بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
المرأة والأم في القرآن
الأوامر التي يعطيها الإسلام للرجل والمرأة هي ذاتها وعندما يتحدث عن الإحترام للأب الأم يطرح اسم الأم بشكل منفصل ففي بعض الآيات نرى أن الخطاب مشترك كما في قوله تعالى
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }العنكبوت8
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
لكنه مع كل هذه العناية والتبجيلات المشتركة عندما يريد ان يتحدث عن اتعاب الأب الأم يتكلم عن تعب الأم لا عن تعب الأب فيسهب ويفصل في شرح المراحل مرحلة الحمل والولادة والإرضاع كقوله تعالى
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }الأحقاف15
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }لقمان14
من خلال هذا يريد الله أن يبين عظيم منزلة الأم وحقها إضافة إلى مسؤولياتها التربوية التي تتركز في ثلاثين شهراً بالأخص لا يملكها الرجل وجهده محصور في تكليف واحد وهو ما ذكره الله بقوله تعالى
{....وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا ...}
فالأب وظيفته الأولية في أصل النطفة ان يأكل حلالاً اما الأم فهي تغذي الطفل حولين كاملين ومسؤولة عن حفظه فلها تكليفيين في حفظ شخصين وأفكارها تؤثر في الطفل ومن خلال ما بينا من عظيم مسؤولية الأم في الثلاثين شهر فقط دون الحديث عن المراحل والتي هي أكثر بمراتب من الرجل في كل الميادين نسأل أوليست عظمة المرأة تكمن هنا تلك المسؤولية التي إنتخبها الله لها قد لا تستطيع المرأة أن تحمل حملاً اثقل من حمل الرجل ولكن حملها للجنين في أحشائها يفوق معنوياً اثقال الرجل التي تُحمل على الكتف والظهر فالخلاصة أن للمرأة حساب خاص في الشريعة الأسلامية فخطاب الله يتميز بقدر تميزها لقد استضاف الله المرأة لمحراب العبادة قبل الرجل بعدة سنوات فأوجب عليها الصوم والصلاة والحج والتكاليف الأخرى وهذا عند ا هله معناه الشرف والتكريم والفضيلة لها حتى اننا نجد في بعض الكتب الروائية آداب خاصة للمرأة كآداب صلاة المرأة كيف تقف وكيف تركع ووووو بحيث يكون أكثر موافقة لعفافها كل هذه شواهد تدل على منزلة ورفعة المرأة وهذه المعنويات هي ما يجب أن تدركه وتعيشه بدل الإستغراق في الماديات التي يُغرقونها بها
المرأة ريحانة نعم فهي تحتاج عناية خاصة بيد بستاني خبير وهذا البستاني هو القرآن والإسلام وليس الحضارة المزيفة التي تضخ السموم في جذور هذه الريحانة فتشوهها وتقتل فيها جمالها ورقتها
والحمد لله رب العالمين
نسألكم الدعاء