إلى أن "الملفت للانتباه أن معظم الفتيات لم يبلغن بعد سن الرشد مما يسهل التلاعب بعقولهن، وعادة لا تعلم عائلاتهن شيئا عن مشاريعهن بالسفر إلى سوريا". وذكرت زبيس أن "قضية جهاد النكاح لم تطف على السطح إلا بعد عودة العشرات من الفتيات إلى تونس وقد حمل البعض منهن في حين أصيب البعض الآخر بأمراض جنسية، وقد تم إيقاف جزء منهن للتحقيق معهن والتعرف على من ساعدهن على السفر"