حين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئاً واحد فقط أستطيع أن أقوله
وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته
وربما ملاصقته التي يخيل إلى الآن أنها كانت شيئاً محتوماً ,،
وستظل كالأقدر التي صنعتنا
إنني احبك.. !!
مقطع من رسائل غسان لغادة
حين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئاً واحد فقط أستطيع أن أقوله
وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته
وربما ملاصقته التي يخيل إلى الآن أنها كانت شيئاً محتوماً ,،
وستظل كالأقدر التي صنعتنا
إنني احبك.. !!
مقطع من رسائل غسان لغادة
الحياة اللغز .. هي مجموعة من المتشابهات المختلفات المتناقضات . فكلنا نعيش
الحكاية ذاتها .. ولكل واحد منا حكايته الخاصة التي تشابه حكايات الآخرين
وتختلف عنهم في الوقت ذاته .. تجمعنا كلنا قصة واحدة بتفاصيل مختلفة وتختلف
قصصنا بتفاصيل متشابهة .. وتظل الحياة سراً لا يفهم مهما حاولنا إستيعابها
مقطع من رواية في ديسمبر تنتهي كل الاحلام
اثير عبد الله
نني أحبك ,,
أحسها و أنا أتذكر أنني قاومت الدموع ذات يوم وزجرتها ,،
والآن ابكي بــ حرقة ,, بــ مرارة لم أعرفها ..
كنت أحتقرتعاسة الذين لا يجرؤون على الاقتراب من السعادة الشاهقة ..
كنت أحتقر
الباهظة ..
التي لا تملك للسطو عليها إلا لحظة ..
فالحبّ الكبير يُختبر في لحظة ضياعه القصوى .
تلك اللحظة التي تصنع مفخرة كبار العشّاق الذين يأتون عندما نيأس من مجيئهم ..
ويخطفون سائق سيارة ليلحقوا بطائرة ..
ويشتروا آخر مكان في رحلة ..
ليحجزوا للمصادفة مقعداً جوار مَن يحبّون .
الرائعون الذين يخطفون قدرك بالسرعة التي سطوا بها ذات يوم على قطار عمرك .
كنت أريد حباً يأتي دقائق قبل إقلاع الطائرة فيغِّير مسار رحلتي ..
أو يحجز له مكاناً جواري .
من روايــــــــة : عابــر ســـــرير
لـ / أحــــــلام مستغـــانمي
____________________________________
أنطوي كالمحارة، أنا محارة تحاول تكوين لؤلؤة من قلبها،
ولكنهم يقولون أن اللؤلؤ مرض المحارة.
.
لـ جبران خليل جبران
رسائل حب
كنتُ أُحبك أنت,
وما ذنبي إن جاءني حبك في شكل خطيئة؟
احلام مستغانمي(ذاكرة جسد)
____________________________________
هل أجمل من فضيحة الموت للعشّاق ؟
ضعي يدكِ عليه ..
يدكِ التي تقتل , يدك التي تكتب ..
مرِّريها عند أعلى التابوت ..
كما لو كنت تدلّكين كتفه , هناك حيث مكمن يتمه .
لا تخافي عليه من فضيحة جميلة .
لم يعد يخشى أحداً , ولا عاد معرّضاً إلى شيء .
إنه معروض لفضول الأشياء .
!.
رواية : عابر سرير
لـ : أحلام مستغانمي
____________________________________
من رواية: أنثى السراب
كم تنقصك من الروح أيتها البلاد المؤذية لتصيري بلادا بلا منازع و بلا أقنعة، بلادا كبقية البلدان، تحب ناسها وتكرم أحبتها من حين لآخر حتى لا تنساهم ولا ينسونها.
