بيوت الطين وطريقه .
وكيفية بنائها
بيوت الطين.. هي البيوت السائدة والمنتشرة قديما والتي تم بناؤها من قبل الاباء والأجداد في الزمن القديم
فكانت الطرقات ضيقة جداً وبعضها مسقوف ومتعرجة واستقامتها قليلة، وهي في الواقع جزء لا يتجزأ من تراثنا
الأصيل، ورمز للحضارة، وأصالة الماضي العريق، وضلت قائمة منذ عشرات السنين،
والبعض الآخر منها لا يزال يتحدى الزمن ويقاوم الظروف بالرغم من بساطة البناء ومكوناته المتوفرة مثل الطين والحجارة وجذوع الأثل والنخيل والسدر والجريد .
وتختلف بيوت الطين في بنائها وعناصرها وموادها التي تبنى منها وأشكالها التقليدية التي فرضتها الطبيعة
الجغرافية في كل منطقة من مناطق بلادنا، وهي البيوت السائدة والمنتشرة قديما في اغلب مناطق المملكة
، وتعتمد في عملية البناء على مادة الطين الذي تجود به طبيعة المنطقة ولأنه قوي ويتحمل
الحرارة وشدة البرودة والامطار ومتوفر وسهل الاستخدام والتشكيل الجميل على واجهة الجدران،
ويتم بناء المنزل ب(اللبن) الذي يتم عمله من الطين بعد خلطه بمادة (التبن) لتقويته وتماسكه، ويوضع وسط (الملبن)
وهو عبارة عن قالب من الخشب على شكل صندوق مفتوح من الجهتين، وبعد ان يجف يقوم البناء بصفها بالعرض بين قطع اللبن.
وعندما تجف تماماً تتم عملية اللياسة ايضا بالطين المخلوط بالتبن على الأماكن التي تتعرض للمطر والمياه وتواجه الشمس،
والتلييس يكون باليد ورسم الأشكال الجمالية على واجهة المنزل خاصة الشرفات التي تشاهد على شكل المثلثات
والمربعات وما شابهها وتصبغ باللون الابيض كي تبدو الدار في شكلها النهائي جميل المنظر.
وأما المواد التي تستخدم في سقف المنزل فهي عبارة عن خشب من جذوع النخيل او الأثل او السدر
الذي يوضع فوقه جريد النخل المبعد عنه سعفه ثم يوضع فوقه الطين المخلوط بالتبن كي تمم عملية التسقيف.
وأبواب المنزل.. قوية من الناحية الأمنية ومن نوعية التصميم وتكون مغلقة بالمزاليج،
ويعملها النجارون من خشب الأثل أو من جذوع النخل وتوضع قطع الخشب بشكل طولي بجوار بعضها ويتم تثبيتها بقطع من الخشب
توضع بالعرض مخرمة ليصل بينها وبين خشب الباب سيخ من الحديد ذو طبعه كبيرة
على شكل دائري من جهة ومدبب من الأخرى ليتم ثنيه لتثبيت الخشب.
ويختلف بيت الطين من منزل لآخر على العديد من الأجزاء المميزة ومنها:
المجلس: ويسمى (القهوة) و (المشب) وهو محل استقبال الضيوف وعناية صاحب البيت حيث يحتوي على (الكمار)
الذي يوضع فيه الدلال والأباريق ويحتوي ايضا على الوجار (المكان الذي تشب فيه النار)
كي تعد فيه القهوة والشاي وعادة الرجال هم الذين يتولون مهمة عمل القهوة للضيوف.
الدهليز: وهو الممر من المدخل الرئيسي الى بقية الدار، ويكون مستطيل الشكل.
البراحة: وهي فناء الدار وحوله مجموعة من الغرف، ودائما يجتمع فيه أفراد العائلة ويتبادلون فيه الأحاديث الجميلة،
كما يوجد في أحد أركانه غالبا بئر ماء ونخلة أو نخلتين وشجرة رمان وما شابهها.
غرف الدار: وتختلف في أعدادها حسب عدد الأسرة، وتخصص غرفة للنوم وغرفة للطبخ وغرفة لتخزين المواد الغذائية وكذلك غرفة لتخزين علف الماشية.
الدرج: وهو السلم الذي يؤدي الى الدور الثاني، ومعظم بيوت الطين مكونة من دورين وسطح.
سطح الدار: ويكون ذا جدار مرتفع لاستخدامه في المبيت ليلا وقت الصيف.
الروشن: وهي غرفة واحدة في سطح المنزل ولها مجموعة من النوافذ، وتستخدم كمسكن خاصة للفتيات المقبلات على الزواج
ويهتم بها من الناحية الجمالية وذلك بكثرة ألوانها المتعددة من الداخل، وأحيانا تتم استخدامها لحفظ الحبوب أو مفارش النوم.
الشرفات: عبارة عن زوائد تبنى على امتداد جدار المنزل وعادة تكون ثلاث لبنات من الطين توضع الأولى والثانية على امتداد واحد
والثالثة فوقها بعد ذلك يضاف الجص الابيض لكي تعطي شكلا جماليا مميزا للمنزل.