نصر الله يتهم السعودية بتفجير السفارة الإيرانية ببيروت
الامين العام لحزب الله اللبناني: عدد كبير من التفجيرات التي تحصل في العراق تقف خلفها المخابرات السعودية تمويلا وتحضيرا وادارة
بغداد/متابعة المسلة: اتهم الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، السعودية بالوقوف وراء التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت الشهر الماضي.وكانت جماعة مرتبطة بالقاعدة تطلق على نفسها اسم "كتائب عبد الله عزام" أعلنت مسؤوليتها عن تفجير السفارة الايرانية الذي قتل فيه 23 شخصا.وفي الملف السوري، قال نصرالله ان "قرار المشاركة في القتال الى جانب القوات النظامية اتخذه الحزب بنفسه ولم يكن بطلب من ايران حليفة نظام الرئيس بشار الاسد، وان منتقدي هذا التدخل "سيشكروننا" في وقت لاحق".وقال نصر الله في مقابلة تلفزيونية لبنانية وتابعتها "المسلة" ان "كتائب عبدالله عزام التي تبنت العملية ليست اسما وهميا، بل ان هذه الجهة موجودة بالفعل، ولها اميرها وهو سعودي، وقناعتي انها مرتبطة بالمخابرات السعودية التي تدير مثل هذه الجماعات في اكثر من مكان في العالم".واعتبر نصرالله، ان "تفجير السفارة له علاقة بالغضب السعودي من ايران"، لان المملكة "تحمل ايران تبعات فشل مشاريعها في المنطقة"، لا سيما في سوريا حيث يقاتل حزب الله الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد المدعوم من ايران، في حين تدعم السعودية المعارضة المطالبة باسقاطه.واضاف نصرالله ان التفجير المزدوج له علاقة كذلك "بالهجوم على ايران واستهدافها من قبل من يعلن العداء لها، ويثقف في العالم العربي والاسلامي منذ العام 1979 (تاريخ قيام الجمهورية الاسلامية) على انها عدو"، في اشارة الى الرياض.ورأى الامين العام للحزب الشيعي ان القاعدة "اسستها المخابرات الاميركية والسعودية والباكستانية"، وان المجموعات المرتبطة بالقاعدة التي يقودها سعوديون هي "على صلة بالمخابرات السعودية".وجاء الهجوم على السفارة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني وسط حملة عسكرية واسعة شنتها القوات الحكومية السورية ضد المعارضة المسلحة في عدد من الجبهات في محافظتي دمشق وحلب.وتبنت الهجوم "كتائب عبدالله عزام" المرتبطة بالقاعدة، قائلة انه رد على مشاركة حزب الله في القتال الى جانب القوات النظامية السورية في النزاع المستمر منذ 33 شهرا.والهجوم هو الاول الذي يستهدف المصالح الايرانية منذ بدء النزاع السوري.وكانت السلطات اللبنانية قالت إنها تمكنت من التعرف على هوية الانتحاريين اللذين هاجما السفارة الإيرانية في بيروت.ووصفت السلطات اللبنانية أحد الانتحاريين بأنه لبناني اسمه معين أبو ظهر ولديه ارتباطات بجماعات سنية متشددة، وأن الانتحاري الثاني فلسطيني يدعى عدنان موسى المحمد له علاقة برجل الدين السني اللبناني الهارب أحمد الأسير.ودانت السعودية في حينه "التفجيرات الارهابية الجبانة" التي وقعت في بيروت، بحسب تصريحات لمصدر سعودي مسؤول نقلتها وكالة رسمية.وانتقد نصرالله في حديثه التلفزيوني علاقة السعودية مع ايران، مشيرا الى ان "مشكلة السعودية من البداية انها تعاطت مع ايران على انها عدو"، معتبرا ان ثمة "مشكلة حقيقية" في العلاقة بين البلدين الفاعلين اقليميا.وقال ان "ايران منذ سنوات تسعى الى فتح الابواب مع المملكة العربية السعودية"، الا ان كل هذه المحاولات "فشلت، والطرف الذي يقفل الابواب والنوافذ وكل شيء هو السعودي".واعتبر ان السعودية "تفترض نفسها قائدة العالم العربي والاسلامي، ولا تقبل صديق او شريك. تريد من كل دول وحكومات العالم العربي والاسلامية ان تكون تابعة للمملكة العربية السعودية".وتعتبر السعودية ايران خصمها الاساسي على الساحة الاقليمية في الخليج، وتنظر بريبة الى نفوذها المتزايد في العراق وسوريا ولبنان.