ركب ُ مَن هذا دنا مِن كربلا = بسوادٍ ضمَّ حتى المشرقين
يحدو والأشجانُ تحدو قبلهُ = بدموعٍ عند جدّ الحسنين
تشعبُ الأفلاكَ والناسَ معا = وكذا الرسلَ مع الروحِ الأمين
حملوا في ركبهم كلّ الأسى = وحوى مَحْملهم نور اليقين
حملوا رأسَ الهدى في أسرهم = وإماماً وبناتَ الطاهرين
وعلى مَحْملِهم بنتُ الهدى = زينبُ الطهرِ وتاجُ الصابرين
حملوا السجاد َ والحزنُ استوى = ديدناً يبقى على مرّ السنين
ذكرياتُ الأسرِ والسبيِ هما = كسهام ِ الحربِ في القلب ِ الرهين
ومع الركبِ وجوها لُطِمَتْ = قد جرى فيها من الدمع السخين
تنثرُ الأهاتَ في كلّ الدُنا = وتعزي اليومَ خير المرسلين
هاهو السجادُ يأتي نائحاً = قد نعى السبطَ وعزِّ المؤمنين
مُذ ْ رأى جابرَ يوم الأربعين = قال ياعمّاهُ يانعم المُعين
هاهنا قد ذبحوا سبطَ الهدى = وهنا قد هشّموا الصدرَ الطعين
وهنا الأكبرُ لاقى حتفهُ = وهنا القاسم ُ ضحّى بالوتين
وهنا الأنصار ُ جمعاً ودّعوا = هذه الدنيا لربّ العالمين
وهنا العباس َ قربَ العلقمي = قَطَعُوا منهُ شمالا ويمين
قطّعوا الجسمَ مراراً إربا = فانعَ ياجابرُ أصحابَ الحسين