TODAY - 25 June, 2011
مدرب إيران حذر من مشكلة سياسية
العلم العراقي يثير أزمة في ملعب آزادي في طهران
استغرب عراقيون التصرفات التي قامت بها الجماهير الإيرانيّة في ملعب آزادي بطهران عندما رفضت رفع لاعبي المنتخب العراقي علم بلادهم إحتفاءاً بالفوز الذي حققه المنتخب الاولمبي العراقي على نظيره الايراني بهدفين نظيفين، ضمن التصفيات الاولية لأولمبياد لندن عام 2012 ، واشاروا ان هذا التصرف لا يوحي بأن الامر متعلق بلعبة كرة قدم بل يتجاوزه الى ابعد من ذلك من امور لها علاقة بتاريخ العلاقات بين البلدين .
ما أن انتهت المباراة بين المنتخبين الاولمبيين بفوز العراق وتأهله الى الدور الثاني من التصفيات الاولمبية حتى سارع احد اللاعبين الى حمل العلم العراقي والنزول به الى ساحة اللعب للاحتفاء مع بقيةاللاعبين والاداريين الذين دخلوا ساحة اللعب لتهنئة بعضهم والاحتفال بالفوز ، كما يحدث دائما ، لكن اداريين ايرانيين في الملعب بالاضافة الى احد لاعبي المنتخب الايراني حاولوا منع اللاعب العراقي من الاحتفال بالعلم ، وحدثت مشادات بين الطرفين اشترك فيها اخرون ، كادت ان تتطور الى عراك لولا حكمة المدرب العراقي ناظم شاكر .
وقال مصدر في الوفد العراقي المتواجد في طهران : إن لاعبي المنتخب أحتفلوا بعد نهاية المباراة بهذا الإنتصار التاريخي للكرة العراقية وبسبب رفع أحد اللاعبين العلم الوطني وسط الملعب , تدخل إداريو الجانب الإيراني وأحد لاعبيهم ليمنعوا لاعبينا من الإحتفال وطالبوا منهم بالقوة إنزال العلم العراقي.
وأضاف المصدر : أن مشرف المباراة تدخل محاولا إنهاء الأزمة لكن لاعبينا رفضوا إنزال علم بلدهم فيما يصرّ الإيرانيون على إخفائه , ولم تنته ِ الأزمة الا بعد تدخل مدرب المنتخب الإيراني والذي طلب بشكل ودي من الكابتن ناظم شاكر ، مدرب الفريق العراقي ، السيطرة على الموقف وأخذ اللاعبين إلى غرف تبديل الملابس كي لا يتطور الأمر وتتفاقم الأزمة وتتطور سياسيا , فيما طلب المشرف الآسيوي من الوفد العراقي مغادرة الملعب على وجه السرعة كي لا تحدث مصادمات مع الجماهير الإيرانية المصدومة من الخسارة على أرضها بعد أن كان فريقها فائزا في الذهاب في ستاد فرانسو حريري في أربيل بهدف دون رد .
وهذا ما اثار استغراب الجمهور الرياضي الذي كان يتابع المباراة عبر شاشة التلفزيون في احدى مقاهي الكرادة ، حيث اشار عدد من المتفرجين الى ان السلوك غير صحيح وان ما قام به الايرانيون يمثل وجهة نظر خاطئة ومن الممكن ان تتحول القضية الى السياسة وتحدث ازمة اذ ان الايرانيين يرون في الاحتفال بالعلم العراقي استفزاز لمشاعر الايرانيين الذين حزنوا لخسارة فريقهم وخروجه من المنافسات ، فيما اشار اخرون الى ان الايرانيين غير مقتنعين بأن فريقهم يخسر امام الفريق العراقي ، او ان العداء التاريخي السابق يلقي بظلاله على المباراة .
فقد قال المشجع الرياضي كريم محمد : انا استغرب حقيقة المشهد الذي شاهدته بعد انتهاء المباراة من منع الايرانيين للاعبي العراق الاحتفال بالفوز ورفع العلم العراقي، وهو حالة عادية تحدث في كل مكان ولا ضرر فيها على احد وطالما تحتفل الفرق الفائزة في الرياضة بالفوز وترفع اعلام بلدانها لانه رمز ، ولكن لا ادري اذا ما كان اعتراض الايرانيين على احتفال اللاعبين بالفوز واعتبروه نوعا من الاستفزاز للجمهور ام ان اعتراضهم بسبب رفع العلم .
وقال الاعلامي صباح العزاوي : اعتقد ان السلوك كان غريبا ومفاجئا ولم يكن احد يتوقع ذلك كون القضية تتعلق بالرياضة التي فيها فوز وخسارة ، ويبدو ان الخسارة لم تكن متوقعة للفريق الايراني الذي كان رد فعله شديدا ازاء الاحتفال بالعلم ، والغريب انني سمعت ان هناك تحذيرا جرى للوفد من ان الامر قد يتطور الى ازمة سياسية بين البلدين ، ولا اعرف القصد او السبب ، فهل يستفز العلم العراقي الايرانيين بوجوده في الملعب ، ولماذا طلبوا عدم رفعه وكان هناك على المدرجات جمهور يرفع العلم العراقي ، اعتقد ان وراء ذلك اسرار غير مفهومة .
اما الصحافي مؤيد عبد الوهاب فقال : اهل السياسة اذا ما ارادوا ان يشعلوا خلافا شعلوه لسبب او بدون سبب ، والظاهر ان العلاقة المتشنجة بين العراق وايران هي السبب وراء ما حدث ، فبعض الايرانيين يرون ان الاحتفال بالعلم داخل ساحة اللعب تأكيدا لهزيمة او انتصارا جديدا لاسيما ان هناك من ينظر الى العراق على انه محتل من قبل الاميركان وان الفوز على فريق بلدهم يمثل انتصارا للامريكان ، ومن هنا ربما يكون المدخل الى ما تم طرحه من ان المشكلة ستكون سياسية ، وبالفعل قد تتحول الى سياسية اذا ما اراد الجانب الايراني بحجة ان التلويح بالعلم
فيما قال الكاتب سامي فرج : برأيي ان من السهل ان تتحول المسألة وتتطور الى ازمة بين البلدين وربما تطلب الحكومة الايرانية من الحكومة الاعتذار بحجة ان الاستفزاز هو القصد الذي كان وراء الاحتفال بالعلم على الرغم من انها سلوك عفوي ، انا لا اشك في ان تتطور الامر وان لم يتطور ويتم احتواءه فالسلوك الذي بدر يحتاج الى وقفة فعلا ، فلا اعتقد ان من حق احد ان يمنع احد من الاحتفال ومن الطبيعي ان يكون العلم الذي هو رمز البلد الواضح والمادي المتوفر هو وسيلة الاحتفال ، وانا اعتقد انه من الضروري ان تطالب وزارة الخارجية العراقية توضيحا من وزارة الخارجية الايرانية ، او ان تقوم وزارة الشباب العراقية بمخاطبة نظيرتها الايرانية للاستفسار ليس الا ، انا اعتقد ان سبب المنع هو الشعور بالهزيمة ليس الا.