عن محمد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبدالله (عليه السلام) فقال له:رأيت إبنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه.
فقال أبو عبدالله (عليه السلام) , ادعوا لي موسى , فدعي فقال له: يا بني , إن أباحنيفة يذكر أنك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلم تنههم؟
فقال: نعم يا أبه إن الذي كنت أصلي له كان أقرب إليّ منهم , يقول الله عز وجل: ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ).
قال: فضمه أبو عبدالله (عليه السلام) إلى نفسه , ثم قال: يا بـــنيّ بأبي أنت وأُمي ,يا مـــــستودع الأســـــــرار.

----------------------------------------
حلم الامام الكاظم عليه السلام
----------------------------------------

ومن آيات حِلمه ( ع ) أنه اجتاز على جماعة من أعدائه ، كان فيهم ابن هَيّاج ، فأمر بعض أتباعه أن يتعلق بِلِجَام بَغْلَة الإمام ( ) ، ويَدّعي أنها لَه ، ففعل ذلك ، وعرف الإمام ( ع) غايته ، فنزل عن البَغلة وأعطاها له .
وقد أعطى الإمام ( ع ) بذلك مَثَلاً أعلى للحلم وسِعَة النفس .
وكان ( ع ) يوصي أبناءه بالتَحَلّي بهذه الصفة الكريمة ، فقد قال ( ع ) لهم :
( يَا بني ، أوصيكم بوصية مَن حَفظَها انتَفَع بها ، إذا أتاكم آتٍ ، فأسمع أحدَكم في الأذن اليُمنى مَكروهاً ، ثم تَحوَّل إلى اليسرى فاعتذَرَ لَكم وقال : إِني لم أَقُلْ شيئاً ، فَاقبلُوا عُذرَه ) .

________________________
-علم الامام الكاظم عليه السلام

قال ابو حنيفه للامام الكاظم عليه السلام :
ممن المعصيه؟
الامام:ياشيخ لا تخلو من ثلاث
1-من الله وليس من العبد شئ ---->فاذا كان كذلك فليس لله ان يعاقب العبد على امر لم يفعله
2-من العبد ومن الله معا --->ولكن الله اقوى الشريكين اذقوته اكبرمن قوة العبد فليس للشريك الاكبر ان يعاقب الشريك الاصغر بذنبه مع ان حصته اكبر وتاثيره اقوى
3-من العبد وليس من الله شئ ---> فان شاء عفى وان شاء عاقب (وهذا الخيار الصحيح)
فقال ابو حنيفه : اصبت فقام متعجبا من هذا الجواب العظيم الذي لايقبل النقاش ابدا

______________________
من كرم الكاظم (عليه السلام)

جاء في كتاب البحار أن الإمام الكاظم (عليه السلام)
كان إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير،
نعم هكذا كان يتعامل مع مناوئيه ومبغضيه، وكانت هذه الصرر مملوءة دنانير، فبعضها يصل إلى ثلاثمائة دينار بحيث ضرب المثل في صرر الإمام الكاظم (عليه السلام)
إذ كانت تغني كل من كان يحصل على واحدة منها ببركة الإمام. وأخذ الأمراء وكبار الدولة والأجناد يهنئونه ويحملون إليه الهدايا والتحف وعلى رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل للإمام من الهدايا والأموال، فدخل في آخر الناس رجل كبير السن
فقال له: يا ابن بنت رسول الله إني رجل لا مال عندي ولكن أتحفك بثلاثة أبيات قالها جدي في جدك الحسين بن علي (عليه السلام):
عجبت لمصقول علاك فرنده*** يوم الهياج وقد علاك غبار
ولأسهم نفذتك دون حرائر*** يدعون جدك والدموع غزار
الا تغضغضت السهام وعاقها*** عن جسمك الإجلال والإكبار
فقال الإمام: قبلت هديتك،
ثم قال له: أيها الشيخ اقبض جميع هذا المال الذي ورد إلي من الأمراء والأجناد فهو هبة مني لك.

