يستحب للرجال والنساء لبس الخاتم في اليمين وحدها ، أو فيها وفي اليسار جميعاً ، إلا أن التختم في اليمين أفضل ، لأنه من علائم المؤمن ، ومن خواص أهل البيت (ع) ، والمقربين من الملائكة كجبرئيل وميكائيل ، ومن علائم الشيعة . وروي أن جبرئيل قال للنبي (ص) ما معناه : إن من تختم في يمينه اتباعاً لسنتك ووجدته يوم القيامة متحيراً أخذت بيده وأوصلته إليك وإلى أمير المؤمنين (ع) .
يكره الاقتصار على التختم في اليسار ، بل الذي يستشم من الأخبار كراهة مطلق التختم باليسار لغير تقية ، ولو تختم في اليسار بخاتم عليه اسم الله تعالى ونحوه من الاسماء المحترمات ، لزم نزعه عند الاستنجاء .
والأفضل لبس الخاتم في الخنصر ، ويكره تعريته واللبس في غيره ، ويكره لبسه في الوسطى والسبابة ، ولابأس باللبس في البنصر والابهام إذا لبس في الخنصر أيضاً .
يستحب كون الخاتم من الفضة ، ويكره لبس الخاتم من غيرها من المعادن كالحديد الذي هو حلية أهل النار ، وفي الدنيا زينة الجن والشياطين ، وكذا الصفر، وقد ورد نهي النبي (ص) عنهما .
يحرم لبس الخاتم من الذهب للرجل دون المرأة .
يستحب التبليغ بالخواتيم آخر الأصابع ، وعدم جعلها في أطرافها ، لأنه من عمل قوم لوط .
روي استحباب الدعاء عند لبس الخاتم بقول : " اللهم سومني بسيماء الإيمان ، واختم لي بخير ، واجعل عاقبتي إلى خير ، إنك أنت الاعز الاكرم " .
يستحب التختم بالعقيق ، فإنه مبارك ، خلق من نور وجه موسى بن عمران (ع) ، والتختم به للشيعي ينفي الفقر والنفاق ويوجب قضاء الحوائج والسلامة من جميع أنواع البلاء ، وهو أمان من السلطان الجائر واللص ، ومن كل ما يخاف الانسان ويحذر ، ولم يصبه مكروه ولم يقض له إلا بالتي هي أحسن ، ويوشك أن يقضى له بالحسنى ولم يصبه الغم ما دام عليه ، ولم يزل من الله تعالى عليه واقية ، وهو أمان من إراقة الدم ، ومن كل بلاء ومن الفقر ، ومن تختم به رجي أن تكون عاقبته إلى خير ، وختم الله له بالحسنى . وما رفعت كف إلى الله سبحانه أحب إليه من كف فيها عقيق ، وقد آلى الله عز وجل على نفسه أن لايعذب كف لابسيه بالنار إذا كان موالياً لعلي (ع) ،وأنه يحرس من كل سوء . وقد تعجب الصادق (ع) من يد فيها فص عقيق كيف تخلو عن الدنانير والدراهم ؟ . وورد أن من أقرع بخاتم من عقيق خرج حظه أتم وأوفر . ولعل كل ذلك لما ورد من أنه أول جبل أقر لله بالوحدانية ، ولمحمد (ص) بالنبوة ، ولعلي (ع) بالوصية ، ولشيعته بالجنة . ولافرق بين الأحمر منه والأصفر والأبيض ، فإنها ثلاثة جبال في الجنة ، فالأحمر مشرف على دار رسول الله (ص) ، والأصفر على دار الصديقة الكبرى (ع) ، والأبيض على دار أمير المؤمنين (ع) ، ويخرج من تحت كل جبل نهر ماءه أبرد من الثلج وأحلى من العسل وأصفى من اللبن ، لايشرب منها إلا آل محمد (ص) وشيعتهم ، وتخرج الأنهار الثلاثة من الكوثر وتجتمع في مكان واحد ، وهذه الجبال تسبح وتقدس وتمجد لله تعالى وتستغفر لمحبي آل محمد (ص) . ويتأكد استحبابه في السفر ، لأنه حرز فيه وأمان ، وفي الصلاة لأن ركعتين بفص عقيق تعدل ألف ركعة بغيره ، وروي إن الصلاة في خاتم عقيق منفرداً أفضل من الصلاة جماعة بغير عقيق بأربعين درجة ، وعند الخوف لأنه أمان منه ، وعند الدعاء لأن الله تعالى يحب أن ترفع إليه في الدعاء يد فيها فص عقيق .
