جبهة النصرة تسرق حليب الأطفال ضمن مساعدات متجهة لسوريا
موظفون في جمعية الهلال الأحمر العراقية في أربيل يجهزون المساعدات الإنسانية التي تم التبرع بها ليتم نقلها إلى اللاجئين السوريين.
اتهمت منظمة خيرية عراقية جبهة النصرة بسرقة قوافل المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين السوريين لبيعها مع غيرها من الإمدادات الغذائية وحليب الأطفال في السوق السوداء لتمويل عملياتهم.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي إن أسلوب السرقة ليس بجديد على الجماعات الإرهابية لكن أن تصل إلى سرقة حليب للأطفال الرضع "فهذا شيء قذر للغاية".
وأضاف العيساوي أن الحكومة المحلية في الأنبار وجهت المنظمات الإنسانية العاملة في المحافظة بإيقاف إرسال المساعدات لمنطقة ألبو كمال المجاورة حماية لأرواح عمال الإغاثة ولمنع وصولها لجماعة إرهابية مثل جبهة النصرة.
وقال المهندس فراس عبد الرحمن، معاون مدير منظمة "الأيادي البيضاء" الخيرية العراقية إن مجموعة مسلحة تنتمي لجبهة النصرة قامت باعتراض شاحنات كانت تنقل مساعدات غذائية وإنسانية كأغطية وملابس شتوية، تكفي لنحو ألفي أسرة تبرع بها عشائر القائم لصالح الأسر السورية المتواجدة في منطقة ألبو كمال السورية المجاورة.
وأضاف أن المسلحين إنهالوا بالضرب على سائقي الشحنات واستولوا على المساعدات التي قامت المنظمة بجمعها تحت إشراف جمعية الهلال الأحمر العراقية.
وكانت منظمة "الأيادي البيضاء" قد قررت وقف برنامج المساعدات مركزة جهودها على تحويلها إلى النازحين السوريين المتواجدين في المخيمات داخل العراق، بحسب عبد الرحمن.
من جهته، أكد مدير برنامج المساعدات في جمعية الهلال الأحمر العراقية، عبد الملك الكبيسي، أن هناك ثلاثة مستشفيات ميدانية عراقية نصبت عند الحدود مع سوريا على مسافة 20 كيلومترا من الحدود يمكن للسوريين القاطنين قرب الحدود الدخول للعراق والحصول على مساعدة طبية عبرها.
ودان الكبيسي أعمال السطو التي تقوم بها جبهة النصرة، قائلا إنها "لم تكتف بإرهاب الناس وقتلهم وإفساد ثورتهم بل تعدت إلى سرقة غذائهم وغذاء أطفالهم وملابسهم وأدوية هم بأمس الحاجة لها".
وأوضح الكبيسي لموطني على هامش زيارته لمخيم النازحين في الأنبار، أن تصرفات جبهة النصرة "تعيدنا إلى تاريخ القاعدة الأسود في العراق عندما كانت تقتل الفرق الصحية وتستولي على شاحنات البطاطس والأغذية والأدوية وحتى مرتبات الموظفين الحكوميين".
جبهة النصرة ’عبء‘ على مستقبل سوريا
بدوره، أعرب زعيم عشيرة الكرابلة الشيخ محمد سعدون الهذال عن أسفة لتوقف "المساعدات التي كانت العشائر ترسلها كجزء من التزام تاريخي مع العشائر السورية المجاورة".
وتابع "نحن نعتذر لهم عن توقفها وعليهم تفهم ذلك فلا يمكن أن نرسل شيئاً يقع بيد النصرة ليكون لها عونا على مواصلة الإرهاب".
ووصف الهذال النصرة بأنها "عبء على أي حالة تغيير إيجابية تحصل في سوريا بالمستقبل القريب، وعلى الشعب السوري التمهيد للتغير من خلال التضييق على جبهة النصرة وعزلها حتى لا تتوسع أكثر من هذا الحد".