لقد اشتهر باب الحوائج موسى بن جعفر (عليه السلام) بكثرة الكرامات وخوارق العادات، يقول حماد بن عيسى:
دخلت على أبي الحسن بالبصرة فقلت له: جعلت فداك ادع الله تعالى أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج في كل سنة، قال: فرفع يده ثم قال: اللهم صل على محمد وآل محمد وارزق حماد بن عيسى دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة، قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أعيش أكثر من ذلك.
وفعلا فقد أتم الخمسين ومات بعد أن رزقه الله تعالى دارا وزوجة وولدا وخادما.
--------------------------------


كان الإمام ( ع ) بارّاً بالمسلمين محسناً إليهم ، فما قصده أحد في حاجة إلاّ قام بقضائها ، فلا ينصرف منه إلاّ وهو ناعم الفكر مثلوج القلب ، وكان ( ع ) يرى أن إدخال الغبطة على الناس وقضاء حوائجهم من أهم أفعال الخير ، فلذا لم يتوان قط في إجابة المضطر ، ورفع الظلم عن المظلوم ، وقد أباح لعلي بن يقطين الدخول في حكومة هارون ، وجعل كفّارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان مبرّراً له ، وقد فزع إليه جماعة من المنكوبين فكشف آلامهم وملأ قلوبهم رجاءً ورحمة .
ومن هؤلاء الذين أغاثهم الإمام ( ع ) شخص من أهالي الري كانت عليه أموال طائلة لحكومة الري فلم يتمكّن من أدائها ، وخاف على نعمته أن تسلب منه ، فأخذ يطيل الفكر فيما يعمل ، فسأل عن حاكم الري ، فأخبر أنّه من الشيعة ، فطوى نيّته على السفر إلى الإمام ليستجير به ، فسافر إلى المدينة فلمّا انتهى إليها تشرّف بمقابلة الإمام ( ع ) فشكى إليه حاله ، فزوده ( ع ) برسالة إلى والي الري جاء فيها بعد البسملة : ( اعلم أنّ لله تحت عرشه ظلاً لا يسكنه إلاّ من أسدى إلى أخيه معروفاً ، أو نفّس عنه كربة ، أو أدخل على قلبه سروراً ، وهذا أخوك والسلام ) .
وأخذ الرسالة ، وبعد أدائه لفريضة الحج ، اتّجه إلى وطنه ، فلمّا وصل ، مضى إلى الحاكم ليلاً ، فطرق عليه باب بيته فخرج غلامه ، فقال له : من أنت ؟
قال : رسول الصابر موسى .
فهرع إلى مولاه فأخبره بذلك ، فخرج حافي القدمين مستقبلاً له ، فعانقه وقبّل ما بين عينيه ، وجعل يكرّر ذلك ، ويسأله بلهفة عن حال الإمام ( ع ) ، ثمّ إنّه ناوله رسالة الإمام فقبّلها وقام لها تكريماً ، فلمّا قرأها أحضر أمواله وثيابه فقاسمه في جميعها ، وأعطاه قيمة ما لا يقبل القسمة ،
وهو يقول له : يا أخي هل سررتك ؟
فقال له : أي والله وزدت على ذلك .
ثمّ استدعى السجل فشطب على جميع الديون التي عليه ، وأعطاه براءة منها ، وخرج الرجل وقد طار قلبه فرحاً وسروراً (كان ذلك بسبب الامام)، ورأى أن يجازيه على إحسانه ومعروفه ، فيمضي إلى بيت الله الحرام فيدعو له ، ويخبر الإمام ( ع ) بما أسداه إليه من البر والمعروف ، ولمّا أقبل موسم الحج مضى إليه ثمّ اتّجه إلى يثرب فواجه الإمام ( ع ) وأخبره بحديثه ،فسرّ (ع) بذلك سروراً بالغاً ،
--->(قضاء حوائج الناس تسر الائمه)
فقال له الرجل : يا مولاي : هل سرّك ذلك ؟
فقال الإمام ( ع ) : ( إي والله ! لقد سرّني ، وسرّ جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولقد سرّ الله تعالى ) ، وقد دلّ ذلك على اهتمامه البالغ بشؤون المسلمين ، ورغبته الملحّة في قضاء حوائج الناس .

