العظماء ... يصنعون الفرص
غرقت السفينة، ونجا أربعة فقط ،
قادتهم الأمواج إلى جزيرة ...
بعد ثلاثة أيام ... لم ينتظر الأول معجزة لتنقذه
فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة
وبالتالي ...لا تمطر معجزات،
فشرع بصنع قارب صغير يستطيع من خلاله تحدي الأمواج بفكرة بسيطة أتته بعدما أجهد عقله في البحث عن حل .
فأعجب الثاني الإقتراح، فبادر بمساعدته
لصنع القارب
والثالث اكتفى بالصمت خائفا من عواقب دخول
هذا القارب بين الأمواج ثانية ، ففضل الإنتظار إلى أن تأتي طائرات الإنقاذ لانتشاله من هذه الجزيرة
أما رابعهم ، فقد سخر من هذا الطموح العالي
وذهب بعيدا عنهم ؛
حتى لا تؤثر هذه "التخبطات" على تفكيره ...
بعد يومين ...
وصل الأول والثاني إلى الميناء،
الذي كان لا يبعد عنهم كثيرا
وبعد يومين إضافيين
وصلت طائرات الإنقاذ وانتشلت الثالث
وقبل أن يمر شهر تبنت إحدى الشركات العالمية فكرة الأول،
وأصبح من العظام، ولم ينس رفيقه الثاني الذي ساعده،
فأشركه معه وأصبح من الناجحين
والثالث أكمل حياته بشكل عادي كأي إنسان على هذه البسيطة ...
انتشر الخبر في الصحف،
وقرأه شخص كان جالسا في أحد المقاهى
وكان تعليقه لم يزد عن أربع جمل على الحدث
لصديقه الجالس بجانبه
قائلا:
العظماء ... يصنعون الفرص
والناجحون ... يستثمرونها
والعاديون ... يخشونها
أما الفاشلون ... فيسخرون منهــا !
مرت الأيام ...
فدخل الأول التاريخ
والثاني عاش حياته ناجحا
والثالث مرت أيامه كشروق الشمس وطلوع القمر ...
أما الرابع ...فلا زال البحث عنه جاريا