عـن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قــال :

بكى علي بن الـحـسـيـن ( عليه السلام ) عـشـريـن سـنـة ، ومـا وضـع بـيـن يـديـه طـعـام إلا بـكـى

حتى قـال لـه مـولى لـه : جـعـلـت فـداك يـا ابـن رسول الله إنـي أخـاف أن تـكـون مـن الـهـالـكـيـن

قال: إنـمـا أشـكـو بـثـي وحـزنـي إلى الله وأعـلـم مـن الله مـا لا تـعـلمـون ، إنـي لـم أذكـر مـصـرع بـنـي فـاطـمـة إلا خـنـقـتـنـي الـعـبـرة .

وفي روايـة اخـرى : أما آن لـحـزنـك أن يـنـقـضـي ؟ فقال لـه:

ويـحـك إن يـعـقـوب الـنـبـي ( عليه السلام ) كـان لـه اثـنـى عـشـر ابـنـا فـغـيـب الله واحـدا مـنـهـم

فـابـيـضـت عـيـنـاه مـن كـثـرة بـكـائـه عـلـيـه ، واحـد ودب ظـهـره مـن الـغـم ، وكـان ابـنـه حـيـا في الـدنـيـا

وأنـا نـظـرت إلى أبـي وأخـي وعـمـي وسـبـعـة عـشـر مـن أهـل بـيـتـي مـقـتـولـيـن حـولـي ، فـكـيـف يـنـقـضـــي حــزنـــي ؟

وكـان إذا أخـذ إنـاء يـشـرب مـاء بـكـى حـتـى يـمـلاهـا دمـعـا ، فـقـيـل لـه في ذلك فـقـال :

وكـيـف لا أبـكـي ؟ وقـد مـنـع أبـي مـن الـمـاء الـذي كـان مـطـلـقـا لـلـسـبــاع والـوحـوش .