يستحب نقشه بأسماء أهل الكساء سلام الله عليهم ، لأن آدم (ع) فعل ذلك لما تاب الله عليه ببركة هذه الأسماء فجرت السنة في ولده بذلك ، ويستحب نقشه بـ " ما شاء الله لا قوة إلا بالله استغفر الله " فإنه أمان من الفقر . وروي أن من نقش ذلك على عقيق أصفر ونقش في الوجه الآخر "محمد وعلي " واستصحبه كان أماناً له من السارقين وقطاع الطريق ، وكان أسلم له وأحفظ لدينه . وعن مولانا السجاد (ع) أن من صاغ خاتماً من عقيق ونقش فيه " محمد نبي الله وعلي ولي الله " وقاه الله ميتة السوء ، ولم يمت إلا على الفطرة . وعن الرضا (ع) إن من أصبح وفي يده خاتم فصه عقيق متختماً به في يده اليمنى ، وأصبح من قبل أن يراه أحد فقلب فصه إلى باطن كفه . وقرأ (إنا أنزلناه) .. إلى آخرها ثم قال :" آمنت بالله وحده لا شريك له ، وآمنت بسر آل محمد (ص) وعلانيتهم " وقاه الله في ذلك اليوم شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، وما يلج في الأرض وما يخرج منها ، وكان في حرز الله وحرز رسول الله (ص) حتى يمسي .
قيل : يستحب تدوير الفص ، وكونه أسود ، لأن فص خاتم رسول الله (ص) كان مدوراً أسود .
يستحب التختم بالخاتم الذي فصه أحد أمور : ومنها : الياقوت _ أي لون كان منه _ فإنه أفضل الخواتيم ، وأنه ينفي الفقر ، ويورث النبل _ أي الحلم أو الحذق في الأمور _ . ويستحب نقشه : بـ " لا إله إلا الله الملك الحق المبين " .
منها : الزمرد ، فإنه يسر لا عسر فيه .
منها : الفيروزج : فارسي معرب ، واسمه بالعربية : الظفر ، وقد ورد أنه لا يفتقر كف فيها خاتم منه . وأنه نزهة الناظر من المؤمنين والمؤمنات ، وأنه يقوي البصر ، ويوسع الصدر ، ويزيد في قوة القلب ، ويوجب النصر . ففي علل الشرائع عن عبد الخير ، قال : كان لعلي بن أبي طالب (ع) أربعة خواتيم يتختم بها 1ياقوت لنبله 2وفيروزج لنصره 3والحديد الصيني لقوته 4 وعقيق لحرزه . وعن رسول الله (ص) أنه قال : قال الله سبحانه : إني لأستحي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فصه فيروزج فأردها خائبة .
يستحب نقش ( الله الملك ) عليه ، ولو نقش ذلك على وجهه ، ونقش ( الله الملك الواحد القهار ) على قفاه كان لابسه في أمن من السباع ومظفراً في الحروب . ويستفاد من بعض الأخبار إن هذا الخاتم لو غسل بالماء وسقي مائه المريض عوفي من مرضه ، ومن لا يولد له يتخذ فصاً منه مكتوب عليه ( رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ) فإنه يولد له ولد ذكر .
منها : الزبرجد ، فإن لبسه يورث اليسر بغير عسر .
منها : حصى الغري ، فقد روي عن الصادق (ع) أنه قال : من تختم به ونظر إليه كتب الله له بكل نظرة زورة _أي زيارة _ أجرها أجر النبيين والصالحين ، ولولا رحمة الله لشيعتنا لبلغ الفص ما لايوجد بالثمن ، ولكن الله رخصه عليهم ليتختم به غنيهم وفقيرهم .
منها : الحديد الصيني ، فإنه يورث القوة . ويظهر مما روي عن الصادق (ع) إن المستحب اتخاذه لا لبسه ، لأنه (ع) قال : ما أحب التختم به ولا أكره لبسه عند لقاء أهل الشر ليطفي شرهم ، وأحب اتخاذه فإنه يشرد المردة من الجن والشياطين . ويستحب أن ينقش عليه ( العزة لله جميعاً ) وروي أنه أتى رجل إلى سيدنا الصادق (ع) فقال : يا سيدي ! أني خائف من والي بلدة الجزيرة ، وأخاف أن يعرفه بي أعدائي ، ولست آمن على نفسي ، فقال (ع) : استعمل خاتماً فصه حديد صيني منقوشاً عليه من ظاهره ثلاثة اسطر : أعوذ بجلال الله ، الثاني : أعوذ بكلمات الله ، الثالث : أعوذ برسول الله ، وتحت الفص سطران : الأول : "آمنت بالله وكتبه " ، الثاني : " اني واثق بالله ورسله " ، وأنقش حول الفص على جوانبه " أشهد أن لا إله إلا الله مخلصاً " والبسه في ساير ما يصعب عليك من حوائجك ، واذا خفت أذى أحد من الناس فالبسه ، فإن حوائجك تنجح ومخاوفك تزول ، وكذلك إذا علقه على المرأة التي تعسر عليها الولد ، فإنها تضع تمشية الله ، وكذلك من تصيبه العين فإنها تزول . واحذر عليه من النجاسات والزهومة ودخول الحمام والخلاء ، وأحفظه فإنه من أسرار الله عز وجل وحراسته . ثم التفت (ع) إلى الحاضرين من الشيعة وقال : وأنتم فمن خاف منكم على نفسه فليستعمل ذلك ، وأكتموه عن أعدائكم لئلا ينتفعوا به ، ولاتبيحونه إلا لمن تثقون به .