كما شهدت العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة تباينات بعد امتناع واشنطن عن توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري المدعوم من ايران، وتقارب العاصمة الاميركية مع طهران، وصولا الى توقيع مجموعة الخمسة زائدا واحدا اتفاقا مع ايران حول برنامجها النووي الشهر الماضي.وتعليقا على هذا الاتفاق، اعتبر نصرالله ان من ابرز نتائجه "دفع خيار الحرب (في المنطقة) الى أمد بعيد"، في اشارة الى احتمالات توجيه الولايات المتحدة او اسرائيل التي تعتبر ايران عدوتها التاريخية، ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية.وفي الشأن السوري، قال نصرالله "لم ندخل الى سوريا بقرار ايراني. هذا كان قرارنا نحن. اعطينا الاخوة في ايران علما".وشدد الامين العام لحزب الله على ان "الاولوية الاساسية (لمشاركة عناصره في القتال) هي دمشق وحمص (وسط) وصولا نحو حدودنا"، مؤكدا ان ما قام به الحزب "عمل استباقي. نحن ذهبنا لمنع الجماعات المسلحة من السيطرة على الاماكن المحاذية للحدود"، نافيا وجود "اي مقاتل" للحزب في المحافظات الاخرى.اضاف "لو سيطرت هذه المجموعات المسلحة على المناطق الحدودية على لبنان لاندلعت حرب اهلية في لبنان"، وانه "لو لم يتدخل حزب الله في سوريا، لكان بدل ثلاث سيارات مفخخة، 30 سيارة"، في اشارة الى سيارتين مفخختين انفجرتا خلال الصيف في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الحزب، وثالثة فككها الجيش قبل تفجيرها اواسط تشرين الاول/اكتوبر.اضاف "ذهبنا الى سوريا للدفاع عن كل لبنان وسيأتي يوم يشكرنا كل من انتقدنا"، في اشارة الى انتقادات لاذعة من المعارضة اللبنانية المناهضة لدمشق لمشاركة الحزب في النزاع السوري.وأكد ان الاستخبارات السعودية تقف وراء العديد من التفجيرات في العراق،كما اتهم نصر الله المخابرات السعودية بالتورط في التفجيرات الانتحارية التي تحدث في العراق واكد انه " عددا كبيرا من التفجيرات التي تحصل في العراق تقف خلفها المخابرات السعودية تمويلا وتحضيرا وتحركا وادارة؛ لان الهدف هو اسقاط الحكومة العراقية باي ثمن، حتى وان ادى ذلك الى الف شهيد في كل شهر او ادى الى حرب طائفية وتحطيم اشلاء العراق … هذا قرار سعودي بإمتياز" .وينقسم لبنان بين مؤيد للنظام السوري ومتعاطف مع المعارضة، وشهد سلسلة اعمال عنف راح ضحيتها قتلى وجرحى على خلفية النزاع.وردا على سؤال عما إذا كان استقبل مبعوثا قطريا في الايام الماضية قال نصر الله، صحيح مشكلتي انني لا استطيع ان اخبيء." لكنه لم يكشف اي تفاصيل حول هوية المبعوث القطري.وقال "ان قطر في الاونة الاخيرة وفي اطار مراجعة ونقاش داخلي وفي اطار تحولات ما حصلت على مستوى الادارة القطرية وصلوا الى مكان يمكن انهم يعيدون النظر في كل موقفهم في المنطقة بكل استراتيجياتهم وسياساتهم."واوضح ان القطريين قاموا بمبادرة طيبة في وساطتهم لاطلاق سراح تسعة لبنانيين اختطفتهم مجموعة من المعارضة المسلحة في شمال سوريا لمدة 17 شهرا وذلك في اطار عملية تبادل شملت اطلاق سراح طيارين تركيين خطفا في بيروت قبل شهرين مقابل افراج النظام السوري عن معتقلات.وقال "اول مرة اقول انه بقي خط بيننا وبين قطر حتى خلال السنوات الماضية ولكن كيف؟ يوجد واحد معتمد من عندنا وواحد معتمد من عندهم كل مدة يحصل اتصال بينهما...لكن بالسياسة مختلفين تماما."ومضى يقول "استطيع ان اقول انه بدأ حكي بيننا وبين القطريين ولكن هل يوجد اتفاقات ؟ بالنهاية اذا حصل هذا الموضوع سيحصل بين دولتين ولكن نحن كقوى سياسية كان هناك خط حكي بيننا رجع هذا الخط وفتح بحدود معينة."وكان امير قطر السابق حمد بين خليفة ال ثاني قد نسج علاقات وثيقة مع حزب الله عقب الحرب التي نشبت بين الجماعة واسرائيل في يوليو تموز 2006 وشارك في اعادة اعمار بعض القرى التي هدمتها القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله.