TODAY - 23 June, 2011
وسط مخاوف من انهيار الأمن بعد سلسلة هجمات قاتلة ضربت مناطق مختلفة
واشنطن بوست: انسحاب الصدريين من الحكومة يحفز المالكي وعلاوي على الاتفاق
بغداد - العالم
قالت صحيفة واشنطن بوست ان النقاشات بشأن تمديد بقاء عدد من القوات الاميركية في العراق تشهد اختلافات كبيرة في المواقف، وسط تصاعد في وتيرة العنف، فيما ذكرت ان انسحاب التيار الصدري من الائتلاف الحكومي قد يحفز المالكي وعلاوي على التوصل الى اتفاق.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر امس الاربعاء ان الهجمات الارهابية، ومن بينها تفجير حدث يوم الثلاثاء اودى بحياة قرابة 20 شخصا، في تزايد في مناطق العراق في الوقت الذي بدأت فيه الكتل السياسية تكثف نقاشاتها للنظر في ما اذا كانت الحكومة الائتلافية ستطلب من الولايات المتحدة الابقاء على عدد من الوحدات العسكرية الى ما بعد نهاية العام الجاري.
ففي حوادث منفصلة شهدها يوم الثلاثاء الماضي اشارت اصابع الاتهام الى مجموعات سنية وشيعية متطرفة بتنفيذ تفجير سيارات مفخخة ضربت مبنى مجلس محافظة الديوانية المحصن، وتفجير مقهى بجنوب العراق، واطلاق صواريخ وتفجير سيارات في احياء متفرقة في بغداد.
وتأتي اعمال العنف في وقت يواصل فيه مسؤولون اميركيون انتظار اشارات تلمح الى ان الحكومة العراقية ستتوصل الى اجماع على رغبة الابقاء على عدد من القوات الاميركية الى ما بعد موعد الانسحاب المقرر في 31 من كانون الاول (ديسمبر) المقبل، ام لا.
ففي يوم الاثنين الماضي، عقد الرئيس جلال طالباني اجتماعا مع كبار قادة الحكومة العراقية، من بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي، لمحاولة اعطاء دفع للمناقشات بشان تواصل الوجود الاميركي.
لكن في وجود اختلافات واسعة على مثل هذه الخطوة، يعتقد مسؤولون اميركيون وعراقيون ان الامر قد يتطلب اسابيع، ان لم نقل شهورا، قبل صدرور اي طلب رسمي يصل الى البيت الابيض.
وفي خطوة عقدت من المناقشات، قال رجل الدين مقتدى الصدر عبر متحدث باسمه الاسبوع الجاري ان الكتلة الصدرية ستنسحب من حكومة المالكي الائتلافية اذا بقيت اية قوة اميركية في العراق.
فقد قال صلاح العبيدي "اننا نعتقد ان تمديد بقاء القوات الاميركية في العراق خط احمر". واضاف "اذا حدث ذلك، سنتقدم بدعوى قضائية الى المحكمة الفيديرالية".
سياسيون اخرون يشككون بنفوذ الصدر في هذه العملية، وهناك اشارات على تواصل عدم اليقين باستعداد قوات الشرطة والجيش، وهذا ما قد يحفز المالكي وخصمه اياد علاوي على التوصل الى اتفاق للابقاء على الاقل على بضعة الاف من الجنود حتى العام 2012. وكان علاوي في سفرة الى خارج العراق ولم يحضر اجتماع طالباني.
لكن ميسون الدملوجي، المتحدثة باسم العراقية، قالت للصحيفة ان بعض الصدريين الذين حضروا اجتماع طالباني عبروا عن قلقهم من الوضع الامني العراقي على المدى الطويل.
وقالت الدملوجي "لدينا مصالح وطنية مثل مصادر المياه وحقول النفط، ويجب علينا ان نسأل انفسنا: هل نحن قادرون على حمايتها؟". واضافت "طرحنا هذا السؤال الاثنين على رئيس الوزراء ونحن ننتظر اجابته". وعلقت الصحيفة بالقول ان المخاوف الامنية تأتي وسط تزايد الاحباط من الاختلال الناجم عن الهجمات الارهابية.
ففي يوم الثلاثاء، قتل 25 شخصا من الشرطة والجيش في الديوانية، وهي المنطقة التي تسكنها غالبية شيعية في جنوب العراق، عندما انفجرت سيارتان مفخختان بفاصل قصير بينهما قرب مجمع يضم مقر المحافظ ومقرات الحكومة المحلية. وهذا هو الهجوم الثاني في اقل من اسبوع تقريبا على مبنى مجلس محافظة محصن.
وفي كلا الحادثتين، قال مسؤولون محليون ان تنظيم القاعدة في العراق، وعناصره من السنة، او مجموعات مرتبطة به، هي المسؤولة عن الاعتداء. ويقول مسؤولون اميركيون وعراقيون انهم يخشون ايضا من مجموعات شيعية متطرفة تصعد هجماتها لزعزعة استقرار الحكومة وسط الحديث عن تمديد الوجود الاميركي.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، قتل في المسيب، بمحافظة بابل، شخصان على الاقل وجرح ثمانية جراء انفجار في مقهى، حسب ما قال مسؤولون امنيون عراقيون.
وفي جنوب بغداد، انفجرت قنبلة بباص صغير، غالبا ما يستعمل لنقل الركاب والمتبضعين. وقتل على الاقل شخص واحد وجرح ثلاثة. كما انفجرت عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق استهدفت موكبا للجيش العراقي في شارع فلسطين، فقتل جندي وجرح ثلاثة اخرون فضلا عن مدنيين اثنين من المارة، حسب ما قال مسؤولون امنيون عراقيون. واطلقت عدة قذائف هاون بعد ظهر الثلاثاء على قاعدة عراقية اميركية مشتركة في شرقي بغداد، ويحتمل انها اطلقت من مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية. ومن غير الواضح ما اذا اصيب جنود اميركيون بجراح، لكن مسؤولين امنيين عراقيين قالوا ان مدنيين اصيبوا بجراح عندما سقطت ثلاث قذائف هاون على حي مجاور للقاعدة.
وكان طارق الهاشمي، نائب الرئيس، طلب الثلاثاء تشكيل لجنة لتفسير المشكلة، قائلا ان "من الضروري اعادة النظر بالخطط الامنية الحالية".
وعلقت الصحيفة بالقول انه مع ذلك كانت هناك دلائل على ان المسؤولين الامنيين حققوا بعض التقدم في احتواء العنف.
ففي بغداد القت القوات الامنية القبض على اربعة اشخاص قيل انهم نفذوا 27 محاولة اغتيال لشخصيات حكومية وامنية في الشهور القليلة الماضية.
واعترضت القوات الامنية بمدينة الرمادي، سيارتين محملتين بمتفجرات، في يوم الثلاثاء ايضا. ويبدو ان سائقي السيارتين، اللذين اعتقلا، كانا يحاولان تفجير مقر مجلس محافظة الانبار، حسب ما قال مسؤولون امنيون.