هناك حيث الملحمة الازلية
الى تلك العظمة العرشية
في هذه البقعة السرمدية
هناك عيون الانبياء ترقب الاحداث
وجاء النداء
فالتتوقف الحركات في عالم الافلاك
فالتتعطل السماوات وسكانها واصغوا صامتين
واجتمعوا وانظروا ماذا سيحصل في كربلاء
اني ارى قادم من بعيد
ومعه رجل نبيل
انهم ايضا ينظرون
العيون كلها متجهة الى خيمة مهيبة
خرج منها رجل كله اباء وعزة وهيبة
وبدأت الملحمة الدموية
واهتزت الارض
واقشعر العرش
والرجلان واقفان ينظران ونور العظمة يزداد اشعاعا فيهما
والانبياء يبكون الدماء
هذا زكريا يقول
لهذا الامر اعتزلت الناس ثلاث ليال سويا
ونوح يقول
الان عرفت لماذا المسمار الخامس فيه نداوة الدماء
وجاء ابرهيم ينادي
قد عرفت الان لماذا عثرت ودميت قدمي
وصاح ادم
عرفت الان عظمة الاسماء التي دعوت بها ربي فاجابني
ونادى الرجلان المهيبان
صبرا ابا عبد الله بارض كربلاء
هذا والحسين يرمق السماء وقال بصوت خافت
يا رب خذ حتى ترضى
والملائكة تتلقف الشهداء
والحسين يرى مصارع الابناء
واقف كالجبل الاشم كله عزة واباء
يابى الا ان ينهي القضية بدمه
و صاح علي
بوركت بني يا حسين اقبل الينا
وسقط علي الاكبر على الارض فخسف لون السماء فهي غبراء
واصاب السهم عبد الله الرضيع فانكمشت الملائكة مقشعرة
وهتف هاتف يصيح
الا قتل العباس قتل العباس
والرجلان يراقبان الحسين قد احدودب ظهره وهو يقول لن احيد سانهي القضية بدمائي جعلني ربي قطب الصراع في كل عالم الامكان
لا لن احيد اني انا الحسين عبرة البكاء وعلة الرحمة لكل الاكوان لا لن احيد ربي ارادني هكذا قبل ازل الازال وبعد ابد الاباد
اذن يا سيوف خذيني
وتهاوت سيوف فرعون وهامان وجنودهما تمزق نور الرب تمزيقا
وجاء النداء من رب السماء
حبيبي يا حسين انهم ارادوا قتل ربهم لو طالت ايديهم
والان يا سكاني سماواتي هلموا بالبكاء والعويل ويا انبيائي الطموا لطم الفاقد الحزين
فضجت العوالم بالبكاء بعد ان جاء النداء
لا تعلم الخلائق سر البكاء
لا تعلم ان الرب ورائها
لا تعلم انه اشترى الدموع بثمن الجنان
لا تعلم ان الحسين فدى ربه ففداه بالجنان لمن بكى عليه
وتبقى القضية لا زوال لها
الى ما بعد يوم القيامة والى ابد الابدين
حيث تثمر صناعة الحسين عن نتائج يطيش لها العقل