خوف من انتحار جماعي يسبق نهاية العالم
وجه دوائر رسمية فرنسية تحذيرات شديدة إلى الحكومة في باريس من خطر حصول موجة انتحار جماعي في صفوف شرائح واسعة من السكان أصحاب الشخصيات الهشة والحساسة، وذلك مع انتشار الشائعات التي تروج لنهاية العالم عام 2012، سواء عبر الانترنت والطوائف الدينية التي تنتشر في البلاد.
وقال جورج فينيش، رئيس وكالة "ميفيلودز" الرسمية المعنية بمراقبة الطوائف الدينية المختلفة في البلاد، إن الظاهرة بدأت تدخل مرحلة الخطر مع توافد آلاف الأشخاص إلى منطقة نائية يعتقدون أنها ستنجو من الحدث المدمر، مضيفاً أن أخطر رئيس الحكومة بالأمر.
وقال فينيش: "نخشى أن يكون لرسالة الرعب هذه تداعيات خطيرة."
ولفت فينيش إلى أن وكالة "ميفيلودز" لديها معلومات عن توافد آلاف الأشخاص إلى قرية تدعى "بوغاراش" في جنوبي البلاد، بسبب اعتقاد عممته طائفة "مدرسة رامثا للتنوير" الأمريكية، بأنها ستكون الملجأ الآمن شبه الوحيد على كوكب الأرض عند حلول نهاية العالم في 21 ديسمبر/كانون الأول 2012.
وتقول مؤسسة هذه الطائفة، جودي زيبرا نايت، إنها على اتصال مع روح محاربة قديمة كانت تقاتل سكان قارة أطلانتس الأسطورية قبل 35 ألف سنة، غير أن الناطقة باسم الطائفة في فرنسا نفت المسؤولية عن نقل تحذيرات نهاية العالم.
ولكن فينيش قال إن فرنسا شهدت في السابق موجات جماعية من الانتحار، وإن كان ذلك على نطاق ضيق، إذ انتحر عدد من الأشخاص في مدينة نانتز عام 2002، على خلفية انتشار شائعات مماثلة، أما الحدث الأخطر فقد وقع في نهاية العقد التاسع مع القرن الماضي مع انتحار متزامن لـ74 شخصاً في فرنسا وسويسرا وكندا من أفراد طائفة "معبد الشمس."
أما سكان قرية "بوغاراش" فقد أعربوا عن قلقهم العميق مما يحصل حولهم، إذ يتدفق الآلاف إلى المنطقة ساعين لشراء عقارات في أحياء معزولة، مع تقارير عن قيامهم ببناء أنفاق وملاجئ تحت الأرض، وتخزين كميات كبيرة من الطعام فيها.
وترتكز فكرة نهاية العالم في 21 ديسمبر/كانون الأول 2012 إلى واقع أن التقويم التاريخي لحضارة المايا ينتهي في هذا التاريخ الذي يتوقع أن تحصل فيه عملية اصطفاف نادرة للكواكب، ولكن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" نفت بشكل قاطع وجود ظاهرة من هذا النوع خلال العقود المقبلة.