الشاعر والمترجم بدل رفو سفير الثقافة الكوردية بالمغرب
هناكمن سماه "السندباد الكوردي" وهناك من أطلق عليه "الباز الكوردي" وهناك منيحلو له أن ينعته ب"الشاعر الشفاف " او "الاديب المنسي في النمسا" او"الشاعر المنفي في كوكب آخر "...، إنه الشاعرو المترجم و الصحفي بدل رفوالمزوري الذي حمل حقيبته الظهرية طارقا باب المغرب من سواحل البحر الابيضالمتوسط جهة الشمال الى شواطئ المحيط الاطلسي ....حط الرحال في قرى مغربيةلم تسمع قط عن الادب الكوردي (قرية تارغة (العرائش)، قرية أحد آيت ميمون ( الخميسات ) رابطا جسور المحبة و التواصل مع الشعب المغربي من شماله فيشفشاون و تارغة الى مدينة اغادير وتارودانت و الصويرة و مراكش و فاس ومكناس و الدار البيضاء دون تكليف من أية جهة رسمية ، بل كان ضميره الثقافيالكوردي هو الذي دعاه الى أن يخوض غمار سفر ثقافي بامتياز تفاعل من خلالهالشعر الكوردي بالشعر المغربي كأول عتبة يمكن بلورتها مستقبلا في اطارمشاريع ثقافية تتبناها الجهات الرسمية في البلدين خاصة وأن بدل رفو يقر أنأقرب الشعوب للثقافة الكوردية هم العرب، و في مقدمتهم المغاربة .
فيأمسية ثقافية (قصصية و شعرية ) بمدينة تاهلة (اقليم تازة ) تم تكريمالشاعر المغربي الكبير اسماعيل زويريق حيث شارك أيضا الشاعر بدل رفوبالحاح من صديقه ابراهيم قهويجي هناك ولأول مرة في تاريخ المملكة العربيةتقرأ قصائد كوردية باللغة الكوردية على مسامع الجمهور المغربي وقد ترجمها الشاعرالى العربية حتى يتم تقريب صورها الى الملتقى المغربي الذي استحسن الشعر الكوردي فكان التصفيق بدون انقطاع ترجمان ذلك ، وأصبح التكريمتكريمان تكريم الشاعر المغربي اسماعيل زويريق وتكريم الشعر الكوردي بالمغرب
..
وفي احدى مقاهي مكناس والشاعربدل يتصفح جريدة الزمان استقرتعيناه في احدى اعمدة الجريدة على رحيل ابن مدينته الموصل ( د.عمرالطالب) ، وآنذاك أحس بالحزن فذرف دموعا حارة تنم عن شفافية قلبه وحسه الانساني.
كل من كتب عن بدل رفو الى حدود الان لم يره شخصيا وان رآهلتغيرت كتاباته حوله الى الافضل لانه يترك حبا كبيرا، وهو واحد من الذينلهم نشاط واسع على شبكة الانترنت لتقريب وتعريف العربي بالثقافتين الكوردية والنمساوية
عمله الموسوعي الجديد" انطولوجيا شعراء النمسا" الصادر باللغتين العربية والكوردية سنة2008،هو فخر للمكتبة العربية والكوردية ، وقد أشاد به أدباءالمغرب غير ان الشاعر بدل للأسف لم يحمل معه الا نسخة واحدة مهداة اليّ،والجميل في صاحبه أنه لم يتوان في ذكر اسمي مرتين في موسوعته اعترافا منهبمساهمتي المتواضعة في هذا العمل الضخم.
لقد تلقى الشاعر بدل رفو وهوبارض المغرب عدة دعوات للمشاركة في فعاليات ثقافية مغربية لكن ظروفه الصحية اضطرته الى العودة الى النمسا.
كنت والشاعر بدل رفو ضيفين على برنامج" أوراق ثقافية" على أمواج إذاعة مكناس الجهوية الذي يقدمه الاعلاميوالشاعر حسن شرو، حيث كان الحوار عن الثقافة والشعر الكوردي والنمساوي فيتعالقهما بالثقافة والشعر المغربي،ومدي تعرف الشاعر بدل على الادباء المغاربة واحتكاكه بصديقه الاول ابراهيم قهوايجي على اعتبار ان الفضل يرجعاليه بعد الله في تعرفه على شعراء وهم : اسماعيل زويريق، أحمد نصرافي،الحسن العابدي، ادريس زايدي، نجيب طبطاب، ومحمد إدارغة... وتحدث أيضا الشاعروالناقد إبراهيم قهوايجي أيضا في هذا البرنامج عن الشاعر بدل رفو وهو يحملوجعه الكوردي وقصائده المغتربة وحلمه بالعودة الى وطنه وعشقه الكبيرلادباء المغرب وشعبه، وهذا ما سيدفعه مستقبلا الى معاودة زياراته للمغربباعتباره سفيرا للثقافتين الكوردية والعربية. كما تحدث ايضا عن بعضخصوصيات التربة الشعرية والترجمية لدى بدل رفو...
صداقتي العميقة بالشاعر بدل رفو عمرها سنوات افتراضية عديدة لكنها غدت اكثر واقعية منخلال زيارته لي في بيتي مؤخرا بالمغرب، أمضينا أياما وليال لا تنسى، عمقتجسور المحبة والابداع بيننا، وكانت وضعية العراق والاكراد وثقافتهما والوضعية الثقافية بالمغرب من بين المحاور التي تجاذبنا حولها أطرافالحديث ومدى امكانية الاحتكاك الادبي بين الثقافة الكوردية والمغربية منخلال فعاليات نقيمها هنا بالمغرب او تقام هناك بالتنسيق مع اتحاد الادباءالكورد، وقد تحدث لي الصديق بدل عن قرب انتهائه من وضع اللمسات الاخيرة لكتابه" قصائد من كوردستان" وهو عبارة عن ترجمة لخمسين شاعرا كورديا باللغة العربية وهو ينتظر تمويل طبعه ونشره كما مولت دولة النمسا عمله" انطولوجيا شعراء النمسا"..
كل ما كتبته هنا قليل في حق بدل رفو، هذاالاديب الذي يحمل عشقا أبديا لوطنه كوردستان ويطوف به العالم دون تكليف بمهمة من أية جهة رسمية...