سوني و سامسونج أبرز الشركات الذين أطلقو ساعات ذكية، لكنها في الواقع لم تلق إستحسان كبير من قبل المستهلكين و المحررين الذين قامو بمراجة الساعتين، ليست فقط سامسونج و سوني، بل هنالك الكثير من الشركات أطلقو ساعات ذكية لم نتشوق لها أبداً. لكن ما الذي سيشوقنا لهذه الساعات، وما هي الخصائص و الإمكانيات التي يجب أن تتوافر في هذه الساعات كي تحظى بإهتمام أغلبنا؟
1- الشكل
الساعة دائماً ما كانت مرتبطة بالأناقة، فعندما أشتري ساعة، في المقام الأول أبحث عن أجمل الساعات قبل النظر لمحفظتي، الشركات الحالية غفلت عن هذا الجانب. فالشركات قدمو ساعات بشكل لايرضي من يهتم بأناقته، هنالك الكثير من المبدعين في مجال التصميم، لما لا تقوم أحد الشركات بالتعاون مع swatch مثلا لتصميم ساعة لها، فهذه الشركة أو الشركات الأخرى يوجد لها الكثير من المصممين المبعدين الذي يستطيعون و بلاشك تصميم ساعة أنيقة تتناسب مع أبعاد الساعات الذكية التي ستضع مكوناتها بالداخل.
تصاميم الساعات الذكية الحالية تأتينا بشكل غريب و ليست بالشكل الذي نحتاجه حقاً، فلا أعتقد بأن ساعة تحمل عتاد ضعيف مقارنة بالهواتف الذكية تحتاج لأن تكون كبيرة، قد لا تزيد سوى بضع ملي مترات عن الساعات الحالية، خصوصاً و إذا ما عرفنا بأن الجيل السادس للأيبود نانو أنحف من ساعة سامسونج. لذلك لا أجد سبب مقنع لهذه التصاميم، أنا لا أقول بأن التصاميم الحالية قبيحة، فمثلا ساعة Nisom الذكية من نيسان شكلها جميل لكنها تفتقر لعدة أشياء، قد تكون ساعة سوني أجمل ساعة حتى اللحظة.
2- السعر
عند ذهاب أي شخص لشراء ساعة ما، يهتم بسعر الساعة، لكن شركتي سامسونج و سوني غفلو عن هذا الجانب. فساعة سامسونج يبلغ سعرها 300$، بينما ساعة سوني 200$، بالنسبة لفئة جديدة، كان من الأفضل أن يكون سعر هاتين الساعتين لسعر الساعات الموجودة في السوق، لا أعلم إذا ما كانت تنظر الشركتين لساعات Tissot أو روليكس كمقياس، لكن لجذب المستهلك على السعر أن يكون بما يقارب المئة دولار أو 150.
فأي شخص و عندما يريد شراء فئة جديدة كلياً، لا يريد أن يغامر بدفع أموال كثيرة، فلامانع من وصول سعر الساعات لحاجز الـ 300$ لكن بعد عدة إصدارات و كسب ثقة المستهلك و بناء قاعدة جماهيرية لها. فلا تقنعوني بأن قطع الساعة الذكية ستكون أغلى من الهواتف الذكية ذات العتاد القوي التي تبلغ سعر قطعها 200 أو 250 دولار. فهذه الساعات في بدايتها و قد لا تقدم التجربة المثالية.
3- المميزات
أهم نقطة على الإطلاق، كان الأمل معقوداً على أن تشارك الساعة الذكية مهمام الهاتف بشكل كبير، فإذا فرغت بطارية الهاتف سنتمكن من إستخدام الساعة لأشياء كثيرة و مهمة، كالإتصال و إرسال بعض الرسائل، لكن للأسف لم تقم الشركات بالتركيز على هذه النقطة. يحسب لسامسونج أنها وضعت إمكانية إجراء مكالمات و قرائت التنبيهات بالكامل، لكنها لا ترتقي لمتطلباتنا. فإذا كانت الساعة تقوم بمهام جزئية لن تغنينا بما نسبته 90% عن الهاتف، لا أعتقد بأن الساعة التي نحتاجها قد وصلت حقاً.
لا يمكننا أن تغافل عما تقدمه ساعة سامسونج، فهي تعطينا إمكانية إجراء مكالمات و إلتقاط الصور والفيديو و عمل بعض التسجيلات الصوتية، لكنها تبقى محدودة حيث أنها تعتمد على الهاتف الذكي لإجراء هذه الأعمال. فببساطة، إذا فرغت بطارية هتافك، فإن ساعتك الذكية ستكون شبه ذكية و ليست ذكية بالكامل، فلن تتمكن من الإستمتاع بخصائصها دون وجود هاتف ذكي. كما أن الساعات الذكية لا تغنينا عن الأسوار الذكية و الذي يحتاجها الرياضيون، لا أتخيل نفسي مرتدياً ساعة ذكية و إسوارة ذكية.
4- مقاومة الماء
بكل تأكيد نحن بحاجة لكاميرا لنصور فيها بعض الأشياء تحت الماء، ما يتطلب منا دفع بعض النقود، قد يكون الهاتف عزيزاً عليك و لاتريد أن تأخذه معك، لاسيما و أنك بحاجة لمسكه طول الوقت وهو ما سيخرب هاتف سوني الذي لن يصمد لأكثر من نصف ساعة. وجود ساعة مقاومة للماء و تستطيع إلتقاط صور و فيديو سيكون شئ رائع حقاً. لو أضافت سوني كاميرا لساعتها مع خاصية التحمل تحت الماء كهواتفها، سيكون شئ إيجابي و يحسب لصالح الشركة.
الملخص.
ما نحتاجه ليس التخلي عن الساعات التقليدية، بل تغير مضمونها، من مجرد عقارب إلى شاشة لمسية تقوم بأعمال كثيرة و مستقلة، مع فوائد مهمة دون أن يكون لذلك جانب سلبي على الشكل الخارجي و متانتها في التحمل تحت الماء. قد يكون عام 2014 عاماً نشهد فيه ساعات ذكية و رائعة أفضل مما عليه الان، لا سيما و حين تلدغ هذه الشركات بعدد المبيعات المخيبة كـ 800 ألف وحدة فقط من الـ Galaxy Gear الذي توقعت الشركة أن تبيع وحدات أكثر.