يرى بعض العلماء أن لعلم الطب مصدراً إلهيا لشفاء المرضى.
ولقد أندهش العلماء والأطباء في العالم عن ما قاله الإمام الرضا(ع) في الرسالة الذهبية الفريدة من نوعها حول الحجامة
وعن السر الإلهي العام لآلية الشفاء
التي تقوم بها عملية الحجامة في تخليص الجسم من الأمراض الخطيرة .
فقد قال الإمام علي بن موسى الرضا(ع)عن الحجامة ما نصه (ربما تبيغ به الدم, فاحتجم في جوف الليل) .
والرسالة الذهبية كتاب للامام علي بن موسى بن جعفر الملقب بالرضا ثامن ائمة المسلمين الشيعة
ويختص هذا الكتاب بالعلوم الطبية القديمة والحديثة وبالاخص الحجامة "
ويقول الإمام الرضا (ع) في كتابه :-
فإذا أردت الحجامة فليكون في اثنتي عشرة ليلة من الهلال إلى خمس عشرة منه ,
فانه اصح لبدنك فإذا انقضى الشهر فلا تحتجم إلا أن تكون مضطراً إلى إخراج الدم ,وهو لان الدم ينقص في نقصان الهلال ويزيد في زيادته .
ولتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين , ابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوماً وابن الثلاثين في كل ثلاثين يوماً مرة واحدة
وكذلك كل من بلغ من العمر أربعين سنة يحتجم كل أربعين يوماً , وما زاد فبحساب ذلك .
واعلم... ان الحجامة إنما تأخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللحم ومصداق ذلك ما اذكره انها لا تضعف القوة كما يوجد من الضعف عند الفصاد.
وحجامة النقرة تنفع لثقل الرأس , وحجامة الاخدعين تخفف عن الرأس والوجه والعينين وهي نافعة لوجع الأضراس.
وخد يحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع في الفم ومن فساد اللثة وغير ذلك من أوجاع الفم ,وكذلك الحجامة بين الكتفين تنفع في الخفقان
الذي يكون من الامتلاء والحرارة, والتي توضع على الساقين قد ينقص من الامتلاء نقصاً بيناً
وينفع من الأوجاع المزمنة في الكلى والمثانة والأرحام ويدر الطمث غير أنها تنهك الصبر في الجسد وقد يعرض منها الغشي الشديد
إلا أنها تنفع ذوي البثور والدماميل والذي يخفف من ألم الحجامة تخفيف المص عند أول ما يضع المحاجم ثم يدرج المص قليلاً قليلاً والثواني أزيد في المص عن الأوائل
(ومعنى المص هو السحب بالطريقة الحديثة) ,
وكذلك الثوالث فصاعداً ويتوقف عن الشرط حتى يحمر الموضع جيداً بتكرير المحاجم عليه, ويلين المشراط على جلود لينة ويمسح الموضع قبل شرطه بالدهن.
يمسح الموضع الذي يفصد بدهن فانه يقلل الألم وكذلك يلين المشرط والمبضع بالدهن عند الحجامة.
وعند الفراغ منها يلين الموضع بالدهن ويقطر على العروق إذا فصد شيئاً من الدهن لئلا يحتجب فيضر ذلك بالمقصود).
ويقول(ع):
اجتناب النساء قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة ويحتجم في يوم صاحٍ صاف لا غيم فيه ولا ريح شديدة ,وليخرج من الدم بقدر ما يرى من تغيره,ولا تدخل يوم ذلك الحمام فإنه يورث الداء
وصب على رأسك وجسدك الماء الحار ولا تغفل ذلك من ساعتك.
وإياك والحمام إذا احتجمت فإن الحمى الدائمة تكون فيه إذا اغتسلت من الحجامة فخذ خرقة مرغري فألقها على محاجمك أو ثوباً ليناً من قز أو غيره
وخذ قدر حمصة من الترياق الأكبر وامزجه بالشراب المفرح المعتدل وتناوله أو بشراب الفاكهة
وان تعذر ذلك فشراب الاترج فان لم تجد شيئاً من ذلك فتناوله بعد عركه ناعمة تحت الأسنان واشرب عليه جرع ماء فاتر
وان كان في زمان الشتاء والبرد فاشرب عليه السكنجبين العنصلي العسلي فانك متى فعلت ذلك أمنت من اللقوة والبرص والبهق والجذام بإذن الله تعالى.
وقال(ع):
وامتص من الرمان المز فإنه يقوي النفس ويحي الدم ولا تأكل طعاماً مالحاً بعد ذلك بثلاث ساعات
فإنه يخاف أن يعرض بعد ذلك الجرب وان كان شتاءً فكل من الطياهيج إذا احتجمت واشرب عليه من الشراب المذكى
الذي ذكرته اولاً وادهن موضع الحجامة بدهن الخيري أو شيئاً من المسك وماء ورد وصب منه على هامتك ساعات فراغك من الحجامة
وأما في الصيف فإذا احتجمت فكل السكباج والهلام والمصوص أيضا والحامض وصب على هامتك دهن البنفسج بماء الورد وشيء من الكافور
واشرب من ذلك الشراب الذي وصفته لك بعد طعامك وإياك وكثرة الحركة والغضب ومجامعة النساء ليومك.هذا قليل من كثير مما جاء على لسان الإمام علي بن موسى الرضا(ع) في رسالته الذهبية التي وجهها للمؤمنين
والتي تحدث فيها عن الفوائد الجمّة التي يحصل عليها الانسان جراء عمله للحجامة