ذات يوم
في ظلمة الليل البهيم
ساعات طوال تعصف بي الاهوال
ارى الكون في نفسي
يرمقني شزرا
لعله اطلع على مكنون قلبي
لا اهبه لك ان غضبت مني
لا شأن لك بي اني اكلم ربي
رجع الكون خطوات الى الوراء كان يريد ان يبطش بي
لاشك انك قلت له دعه يقول ما يشاء
ساد صمت رهيب
كنت اعرف انك تسمعني
تلعثم لساني
هل انا مجنون
عذاب السنين اهون من هذه اللحضات
هل ارجع هاربا
وما هذا الهدوء العجيب
لا اسمع الا دقات قلبي
هل مات الاحياء
صحت باعلى صوتي كالمجنون
يا رب السماواااااااااات
اسمعني ارجوك
اعرف انك رب حليم لن تخسف بي الارض تحتي
ايها الاله الكبير
فقط اجبني على سؤالي
لماذا خلقتني
اجبني يا صانعي
لأي علة اوجدتني
ما الهدف من صنعك لي
فقد اخترعت عشرات الاحتمالات ولم اقتنع
لماذا اوجدتني
ولماذا اوجدت هؤلاء المنكودين امثالي
لعلهم لا يتجراون على سؤالك
لماذا صنعتني
لماذا كونتني
لماذا قل لي الان
لماذا
لماذا
الا تسمعني؟
ارجوك لا تعذبني بالسكوت
اني اتعذب منذ صغري
رحماك اخبرني
رحماك
رحماك
......
................
لا تريد اسعافي اليس كذلك
ومن انا لكي تتنزل فتخبرني
اذن اسمع جوابي ايها الصانع العجيب
كنت اقول لنفسي لقد خلقنا لاجل العذاب
نتعذب في هذه الحياة وتنتظرنا المحرقة في تلك الدار الاخرة
بئسا لهذا الرأي انا المخلوق احتقره فكيف انت
وكنت اقول
لا انما خلقنا لاجلك انت
فانت ملك قدير ولابد من مملكة لك والمملكة لابد من سكان لها
وهذا اسخف ما سابقه
فهل تحتاج لانيس لك وهل تحتاج لمن يشير لك بالعضمة والاجلال؟
ثم كنت اقول ليس هذا ولا ذاك
انما خلقنا لاجل انفسنا نحن
يبدوا هذا الرأي مغريا
ولكنه يتحول الى حماقة في يوم القيامة حيث تجرف شفلات الملائكة الناس الى تلك الحفرة التي تسمى جهنم
تعبت ...
اخبرني..
انقذني..
اكاد اجن
لا امل لي
فالارجع الى بيتي وغرفتي المتعبة مثلي
رجعت خطوات مطرق الراس ايسا منكسرا
تمهل قليلا
ما هذا الصوت
لا شك اني اتخيل
تمهل بني وارجع حيث كنت
التفت لا ارى احد
من انت
لقد اذن الرب في جوابك
من انت قل لي بربك
اسمع بني
فقط قل لي هل انت الرب تخاطبني
لا ايها المسكين الرب لم يخاطب احدا الا ذلك الواحد
ومن ذلك الواحد
انه نور نبيك
الصادر الاول والنور الازهر
الم يخاطب الرب موسى
كان ذلك بواسطة وليس مباشرة
ولكن قل لي اين انت ومن انت
انا الشجرة التي امامك لطالما جلست تحتي غارقا في افكارك الغريبة
اسمع مني ما اقول
انما خلقك ربك وخلقني وخلق الخلائق لاجل ذلك الواحد
انت لست هباء ولست مصنوع عبثا
هناك سر لا يحتمله عقلك الصغير
لقد اصبت في قولك المملكة تحتاج سكان
واخطئت حين ضننت ان المملكة اوجدها الخالق لنفسه
لا بني انما اوجدها لذلك الواحد
واوجد الواحد لنفسه
الا يرضيك ان تكون ذرة في مملكة الصادر الاول نور نبيك
الا يسعدك ان تشارك في مملكة النور الاول
الا يكفي ذلك ان تقتنع بحكمة وجودك ووجود غيرك
ان لم تفهم الاسرار الكبرى فاحذر ان يتسرب لنفسك معنى العبثية
كلامك مقبول ولكن تبقى اشياء لا افهمها
الجزء الثاني من الخاطرة ياتي ان شاء الله