يبدو أن العلاقات العراقية الليبية أخذت منحاً جديداً، لاترغبه حكومة البلدين، في أعقاب إعدام مواطن ليبي متهم بـ"الإرهاب" في بغداد ليرد مسلحون ليبيون باختطاف وقتل أستاذ عراقي يعمل في مدينة درنة الليبية، كرد فعل عشوائي، أدانته الحكومة الليبية كون الأستاذ العراقي ليس له ناقة ولا جمل في حادثة الإعدام.
بعد أن أمضى الدكتور حميد خلف حسن خمسة عشر عامًا أستاذاً في الجامعات الليبية، وشهد له بالكفاءة وعدم الانتماء إلى أي جهة سياسية، انتهى به المطاف قتيلاً بعد اختطافه من إحدى الميليشيات الليبية التي تعمل فوق غطاء القانون، بداعي الرد على إعدام الليبي عادل الزوي في بغداد أدين بتهم تتعلق بـ"الإرهاب" دون علم الليبيين، الأمر الذي أثار ردود أفعال رسمية عراقية وليبية فورية للمطالبة بإطلاق سراح الأستاذ العراقي قبل قتله، كونه بريء ويعاني من مشاكل صحية تتطلب عناية خاصة.
الخارجية العراقية اصدرت بيانا قالت فيه، إن "وسائل الاعلام تناقلت انباء مقتل الاستاذ الجامعي العراقي الدكتور حميد خلف حسن في مدينة درنة الليبية على ايدي زمراً إرهابية"، مؤكدة أنها "بذلت جهوداً مستمرة مع السلطات الليبية على أعلى المستويات واستدعت السفير الليبي في بغداد حول الموضوع، وهي تدين بشدة هذا العمل الإرهابي الخارج عن الأعراف الإسلامية والإنسانية"، مطالبة "الحكومة الليبية بتوفير الحماية للرعايا العراقيين وملاحقة الجناة".
وكان نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي، قد سارع بمطالبة السلطات الليبية التحرك سريعاً لإطلاق سراح الدكتور خلف، في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس المجلس الوطني الليبي نوري علي أبو السهمين، مؤكداً "قلق الحكومة العراقية من حادث اختطاف الأستاذ الدكتور حميد خلف حسن من قبل مجهولين في منطقة درنة الليبية".
وطالب الخزاعي حينها، "السلطات الليبية بالتحرك بأسرع ما يمكن لإطلاق سراحه ومساعدة أسرته وتسهيل عودتها إلى العراق، إذا رغبت بذلك".
بدوره قال أبو السهمين إن "الجهات المعنية في بلاده استنفرت جهودها لإطلاق سراح الأستاذ العراقي"، مبدياً "احترامه وتقديره للخدمات الجليلة التي قدمها الأساتذة العراقيون العاملون في ليبيا".
أما منظمة حقوق الإنسان العراقية، فقد حملت "الحكومة الليبية مسؤولية سلامة الأستاذ العراقي الذي تم اختطافه من أمام منزله في مدينة درنة الليبية صباح السبت الماضي (23 تشرين الثاني الحالي)، وطالبت بإطلاق سراحه فورًا"، فيما وجهت "نداء إنسانياً للتحري والتقصي عن مصيره".
ودعت المنظمة في بيان لها "الحكومة الليبية إلى التدخل الفوري لإطلاق سراح الدكتور حميد خلف حسن لأسباب إنسانية بحتة، كونه يعاني من مشاكل قلبية مزمنة ويحتاج إلى رعاية صحية فورية".
وأشارت إلى أن "السيرة الذاتية للدكتور تؤكد مهنيته وتفوقه العلمي وهو أحد أساتذة المعهد العالي العلمي المهني، ولديه بحوث عالمية يشار إليها من قبل المعاهد العلمية العالية بالشكر والتقدير".
وأكدت المنظمة أن "الدكتور حميد قد أمضى خمسة عشر عامًا أستاذاً في الجامعات الليبية، وكان صرحًا علميًا ومهنيًا، وقدم من مكنوناته العلمية بكل حب وإخلاص للأشقاء الليبيين"، موضحة أنه "لم ينتمِ إلى أي جهة سياسية، وكان يمارس عمله المهني طوال مدة إقامته في ليبيا".
يذكر أن الأستاذ العراقي حميد خلف حسن تعرض للاختطاف من أمام منزله في مدينة درنة شرقي ليبيا السبت الماضي، بينما كان يتوجه إلى مكان عمله في المعهد العالي للمهن الشاملة في المدينة، على يد مسلحين اقتادوه إلى مكان مجهول، ليظهر بعدها في تسجيل مصور كتبت عليه عبارة تقول إن "اختطافه جاء ردًا على إعدام ليبي يدعى عادل الزوي في العراق قبل أيام".
يشار إلى أن السلطات العراقية كانت قد نفذت الأسبوع الماضي حكم الإعدام بالليبي عادل عمر الزوي المعتقل في السجون العراقية على خلفية قضايا تتعلق بالإرهاب، فيما يعتقل حاليًا في العراق تسعة مواطنين ليبيين
المصدر : السومريه نيوز