TODAY - 25 June, 2011
رسام أمريكي يصور قوات بلاده في العراق وافغانستان
يحاول مايكل فاي توثيق حياة الجنود الأمريكيين بالقلم والألوان
جندي من البحرية الأمريكية يربض على الأرض وسلاحه إلى الإسفل، لكنه في وضع استعداد.
على الجانب الأيمن هناك صف من الأشجار، وهو في معقل حركة طالبان جنوبي افغانستان.
كل شىء يبدو هادئا لكن هناك توترا في الجو، لأن القتال يمكن أن ينفجر مجددا.
هذا المشهد هو مجرد لوحة من أعمال الرسام الأمريكي مايكل فاي.
لكن هذه اللوحة يمكن أن تلخص مخاوف العديد من أفراد الجيش الأمريكي من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يسحب قواته من افغانستان بسرعة كبيرة، مضحيا بكل المكاسب التي حققوها في ميدان المعركة.
ومثلما يقلق هذا الأمر أفراد الجيش الأمريكي، فإنه يقلق كذلك فاي الذي عمل في البحرية الأمريكية في الماضي.
وقضى فاي وقتا طويلا خلال العقد الماضي يوثق لحياة الجنود الأمريكيين بالقلم والألوان.
عندما ترك فاي البحرية في أوائل عقد التسعينات كان يركز على تطوير مهاراته الفنية.
وقضى فاي غالبية العقد الماضي من عمره يرسم ويصور الجنود الأمريكيين.
وطلب منه بعد ذلك أن يعود إلى العمل كرسام.
خدم الرسام مايكل فاي في البحرية الامريكية
ويقول فاي "بعد ذلك وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر"، ومن ثم أرسل عدة مرات إلى افغانستان والعراق.
ويهتم فاي بالدرجة الأولى بإظهار القوات الأمريكية في لوحاته وهي تؤدي مهامها، مما أدى في بعض الإحيان إلى لفت انتباه المتظاهرين المناهضين للحرب.
لكن فاي يقول إن الاشخاص يفكرون بطريقة مختلفة عندما يشاهدون أعماله.
ويضيف "تجعلهم يدركون بأن هؤلاء (الجنود) مجرد أناس عاديين يخدمون بلادهم".
ويعد رسم لوحات مستوحاة من الحرب تقليد عريق، وقد عين الجيش البريطاني رسامين للعمل في افغانستان.
وتصور أعمال فاي مجموعة من الجنود الأمريكيين، جرح بعضهم خلال القتال.
وبينما تتجه الحروب الأمريكية في العراق وافغانستان إلى التراجع، يركز فاي على الجبهة الداخلية والحروب الشخصية التي يخوضها آلاف المحاربين القدامى للتغلب على إعاقاتهم.
وقد ساعد الطب الحديث العديد من هؤلاء الجرحى على النجاة من إصابات كانت ستودي بحياتهم في السابق.
وعلى الرغم من أن إعاقات بعضهم تمنعهم حتى من القيام بالأعمال البسيطة، إلا أن لوحات فاي تظهر انهم لن يصابون باليأس.
حاول تصوير معاناة الجرحى
ويقول فاي "العديد منهم يرغبون في العودة إلى القتال".
وتظهر احدى اللوحات اللافتة للنظر محاربا سابقا يبدو أنه سقط من كرسيه المتحرك، لكنه في الواقع يتعلم كيف ينزل من كرسيه حتى يلعب من ابنه الصغير.
ويحاول فاي أن يشجع رسامين آخرين من الجيش، وأطلق على تلك المحاولة مشروع "جو بونهام".
وجو بونهام هو شخصية خيالية تمثل جنديا فقد كل أطرافه ووجهه في الحرب العالمية الأولى وظل اسيرا لما بقي من جسده.
أما زوجة فاي فهي ضمن قوات الاحتياط الأمريكية ومن المقرر أن تنضم إلى قوات بلادها في افغانستان في القريب العاجل.
وقد خدمت من قبل فترة 18 شهرا في العراق ونجت من العديد من الانفجارات، وبذلك ربما تعتقد أن فاي سيؤيد قرار اوباما ببدء سحب القوات الامريكية وإعادتها إلى الولايات المتحدة، لكن الأمر ليس كذلك.
يقول فاي "إذا كنت ستسحب بعضا من مقاتلينا فهذا لا يعني أن عددا مماثلا من طالبان سيقولون (نحن سنفعل ذلك أيضا)، بل سيتيح لهم هذا الأمر المجال لتسبيب المزيد من الاذى".