----------------------------------

وهو اوصل الناس لاهله ورحمه وبقية الناس فكان يتفقد فقراء المدينه في الليل فيحمل اليهم الزنبيل فيه الاطعمه المختلفه فيوصله اليهم وهم لا يعلمون انه امامهم الكاظم عليه السلام
_______________________
كأنه المسيح ابن مريم
(يسعى لقضاءحوائج الناس)


مر الإمام الكاظم (عليه السلام) بامرأة تبكي وحولها أطفالها يبكون أيضا، فقال لها: ما بك؟.
المرأة: يا عبد الله إن لي صبيانا أيتاما فكانت لي بقرة معيشتي ومعيشة صبياني كان منها فقد ماتت وبقيت منقطعة بي وبولدي ولا حيلة لنا...
الإمام: هل تريدين أن أحييها لك؟.
المرأة: نعم، ولكنها كانت تتصور أن هذا الرجل يستهزأ بها لأنها لم تعرفه.
فتنحى الإمام ناحية فصلى ركعتين ثم رفع يديه وحرك شفتيه ثم قام فمر بالبقرة وضربها برجله، فاستوت البقرة على الأرض قائمة أحياها الله تعالى بواسطة دعاء الإمام.
فلما نظرت المرأة والناس ذلك صاحوا: إنه عيسى ابن مريم.... إنه المسيح...
ومضى الإمام لسبيله لا يعتني بأقوالهم(لانه يريد بذلك القربى الى الله)
-------------------------------------------------
رعاية الامام لاولياءه

علي بن يقطين هو احد وزراء هارون العباسي ولكنه كان محبا للائمه عليهم السلام يكتم مذهبه عن هارون وبلاطه
عن عبدالله بن إدريس عن ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيام إلى علي بن يقطين ثيابا فاخرة أكرمه بها ومن جملتها دراعة منسوجة بالذهب سوداء من لباس الخلفاء فأنفذها علي بن يقطين لموسى الكاظم فردها وكتب إليه: احتفظ عليها ولا تخرجها عن يديك فسيكون لك بها شأن تحتاج معه إليها، فارتاب علي بن يقطين لردها عليه ولم يدر ما سبب كلامه ذلك ثم إنه احتفظ بالدراعة وجعلها في سفط وختم عليها فلما كان بعد مدة يسيرة تغير علي بن يقطين على بعض غلمانه ممن كان يختص بأموره ويطلع عليها فصرفه عن خدمته وطرده لأمر أوجب ذلك منه فسعى الغلام بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقال له: إن علي بن يقطين يقول بإمامة موسى الكاظم وأنه يحمل إليه في كل سنة زكاة ماله والهدايا والتحف وقد حمل إليه في هذه السنة ذلك وصحبته الدراعة السوداء التي أكرمته بها يا أمير المؤمنين في وقت كذا فاستشاط الرشيد لذلك غيظا وقال: لأكشفن عن ذلك فإن كان الأمر على ما ذكرت أزهقت روحه وذلك من بعض جزائه فأنفذ في الوقت والحين من أحضر علي بن يقطين فلما مثل بين يديه قال: ما فعلت بالدراعة السوداء التي كسوتها واختصصتك بها من مدة من بين سائر خواصي؟ قال: هي عندي يا أمير المؤمنين في سفط فيه طيب مختوم عليها، فقال: أحضرها الساعة قال: نعم يا أمير المؤمنين السمع والطاعة واستدعى بعض خدمه فقال: امض وخذ مفتاح البيت الفلاني من داري وافتح الصندوق الفلاني وائتني بالسفط الذي فيه على حالته بختمه فلم يلبث الخادم إلا قليلا حتى عاد وصحبته بالسفط مختوما فوضع بين يدي الرشيد فأمر بفك ختمه ففك وفتح السفط وإذا بالدراعة فيه مطوية على حالها لم تلبس ولم تدنس ولم يصبها شىء من الأشياء فقال لعلي بن يقطين: ردها إلى مكانها وخذها وانصرف راشدا فلن نصدق بعدها عليك ساعيا وأمر أن يتبع بجائزة سنية وتقدم بأن يضرب الساعي ألف سوط فضرب فلما بلغوا به الخمسمائة سوط مات تحت الضرب قبل الألف