أيتها البلاد التي نكست كل رايات الفرح ولبست حدادها وانتعلت أحذيتها القديمة التي أذلت فرحتها، لا تكثري الدق، لم أعد هنا. فقد خرجت باكرا هذا الصباح ولم أنس أبدا أن أغلق ورائي كل النوافذ والأبراج، وأسدّ القلب للمرة الأخيرة، وأقسمت أن لا ألتفت ورائي، وقلت في خاطري ليكن، للحب ثمن وعلي أن أدفعه لتلبية نداء غامض في داخلي اسمه الجنون.
لقد انسحبت من الدنيا مثلما يفعل الساموراي عادة عندما يخسر حروبه المقدسة كما كان يشتهي والدي أن يفعل دائما. وها أنا ذي اليوم قد دخلت خفية القاعة المظلمة، وبدأت أتحسس رأس سكين المنفى التي سأتركها بعد قليل تنزلق من الجهة اليسرى للبطن إلى أقصى اليمين.
أيها الغالي، حبيبي، أعذرني، لقد يتّمتك وأنت صغير. لا تكثر الدق، فقد خرجت بعد أن رددت على مسامع القوم الهادئين ترتيلة الموت، ورميت كل المفاتيح في البحر الميت حتى أنساك دفعة واحدة. عندما نعشق بكلنا نصبح قاب قوسين أو أدنى من الجنون أو من الكراهية. الكراهية التي تأكل شيء حتى نفسها، كالنار.
أنا لا أريد أن أكره أحدا.
أنت لم تقل لي ولكني أشعر بك من عينيك تتساءل عن هذه المرأة التي تصر على أن تبقى طفلة ملتصقة بك. السن هو ما نشعر به في الأعماق وليست السنوات الزمنية، ومع ذلك كم أتمنى لو كنتَ أكبر بقليل من سنك لقلتُ أشياء أخرى لم تسعفني اللحظة المسروقة لأقولها لك كما اشتهيت أن أفعل.
- ألا يمكنك أن تكبر قليلا؟ كم تلزمك من المسافات لتدرك أنّ شوقي لك صار مثل اليتم، أعيشه وحيدة في قربك وفي بعدك، وأنت تتلذذ بعينيك فقط، أو وأنت تعيش خلوتك بمزيد من القسوة والألم؟ هل تستحق حياتنا كل هذه الأحزان وهذا التمادي في الألم؟ ألا يكفينا هذا الموت الذي يطحن كل حميمياتنا وخلواتنا المنكسرة؟
أعترف لك اليوم أيها الغالي بصحة قولك الذي يغتال ذاكرتي كلما اشتهيت أن أنساك: إذا بقيتِ على هذه السيرة ستضطرين إلى الموت وحيدة. و من قال لك أني أريد أن أموت بين أناس يشتهون إيصالي إلى أي قبر قريب وأنا حية؟ لقد مات هؤلاء الناس منذ زمن بعيد وشغلهم الوحيد أن يلحقوا بهم كل الأحياء مثل زمر النِّحل التي بدأت تتكاثر في البلاد. والدي، هُمْ من دفع به نحو الموت صمتا، ثم سبقونا إلى الأرصفة والمقابر والطرقات وذرفوا دموعا كثيرة.
ها أنا ذي اليوم، وللمرة الأخيرة، أستدرج القدر ليصنع معي نهاية أشتهيها، لا كما فصّلها لي الآخرون. نهاية أنحتها بأظافري وأغزلها بأصابعي. الموت هو الحالة الاستثنائية التي نمارسها وحيدين، ونعبر دهاليزها بدون رفقة. هل تعلم بأن الهنود الحمر كانوا يدركون قسوة الرحلة ولهذا اخترعوا لعبة مرافقة المحب بالانتحار المقدس. بلادنا المنسية صارت تنجب هنودها. أبي كان هنديا أحمر في انتحاره. ليس أبعد من البارحة، فوجئت بخبر وفاة فنان شعبي شاب أطفأ شمعته مبكرا في إحدى الطرقات السريعة وانسحب. المدهش في حالته ليس موته، فالحوادث المشابهة تقع آلاف المرات يوميا، ولكن ملابسات موت صديقه هي التي استوقفتني. عندما وصله الخبر لم يكلم أحدا. لم يبك. لم يعو بأعلى صوته كالذئب المجروح كما فعلت أنا في لحظة القسوة واليأس عندما خسرت والدي الذي لم أرث منه إلا خيباته وكمانه. صعد إلى شرفة الطابق الرابع المطلة على الغابة البعيدة والبحر المنسي الذي يختبئ كالسارق وراء الأشجار، ثم رمى بنفسه ليلحق بالفنان الشعبي قبل أن يتخطى هذا الأخير عتبات البرزخ. يبدو لي أننا شعب يرفض الحلول الوسطى، عندما يحب يتماهى في الآخر، وعندما يكره يأكل نفسه قبل أن يأكل غيره.
