الـضـمـيــر
كجرعة ماء عذبة ... في صحراء قاسية ... ينقذك من الموت عطشاً ...
وكشاهد إثبات ... في محكمة أصدرت حكمها بالإعدام ... يرفع حبل المشنقة من عنقك ...
وكمنبه قوي الصوت ... يوقظك من أعمق نوم ... وتجعلك تجلس مذعورا ...
وكدبوس حاد الرأس ... تجعلك تحس بالألم قبل أن يوخزك ...
إنه الذي لايرى ولايسمع ...
إنه المحرك الرهيب لكل دوافع الانسان .. انه الضمير ...
إنه كاسحة الألغام للانسان ... والرقيب الذي لايغفل برهة أو لحظة ...
إنه الذي يصحي كل كوامن البشر الغافلة ...
ويصحح كل أخطاءه ... ويرشده على درب النور ...
لايمل من خفارته الدائمة ... فانه الجندي المجهول ...
انه الساهر دائماً ... إنه الضمير ...
هو دائم الحذر واليقضة ... كأنه حارس !!
اذا مانام أو غفل لحظة ... فلا قيمة للانسان ...
يظلم أو يخون .. يسيء او يهين ...
فلا قيمة للهيكل البشري اذا ماذهب عنه الضمير ...
هو القمة ... هو الدافع لكل حين ...
فلا تنام أو تغفل لحظة ياضمير ...
اتوسل اليك ان لاتتركني في دهاليز الحياة أتيـــه ...
حتى في قبري ... لاتذهب عني برهة ...
فانت معي في كل وقت وكل حين ...
فانت المنبه وانت الباعث وانت مرشدي الأمين ...
فكن معي دوماً ونور لي طريقي الطويل ...
يامن لايرى ولايسمع ولايحس به العقل والقلب ...
ياضميـــر ...