سوف تسعى اليابان جنبا إلى جنب مع شركائها الدوليين إلى القضاء على الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم. هذا ما أعلنه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في يوم 6 من آب/أغسطس، عندما كان يتحدث في حفل تأبين بمناسبة الذكرى 68 لإلقاء القنبلة الذرية الأمريكية على هيروشيما .الهدف سامي، ولكن ندرك أنه مستحيل، إلى حين أن يتوقف اللاعبون الدوليون عن الالعاب السياسية حول الأسلحة النووية، بما في ذلك ضرورة أن تعرف الإنسانية بصدق الأسباب التي استدعت لتفجير النووي في هيروشيما وناغازاكي، وهنا يشير الخبير البارز في معهد العلاقات الدولية، أندريه إيفانوف بهذا الشأن قائلاً:الجميع يعترف بأن إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي من قبل الاميركيين كان مأساة رهيبة على الشعب الياباني وما تزال عواقبها الوخيمة على شعوبها فهم يمرضون ويموتون حتى يومنا هذا. ويستمر الجدل حول ما إذا كان استخدام القنابل الذرية ضد اليابان عملاً مبررا. فعلى سبيل المثال هناك اعتقاد سائد في الولايات المتحدة مفاده أنه ما من شيء مثل الإبادة النووية في هيروشيما وناغازاكي، أجبرت اليابان على الاستسلام، وهذا هو الذي أنقذ حياة عدة آلاف من الجنود الأمريكيين والبريطانيين، الصينيين والسوفييت، وحتى اليابانيين أنفسهم. ولكن في الوقت نفسه، فقد صرح رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل آنذاك أن اليابان أجبرت على الاستسلام ليس بسبب القنبلة الذرية الأمريكية، وإنما دخول الاتحاد السوفياتي الحرب، وهذه وجهة النظر معروفة من قبل أي طالب روسي، ولكنها أصبحت في غياهب النسيان في الغرب. ولذلك، بدت مقالة المؤرخ البريطاني وارد ويلسون بعنوان "ستالين في غضون أربعة أيام استطاع أن يفعل ما لم تتمكن الولايات المتحدة من فعله في أربع سنوات"وحياً لكثير من القراء الغربيين. يشار إلى أن ويلسون هو مؤلف كتاب "خمس أساطير عن الأسلحة النووية" يدحض بشكل مقنع الرأي القائل أن الحرب في المحيط الهادئ وضعت اوزارها بسبب القصف النووي. لأنه في تلك اللحظة كانت المقاتلات الأمريكية تلقي بقنابلها التقليدية على عشرات من المدن اليابانية، راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى. ولكن القيادة العليا اليابانية اعتقدت أن هذه المشاكل تعمل على توحيد الأمة وتعزيز الرغبة في المقاومة .وإزاء هذه الخلفية، فإن تدمير هيروشيما في السادس من شهر آب/أغسطس لعام 1945 لم يترك انطباعاً لدى القادة اليابانيين في البداية، ولم يتغير هذا الانطباع بعد تعرض لنس المصاب في وضح النهار يوم التاسع من شهر آب/أغسطس. وجاءت نقطة التحول فقط ان صرح رئيس الوزراء كانتارو سوزوكي في نفس اليوم أثناء اجتماع طارئ للمجلس الأعلى لإدارة الحرب، حيث قال: "إن انخراط الاتحاد السوفياتي في الحرب هذا الصباح يضعنا في وضع حرج ويجعل من المستحيل مواصلة الحرب". ليس هناك شك في أن النتيجة ستكون هي نفسها دون اللجوء إلى الكابوس النووي الذي حل على هيروشيما وناغازاكي. لكن الأميركيون، باعترافهم، أكدوا بأن العصا النووية كانت ضرورية للضغط على الاتحاد السوفياتي .إن العيش تحت التهديد النووي المستمر أمر غير مريح. وهنا يشر أندريه إيفانوف أنه ومع ذلك، لكي يتحقق عالم خال من الأسلحة النووية، لا يكفي وضع حد لمأساة هيروشيما و ناغازاكي وأضاف قائلاً:يجب أن نعترف بصراحة أنه،وللأسف، لا تزال الأسلحة النووية اليوم في كثير من البلدان، الضمانة الوحيدة التي يعولون فيها على وجودهم. على سبيل المثال، إسرائيل. لكن بالمناسبة إذا كان وجود الأسلحة النووية في إسرائيل لا يلقى معارضة من الولايات المتحدة، فإن الرغبة في الحصول على القنبلة النووية في بيونغ يانغ سيسبب عاصفة من السخط. ولكن علينا أن نؤكد أن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية هو المفتاح لانقاذ البلاد. فواشنطن، التي تعمل على استبدال الأنظمة تلو الأخرى ، ترفض إعطاء بيونغ يانغ أي ضمانات الحصانة. وهذا ما ينطبق على إيران أيضاً .وباختصار، إذا لم تكن هناك أي ضمانات أخرى موثوق بها ضد أي عدوان خارجي يمكن أن تتعرض إليه أي بلد، فإن الحلم بعالم خال من الأسلحة النووية سوف يبقى حلماً.