رحيل الشاعر المصري احمد فؤاد نجم
سفير الفقراء قصائده سجنته مرات عدة
الراحل احمد فؤاد نجم
توفي الشاعر الشعبي المصري احمد فؤاد نجم رمز الشعر السياسي في العالم العربي صباح الثلاثاء في منزله في القاهرة عن عمر 84 عاما وتشيع جنازته بعد صلاة الظهر من مسجد الحسين حسب وصيته. ويعد الشاعر احمد نجم أحد أهم شعراء العامية في مصر وأحد ثوار الكلمة واسما بارزا في الفن والشعر العربي . ونعى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الشاعر الكبير الذي "أثرى الحياة الثقافية المصرية بأشعاره العامية التي عبرت عن الروح المصرية الأصيلة ووقفت ضد الظلم والطغيان على مر العصور" كما جاء على موقع التلفزيون المصري. وقال العربي ان نجم "سيظل علما من أعلام شعراء العامية المصرية ورمزا للنضال والكفاح على مر الأجيال". وكتب حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصري عبر حسابه على موقع تويتر:"عمال وفلاحون وطلبه.. يودعون اليوم صوتهم العفي النقي الجسور..وداعا شاعر الشعب احمد فؤاد نجم". وقد بدأ نجم كتابة الشعر في الخمسينات وعرف في مصر في الستينات بقصائده السياسية النقدية المرتكزة على حس اجتماعي عميق تجاه الحرية والعدالة الاجتماعية، ما ادى الى اعتقاله اكثر من مرة في فترة حكم الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وانور السادات. ونجم من اهم شعراء العامية في مصر يقف الى جانب الشعراء الكبار في تجربة الشعر العامي مثل عبد الرحمن الابنودي والراحلين فؤاد حداد وصلاح جاهين. واصبح من اهم الظواهر الشعرية السياسية بعد لقائه مع الملحن والمغني الراحل الشيخ امام عيسى، واصبح الاثنان معا من اهم ظواهر تظاهرات الطلبة في الجامعات المصرية مطلع السبعينات، اذ ان اغانيهما انتشرت في الوسط الطلابي وكان لها دور كبير في انتفاضة 19 كانون الثاني/يناير 1979 التي اطلق عليها الرئيس السادات اسم "انتفاضة الحراميه". واتسع نطاق شهرتهما في العالم العربي واصبحا معروفين لدى غالبية الشباب حتى ان شهرتهما في البلاد العربية كانت اكثر اتساعا منها في بلدهما مصر. وتعرف العالم اليهما خصوصا بعد ان غنى الشيخ امام قصيدة "جيفارا مات". ولد احمد فؤاد نجم في عام 1929 ، في قرية كفر ابو نجم بمحافظة الشرقية، لدى اسرة كبيرة العدد. وبعد وفاة والده ضابط الشرطة وامه تم وضعه في ملجأ للايتام حيث التقى فيه عبد الحليم حافظ . وخرج من الملجأ وعمره 17 عاما وعاد الى قريته ليعمل راعيا للبهائم وعمل بعدها في عدة اماكن بينها العمل في معسكرات الاحتلال البريطاني وعمل انشاء وبناء. وخلال عمله في مدينة فايد تعرف على عمال المطابع الذين يميلون الى الفكر الشيوعي فتاثر بهم وكانت وراء مشاركته مع الالاف من المصريين في تظاهرات عام 1946. وقد تنبأ عبر تجربته الشعرية الطويلة باسقاط الديكتاتورية والمطالبة بالعدالة الاجتماعية والحرية والخبز. وكانت كلماته اول من شق طريقا لما يطلق عليه اليسار المصري ثورة الخبز في 18 و19 كانون الثاني/يناير 1977 حيث شكلت وقود انتفاضة طلاب الجامعات واعداد كبيرة من الشعب المصري في مواجهة الرئيس انور السادات وسياسته في الصلح مع اسرائيل وسياسة الانفتاح على الصعيد الاقتصادي التي تراجعت عن تجربة عبد الناصر التي اتاحت نوعا من العدالة الاجتماعية للفقراء المصريين. وفي عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرا للفقراء. كما فاز بالجائزة الكبرى لمؤسسة الامير كلاوس للثقافة والتنمية الهولندية تقديرا لتاثيره الكبير في عدة اجيال مصرية وعربية، وكان يفترض ان يتسلمها في 10 كانون الاول/ديسمبر. وقالت المؤسسة الهولندية ان "منح الشاعر هذه الجائزة ياتي تقديرا لمساهماته واشعاره باللهجة العامية المصرية التي ألهمت ثلاثة اجيال من المصريين والعرب. فقد تميزت قصائده بحس نقدي ساخر وبتاكيدها على الحرية والعدالة الاجتماعية". واستطاع نجم من خلال شعره السياسي ان يسخر من السلطة والنخب السياسية في مصر بمفردات شعبية بسيطة، وبسبب ذلك سجن عدة مرات. وخلال فترة سجنه اصدر اول ديوان شعري له بعنوان "صور من الحياة والسجن" من خلال مشاركته في مسابقة كان ينظمها المجلس الاعلى لرعاية الادب والفنون وتبنته الكاتبة المصرية سهير القلماوي وبعد خروجه من السجن اصبح من شعراء الاذاعة المصرية. وردد الاف المتظاهرين كلماته في ميدان التحرير والميادين المختلفة في انتفاضة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي اسقطت الرئيس السابق حسني مبارك وبعد ذلك في 30 حزيران/يونيو التي اسقطت حكم الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي. وعُين نجم موظفًا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية، وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور، وبعد سنوات اختارته المجموعة العربية لصندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرًا للفقراء، في عام 2007