الدليل العقلي يتركّب من مقدّميتن :
المقدّمة الأولى :
إنّ الله تعالي ورسوله لا يتركان الأُمّة بعد وفاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سُدى ، ولا يعقل أن يكون أبو بكر وعمر أحرص على مصير المسلمين بعد وفاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الله ورسوله ؟
وهل يصدر من الله تعالى العبث واللغوا حيث يرسل رسوله ليجتهد ويسعى في تشييد أركان الدين ، ويبذل كلّ طاقاته في سبيل تبليغ الدين ونشره ، ثمّ لا يعيّن الخليفة من بعد رسوله بحيث تذهب جميع جهود النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) واتعابه هدراً ؛ إذ لابدّ من شخص مطاع يشرف على استمرار بقاء الشريعة ، ويحفظها من التبديل والانحراف.
ثمّ كيف يترك العاقل أهله ورعيته من دون كفيل وراعٍ مع أنّ كلّ عاقل يعيّن من بعد وفاته وصيّاً يقوم مقامه في التحفّظ على أهله وأولاده وأمواله وسائر شؤونه.
المقدّمة الثانية : إنّ الذي يليق بالوصاية والخلافة لابدّ أن يكون أفضل من جميع الصحابة في جميع الفضائل والصفات الكريمة ؛ لأنّ ترجيح المرجوح على الراجح قبيح لا يصدرمن الله ورسوله ، وقد ثبت أنّ عليّاً (عليه السّلام) كان أفضل الصحابة واعلمهم واتقاهم واشجعهم وأكرمهم .
فمن الطبيعي أن يختار الله ورسوله عليّاً للإمامة والخلافة.
هذا مضافاً إلى آلاف الأحاديث والروايات الواردة من طرق الفريقين أهل السنّة والشيعة الناطقة بفضل عليّ (عليه السّلام) ، والمصرحة بامامته ، أضف إليها الآيات الكريمة المستفاد منها ، ومن تفاسيرها إمامة عليّ (عليه السّلام) وخلافته.
وعليك مطالعة الكتب الاعتقادية مثل : كتاب الغدير ، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ، وليالي بيشاور ، ومصباح الهداية في إثبات الولاية.
وهناك كتب مؤلّفوها من علماء أهل السنّة يمكن الاستدلال بها مثل كتاب مناقب المغازلي وشاهد التنزيل وغيرها .