اخترنا لكم اليوم في فقره قصة لوحة ...
لوحة تمثل مذبحة سانت برتملي في فرنسا عام 1572
و التي ذبح خلالها حوالي 30,000 بروتستانتي فرنسي على يد السلطات الكاثوليكية “والمتعصبين من الكاثوليك” بأبشع وسائل القتل و التنكيل و كان الهدف منها القضاء على البروتستانت تماماً وذلك باوامر من الملك شارل التاسع ووالدته خوفاً من سطوة وانتشار البروتستانتية..
لقد كانت الكنيسة الكاثوليكية متواطئة ومشاركة في المجزرة، ففي يوم 24 آب دقت أجراس الكنائس إشارة للجنود والمتطوعين من الأهالي المتحمسين الذين باتوا ليلتهم ينتظرون تلك الإشارة أمراً صريحا بالبدء في الفتك بالبروتستانت الا انها دقت بوقت ابكر من الوقت المعلوم للصلاة، فشعر البروتستانت بالخطر وهرب بعضهم خارج المدينة او لجأوا لدى اقاربهم من الكاثوليك الا ان هؤلاء أيضاً خضعوا للهجوم، ومن لم يستطيعوا الهرب دوهموا في بيوتهم .وقتلوا بكافة اعمارهم
وكان من نتائجها فقد فرنسا لزهرة رجالها من اهل العقل والفطنة والحرية والعلم والصناعة وسبب هذه المجزرة هو الحقد الديني ، وهي واحدة من عشرات و ربما مئات المذابح و الحروب الطائفية التي شهدتها أوروبا في تاريخها قبل أن يكتشف ابناؤها أن بإمكانهم و ببساطة العيش سوياً على اختلاف أديانهم و عقائدهم و مذاهبهم و أن الاختلاف سنة من سنن الكون
أن مزيج الدين و السياسة و السلطة هو أسوأ مزيج متفجر يمكن أن يدمر أي أمة من الداخل و أن قيمة الانسان الفعلية هي في ما يقدمه من فكر و عمل ، لا بانتمائه الديني أو الأسري أو القبلي ، هي حقائق بسيطة دفعت أوروبا من دماء أبنائها الكثير حتى تستطيع اكتشافها ،
فكم نحتاج نحن بدورنا حتى نكتشفها ، و هل كل تجارب الآخرين بل و حتى تجاربنا نحن في هذا المضمار لم تكن كافية لنا حتى الآن لنصل إلى هذه الحقائق بالرغم اننا قدمنا الملايين من الضحايا...