في موقع تصوير العمل الفيديوي الجديد للملا باسم الكربلائي (براءة العشق) .. في مدرسة أولاد مسلم التي تقع في ريف كربلاء من جهة النجف الأشرف في منطقة الزبيلية .. هذه المدرسة مؤسسة عام ١٩٦٤ في ريف يكتظ بالنخيل وذكريات الزائرين الذين كانوا يسيرون في هذه المنطقة أيام النظام المباد .. صوّر الحاج باسم ومعه أعداد كبيرة من الأطفال من مدارس ومواكب وهيئات حسينية ليومين متتاليين من الثامنة صباحاً حتى الواحدة بعد منتصف الليل .. في جو بارد لفت انتباهي فيه صبر الأطفال وفرحتهم وهم يشاركون في هذا العمل الصعب في أجواء لاتخلو من أخطار أمنية وصحية مع قلة الخدمات في تلك المنطقة النائية الصالحة للتصوير ..
وكنت أرى الأهالي الذين يتسابقون للمشاركة في العمل بكل بساطة وعفوية حتى ساعات الليل المتأخرة .. جهود كبيرة بذلها المخرج الصديق عباس يوسفي والمصوروّن الرائعون والكوادر الفنية والمنظّمون والعتبة العباسية التي حضرت برجالها وبركاتها وكانت سنداً للعمل بما تقدمه من إطعام من مضيف العباس(ع) لمئات المشاركين والمتواجدين في منطقة العمل .. ثم الأجهزة الأمنية التي شاركت بوفاء من أجل تأمين المكان والطرق المؤدية إليه ..
والصغيران اللذان يظهران في الصورة أحدهما (علي باسم الكربلائي) الذي يقف على يمين الصورة .. والآخر هو (حسين) الذي أدى مشهدا في العمل .. وقد انقطع نعله بعد ان كان قريبا من فرس ضرب رجله بالأرض فأصاب نعله .. فبقي الصغير يؤدي مشاهده حافيا ليوم كامل وهو يمشي في ارض طينية مؤذية ..
ليس هذا مقالا .. إنه استذكار لبعض ما رأيته من صعوبات وجهود كبيرة بذلها الجميع من اجل الحسين .. في ساعات طويلة ذهب تعبها وبقي أجرها .. والخلاصة من يومين من التصوير هو ٨ دقائق او اقل من ذلك ..! فبدر لي سؤال هذه اللحظة ؟؟ كم بذل الحسين يوم عاشوراء من العطاء فصار ذلك المشهد ممتدا على طول الزمن من دون نهاية ؟
كم هي مختلفة حسابات الزمن حين يكون الزمن لله .. ؟ وكم نحتاج ان نقدم للحسين (ع) من زمننا او زمننا كله .. لعلنا نلحق برحلته التي انطلقت بسرعة السنين الضوئية ؟؟ سيدي يا حسين .. تقبّل هذا القليل