و ها أنا ذي قد بدأت آكل نفسي أو ما تبقى منها.
أفتح عيني على الطفل الذي فيّ، لماذا تتسمر هكذا؟ أما آن لك أيها الطيب أن تعبر؟ ألم تدرك بعد أن كل شيء انتهى؟ فالمرأة التي عشقتها عمرا لم تكن معك طوال هذا الوقت الميت، فقد عادت لتموت في سرها الأول الذي لعنته مرارا، سر التيه والجنون؟ الريح التي قادتها إليك كانت ساخنة، والأمطار التي شهدت موعدكما الأول كانت طيفا من حنين. تتساءل الآن في قفر هذه الذاكرة، ألم يكن اليوم الذي التقيتما فيه مجرد صدفة تم تضخيمها حتى صارت حبا؟ ألم تكن تداوي بك جرح الجنون الذي اغتال جسدها؟
يا يوسفي الصغير، هذه المرة كذلك لم يحالفك حظ الصواب معي. أنت مع امرأة الشطط، لا شيء فيها يوحي أنها موجودة. مهبولة لا أحد سواك يعيرها انتباه الكائنات. الذي تبحث عنه فيّ أنت خلقته لترى فيه وجه من تحب أن ترى. لست أنا إلا ما فيك أنت. ستتعذب كثيرا مثل كل محبي المستحيل الذين يتعذبون لغياب ما تصنعه لهم الظروف وأوهامهم."
" ان اللامنتمي انسان لا يستطيعُ الحياة في عالم البرجوازيين المريح المنعزل ، أو قبول ما يراهُ ويلمسهُ في الواقع .. ( انه يرى أكثر وأعمق من اللازم ) وان مايراهُ لا يعدو الفوضى . ان البرجوازي يرى العالم مكاناً منظماً تنظيماً جوهرياً يوجد فيه عنصر مقلق مرعب غير متعقل الا أن انشغال البرجوازي بدقائق الحياة اليومية يجعله مضطراٍ الى اهمال هذا العنصر . أما الامنتمي فانه يرى العالم معقولا ولا يراهُ منظماً ، وحين يقذف بمعاني الفوضوية في وجه دعة البرجوازي ، فليس لأنه يشعر بالرغبة في في قذف معاني الاحترام باهانة لاثارتها، وانما لأنه يحس بشعور يبعث على الكآبه ، شعور بأن الحقيقة يجب أن تُقال مهما كلف الأمر ، والا فلن يكون الاصلاح ممكنا .. بل وان هذه الحقيقة يجب أن تُقال حتى اذا لم يكن هنالك أمل ما . ان اللامنتمي انسان استيقظ على الفوضى ولم يجد سبباً يدفعه الى الاعتقاد بأن الفوضى غير ايجابية بالنسبة للحياة .. بأنها جرثومة الحياة . ان عبارة ( توهو بوهو) التي تعني ( الفوضى ) في القبالة اليهودية هي بكل بساطة حالة يكمن فيها النظام ، فالبيضه هي فوضى الطائر ، الا أن الحقيقة برغم ذلك يجب ان تُقال .. والفوضى يجب أن تُواجه ..
اللامنتمي
كولن ولسون