الدروز طائفة من الإسماعيلية ، وهذا الاسم مأخوذ من (درزى) بمعنى الخياط ؛ لأنّ مؤسس هذه الفرقة كان خياطاً ، وكان من الإسماعيلية الباطنية ، ويقال : إنّ اسمه محمّد بن إسماعيل ، وقد ذهب إلى مصر سنّة ( 408 ) وصادق حمزة بن علي الذي كان من المقرّبين إلى الخليفة الفاطمي (الحاكم بأمر الله) ، وتمكّن أن يدخل البلاد الفاطمي.
وهذا الخياط الدرزي هو أوّل من قال : بألوهية الحاكم بأمر الله ، وكان يقول :بأنّ العقل الكلّ حلَّ في آدم (عليه السلام) ، وتجسّد في صورته ، وانتقل منه إلى سائر الأنبياء ومنهم النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) والخلفاء الفاطميين.
وكان يقول : بتناسخ الأرواح ، وكتب كتاباً كان يقرأه في مسجد القاهرة فثار المسلمون من أهل مصر عليه ، فخاف منهم وهاجر إلى الشام إلى أن قتل على يد العبيد الترك.
وبعض الدروز تبعاً لمؤسس طريقتهم يعتقدون أنّ الخليفة الفاطمي (الحاكم بأمر الله) (375-411) هو الصورة الناسوتية لله تعالى ، وهو الإله الواحد الفرد الصمد المنزّه عن الزوجية والعدد.
وعلى العموم يعتقد هذا البعض من الدروز بالحلول ، فالله دائماً يحلّ في بدن الإنسان ، ويقبل الهيكل الآدمي ، والإله الوحيد الذي يذعن به الدروز هو (الحاكم بأمر الله) الفاطمي ، ولذا يعدّون أنفسهم موحّدين ، ويعبدون (الحاكم بأمر الله) ، ويعبّرون عنه (ربنّا) ، وينكرون وفاته ، ويقولون : إنّه سيظهر في آخر الزمان ، ويقولون : بالتناسخ ، وأنّ الصالحين ينسخون إلى صور حسنة جميلة ، والطالحون يصيرون بصورة الكلب.
والدروز يسكنون الآن في لبنان وما وراءه ودمشق وجبل حوران (وللمزيد راجع دائرة المعارف الإسلامية).
هذا وهناك قسم آخر من الدروز يلقّبون بالموحّدين يلعنون الدرزي ، ويعتبرونه منحرفاً ، ويعتبرون المجموعة الأخرى مرتدة ، ويجاهرون بأنّهم طائفة مسلمة مؤمنة موحدة تشهد أن لا إله إلّا الله ، وتشهد أنّ محمّداً رسول الله ، وتقرّ بوجوب الصوم والصلاة والزكاة والحجّ ، وتقرّ بالبعث والجنة والنار والحساب ، وتؤمن بالأنبياء والرسل والكتب المنزلة ، وقد صرّح بذلك بعض علمائهم كرئيس المحكمة الاستئنافية الدرزية العليا في لبنان الشيخ مرسل نصر في كتابه : ( معالم الحلال والحرام عند الموحدين الدروز) .
إذن هناك فرق بين التأسيس والجذور وبين الوضع الحالي للدروز ، فهم في الجذور من الإسماعيلية صحيح أمّا الآن فهم دين جديد ، ولهم أحكام خاصة بهم لا تمدّ بالإسلام في شيء.