طوزخورماتو مدينة أشباح والأهالي يغلقون الشوارع بالسواتر الترابية
كركوك/ المدى برس
يصف أهالي الطوز، قضاءهم بـ"مدينة أشباح ومقبرة للأحياء" لكثرة التفجيرات والاستهدافات شبه اليومية فيه، فيما تبدو شوارع القضاء وكأنها ساحة حرب، تحيط بأطرافها السواتر الترابية لمنع المفخخات من الدخول اليهم، أما قائممقامها فيتهم القوات الأمنية بالعجز عن حماية القضاء، لافتا إلى ان مطالبات القضاء بتشكيل قوة من جميع مكونات القضاء لحمايته، بلا جدوى.
وقضاء طوزخورماتو، (90 كم شرق تكريت)، من المناطق التي تتعرض باستمرار لهجمات الجماعات المسلحة، وآخرها ما حدث في (23 من تشرين الثاني)، عندما سقط 60 شخصاً بين قتيل أو جريح بانفجار عبوة ناسفة وتفجير انتحاري بسيارة مفخخة وسط القضاء.
ويقول قائممقام الطوز شلال عبدول في حديث إلى (المدى برس)، إن "الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم القاعدة المتطرف تسعى لتدمير الطوز وإشعال نيران الفتنة في هذه المدينة المتآخية والتي يشهد تاريخها عيش جميع مكوناتها بسلام".
ويشير عبدول إلى أن "هنالك تكثيفاً للاستهداف في القضاء في ظل عجز القوى الأمنية بمحاربة قوى الشر، فالأمن يشارك به الجميع والإرهاب يضرب جميع الأحياء والمدن والمكونات بالقضاء من دون تميز"، مؤكدا "لقد طالبنا بتشكيل قوة من جميع مكونات القضاء، لكن بلا جدوى".
ويقول أحد ساكني المدينة عبد الحسين قنبر البياتي، إن "معظم أحياء الطوز خاصة ذات الغالبية التركمانية، شهدت تفجيرات دامية ليس الغرض منها قتل الأبرياء، بل تدمير الدور التي مضى على تشيدها عقود، كونها تحمل تراث القضاء".
ويضيف البياتي أن "الاستهداف شمل الجميع في القضاء، وانعكس على فرص العمل والتقدم"، مشيرا إلى أن "جميع المكونات هي هدف لجماعات العنف، فما قيمة وجود البيشمركة شمال وشرق القضاء ووحدات الجيش جنوب القضاء والشرطة الاتحادية وحرس الإقليم وسط قضاء الطوز، من دون وجود تنسيق أمني وتعاون مشترك".
أما حسن بهاء وهو مواطن من سكان القضاء، إن "أحياء القضاء أصبحت دورا للأشباح ومقبرة للأحياء فسكان القضاء البعض منهم غادر إلى كركوك أو مدن جنوب العراق، فيما قام البعض بإغلاق افرع وطرق الأحياء الشعبية بالأتربة والسواتر والكونكريت أو الأبواب الحديدية، لمنع دخول السيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة".
وأشار بهاء إلى أن "البعض بادر بنصب حراسات ليلية لحماية بسيطة تحل مكان الحكومة وقواتها التي تشاهد كيف نذبح ونهجر ونستهدف، من دون أي تدخل".
وتساءل بهاء "ماذا قدمت لنا لجنة حسين الشهرستاني التي شكلت عقب اغتيال علي هاشم مختار أوغلو نائب رئيس الجبهة، وما قيمة وجود البيشمركة فالمحاصصة وحماية مكاسب الأحزاب والصراعات والأجندات الداخلية والخارجية حطمت الأمل وأزالت الفرحة من نفوس الطوزيين، فنحن أمام إبادة للطوز أمام مسمع ومرأى الجميع".
وأشار بهاء إلى أن "مستوى العمل انخفض بمعدل النصف عن العام الماضي فالخوف بالتنقل وفقدان القيمة الاقتصادية للطوز الذي يعد ملتقى القادمين والمغادرين بين جنوب العراق بشماله، فلا يوجد تعويض ولا حماية ولا فرص عمل أمام أهالي الطوز، وتعرض أهلها للاستهداف حتى أثناء ذهابهم لأعمالهم على طريق تكريت الطوز والخطف والنحر".
وكان رئيس الجبهة التركمانية ارشد الصالحي عد في وقت سابق، أن التفجيرات التي استهدفت قضاء طوزخورماتو شرقي تكريت وجنوب كركوك، سببها ضعف الأجهزة الأمنية، وكانت تستهدف التركمان.
ويشهد طوزخورماتو التي يقطنها تركمان وأكراد وعرب وتقع في شرق تكريت من الجهة الجنوبية لمحافظة كركوك، تراجعا حادا في الوضع الأمني وباتت حوادث إطلاق النار والاغتيال والتفجيرات أمرا شبه يومي فيها.