وروي أمير المؤمنين (ع) كان له خاتم فصه حديد صيني أبيض صافي كان يلبسه في الحروب والشدائد ، منقوش عليه في سبعة أسطر هذه الكلمات : " اعددت لكل هول : لا إله إلا الله ، ولكل كرب : لاحول ولاقوة إلا بالله ، ولكل مصيبة نزلت : حسبي الله ، ولكل ذنب صغيرة وكبيرة : أستغفر الله ، ولكل غم وهم فادح : ما شاء الله ، ولكل نعمة متجددة : الحمد لله ، ما بعلي بن أبي طالب من نعم الله فمن الله ".
والظاهر أن من أراد إعداد مثله ينبغي أن ينقش مكان علي بن أبي طالب اسمه واسم أبيه ، والله العالم .
منها : البلور ، فقد ورد عنهم (ع) مدحه .
منها : حصى زمزم ، فقد ورد تحسين جعلها فصاً مع الأمر بالاخراج من اليد عند الاستنجاء إذا كانت في اليسرى .
منها : الجزع اليماني ، فقد ورد أن التختم به يرد كيد مردة الشياطين ، وإن الصلاة في الجزع سبعون صلاة ، وإنه يسبح يستغفر ، وأجره لصاحبه .
منها : الفضة ، لما ورد من أنه كان لأمير المؤمنين (ع) خاتم من فضة منقوش عليه : " نعم القادر الله " . وللصادق (ع) خاتم جميعه من الفضة منقوش عليه : " يا ثقتي قني من شر جميع خلقك " .
هناك روايات وردت في بيان ما ينقش على الفص من غير تقييد بجنس خاص من الفص ، فقد روي أنه كان نقش خاتم آدم (ع) : " لا إله إلا الله محمد رسول الله " كان قد أتى به معه من الجنة .
كان نقش الخاتم الذي بعث الله به إلى ابراهيم (ع) وأمره بلبسه ليجعل له النار برداً وسلاماً : " لا إله إلا الله محمد رسول الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فوضت أمري إلى الله ، أسندت ظهري إلى الله ، حسبي الله " .
كان نقش خاتم موسى (ع) حرفين أشتقهما من التوراة :" اصبر تؤجر ، أصدق تنج " .
كان نقش خاتم سليمان (ع) حرفين أشتقهما من الأنجيل : " سبحان من ألجم الجن بكلماته " .
كان نقش خاتم عيسى (ع) حرفين أشتقهما من الانجيل ، وهما " طوبى لعبد ذكر الله من أجله ، وويل لعبد نسي الله من أجله " .
كان نقش أحد خاتمي رسول الله (ص) : " لإله إلا الله محمد رسول الله "، والآخر :"صدق الله "
كان نقش خاتم أمير المؤمنين (ع) "الملك لله" .
في رواية أخرى : " نعم القادر الله " ولا منافاة بينهما .
نقش خاتم الحسن (ع) "العزة لله " . وفي رواية أخرى : " حسبي الله "
نقش خاتم الحسين (ع) : " إن الله بالغ أمره " .
نقش خاتم زين العابدين (ع): " خزي وشقي قاتل الحسين بن علي ". وفي رواية أخرى : " الحمد لله العلي ".
نقش خاتم الباقر (ع) : " العزة لله " . وفي رواية أخرى : " ظني بالله حسن ، وبالنبي المؤتمن ، وبالوصي ذي المنن ، وبالحسين الحسن " .
نقش خاتم الصادق (ع) : " الله خالق كل شيء" . وفي رواية أخرى : " اللهم أنت ثقتي فقني شر خلقك " . وفي ثالثة : " أنت ثقتي فاعصمني من الناس " . وفي رابعة : " الله وليي وعصمتي من خلقه " .
نقش خاتم أبي الحسن موسى (ع) : " حسبي الله " .
نقش خاتم الرضا (ع) : " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " .
ورد إن من نقش على خاتمه آية من القرآن غفر له . وورد عن رسول الله (ص) النهي عن نقش صورة شيء من الحيوانات على الخاتم ، ولا بأس بنقش صورة وردة وهلال فيه ، لما روي من نقش ذلك على خاتم أبي الحسن موسى (ع) مع " حسبي الله " . ومثلهما غيرهما مما لا روح له ولا بأس بنقش اسم صاحبه واسم أبيه واسم غير صاحبه عليه.
يستحب التختم بالخواتيم المتعددة دركاً للفضيلة ما أمكن منها . وأشتهر على الألسن كراهة لبس الزوج من الخاتم ، واعتبار لبس الفرد منه واحدة أو ثلاثة أو خمسة .
الاحوط ترك تحويل الخاتم لتذكر الحاجة ، بل أفتى الشيخ الحر رحمه الله بحرمته ، لجعل الصادق (ع) ذلك من الشرك الخفي ، نعم لا بأس بالتحويل لضبط عدد الركعات ، لورود الاذن بذلك .