تقول هبة عيسوى أستاذ أمراض الطب النفسى :
يشعر الكثير من أولياء الأمور بالحيرة تجاه أبنائهم الذين يعانون مشاكل دراسية بالغة فى مادة الحساب، على الرغم من تفوقه فى اللغتين العربية والإنجليزية، على الرغم من ذكائه الكبير.
وتوضح هبة عيسوى "هذه الحالة تعرف باسم صعوبات الحساب أو العسر الرياضى،
فهؤلاء الأطفال يعجزون عن فهم الأعداد على الرغم من قدرتهم على قرائتها وكتابتها، كما يعجز عن فهم علاقات "أكبر من وأقل من
" فعلى سبيل المثال يعجز الطفل الذى يعانى هذا النوع من الاضطراب عن فهم أن العدد (9) نصف العدد (18)، أو أنه ناتج ضرب العددين (3×3) على الرغم من أنه يقرأ العدد بصورة صحيحة".
"تم تصنيف الصعوبات الحسابية (ديسكلكوليا) وفقًا للعالم النفسى بايدن فى العام 1993 إلى عدة أنواع، أولها الديسكلكوليا النمائية وتنشأ نتيجة لقصور بعض العمليات المعرفية مثل الانتباه والإدراك والذاكرة والتصور البصرى المكانى ومعالجة المعلومات، أما النوع الثانى فهو (ديسكلكوليا مكتسبة) التى تنشأ نتيجة تلف بعض الخلايا بالمخ".
"تم تصنيف النوعين (النمائية والمكتسبة) إلى 3 أنواع من وجهة نظر "نيوروسيكولوجية"، أولها صعوبة قراءة الأعداد وكتاباتها، وهى ترتبط دائمًا باضطرابات فى نصف المخ الأيسر، أما النوع الثانى فهى "الأكيكوليا" المكانية، ويمكن تمييزها بصعوبة التحليلات المكانية للمعلومات العددية، مثل صعوبة اصطفاف الأعداد فى مسائل الحساب متعددة الأعمدة، وعدم القدرة على قراءة رموز العمليات الحسابية، وصعوبة قيمة المكان، رغم سلامة قراءة الأعداد وكتاباتها وإجراء العمليات الحسابية البسيطة، أما النوع الأخير فهو الـ"لا حسابية"، وهى تحدث فى مرحلة الرشد وتتميز بصعوبة بالغة فى استدعاء الحقائق الحسابية الأساسية من الذاكرة طويلة المدى، مع سلامة القدرة على قراءة الأعداد وكتابتها، التمثيل المكانى للمعلومات العددية، وفهم المفاهيم الحسابية.
ولعلاج هذه الصعوبات الحسابية تنصح أولياء الأمور بالعمل على تطوير مهارات الانتباه والتركيز عند أبنائهم،
مع الانتقال التدريجى من المحسوس إلى المجرد
مثل استعمال المجسمات أولا ثم التعامل مع الأرقام، إضافة إلى استخدام الأساليب المناسبة وزيادة الحافز لهم،
مع معالجة مواطن الضعف وتدعيم مواطن القوة فى أدائهم، وكذلك تقييم مستوى تقدمهم وتزويده بردود الفعل مع رفع الروح المعنوية.