بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتههل أنا كنت طفلا ؟!أم أن الذي كان طفلا إنسان آخر غيري ؟!هل أنا الذي دارت بي الايام , وسرق مني الوقت , وهربت مني الساعات ؟ أم أن الذي استغله لص التأجيل غيري ؟!هل أنا من جعل " سوف " له ملاذا من مواجهة الواقع والحقائق , أم أن الذي خدعته " سوف " غيري ؟!خطوات قصيرة لتجد نفسك على مشارف عمر كنت تعتبر الواصل إليه يجب أن يلم أوراقه ويرتب متاعه للرحيل , ثم هأنتذا تتراءى أمام عينيك أوراقك, وحقائبك , ويصفق الوقت معلنا الاستعداد للرحيل !إنها خدعة نعيشها , تلك القائلة إن العمر طويل , وإن الحياة مفتوحة الذراعين , وإن الآمال العريضة لها ما يبررهاالأمر أعجل من هذا , أعجل من أن نعالج كوخا صغيرا قد تكسر وفسد , واعجل من أن نزين الدور , ونبني البيوت , ونرفع البنيان رغبة في التفاخر والتمايز والتزينإنها لحياة قصيرة , تلك التي يتذكر الإنسان صباه فيها وكأنه مر بالأمس القريب , ويتذكر أعماله الصالحات وكأنها شىء يسير لايكاد يشفي غليلا , ويتذكر خطاياه وكأنها في أصل جبل يوشك أن يقع عليه , أي حياة تلك المغفلة المنسية لأعلى الحقوق الفاتحة ابواب الوهم والإيهام ؟!حق للحكيم أن يحذرها , ووجب على الواعي أن يبادرها بالإصلاح في شأنه وقلبه , ويبتدرها بالصالحات أولا بأول , قال صلى الله عليه واله وسلم :" بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ..."إن الحياة الحقة حياة أخرى غير تلك التي نعيش بطريقتنا المعهودة , الحياة الحقة هل تلك التي يستثمر فيها المرء كل لحظاتها , صالحا مصلحا لغيره , طاهرا مطهرا لغيره , مستقيما مقوما لغيره , إيجابيا مؤثرا , ناصحا أمينا , عابدا تقيا , سليم القلب , نظيف الصدر , مطمئن النفس ...وكل نقص من تلك الأوصاف هو نقص من قيمة الحياة التي يعيشها أحدنا , وهو سبب الكدر الذي يغشانا والهول الذي يحدق بنا !