وذلك لما كان يوم عاشوراء برز علي الأكبر نحو القوم وهو يقول:
أنا علي بن الحسين بن علي
نحن وبيت الله أولى بالنبي

أضربكم بالسيف حتى ينثــني
ضرب غلام هاشمي بطلـــي
والله لا يحكم فينا ابن الدعي
قال ابن مسلم: رأيت شاب خرج من المخيم كأنه البدر ورأيت الحسين يعانقه وهو يقول اللهم انك تعلم وتدري قد برز أليهم من يشبه نبيك خَلقا وخُلقا ومنطقا وإذا اشتقنا إلى وجه نبيك نظرنا إلى وجه علي .
وهنا تقدم الأكبر نحو الميدان وقاتل قتال الأبطال حتى قتل تمام المائتين وعشرين فارسا . في أثناء ذلك أرسلت ليلى أم على الأكبر على الحسين وقالت له : لقد وصلني الخبر إن علي بالمعركة وأنت تعلم يا أبا عبد الله إن علي هو ولدي الوحيد فانا وعلي وكل من في الوجود فداء لك يا أبا عبد الله . فاطلب منك أن تقف بباب خيمتي وانظر إلى وجهك فطالما أراك مسرور اعلم إن ولدي بخير ( أي تتخذ وجه الحسين مرآة تنعكس فيها صورة على الأكبر ) وفجأة ترى الحسين تغير وجهه فقالت له :حبيبي يا حسين هل أصيب ولدي بسوء فقال الحسين لا ولكن برز إليه من يخاف القلب عليه لقد برز إليه ابن غانم فقالت ليلى : ماذا افعل أنا الآن؟ فقال الحسين اذهبي إلى الخيمة وادعي لولدك فلقد سمعت جدي رسول الله يقول ان دعاء الام بحق ولدها مستجاب وهنا رجعت ليلى الى الخيمة ورمت خمارها ونشرت شعرها ورفعت صدرها الى السماء وهي تقول يا الله يا من ارجعت يوسف على يعقوب اردد ولدي علي سالما غانما . فاستجاب الله دعاء ليلى ورجع الاكبر براس ابن غانم وقال لابيه . هل من جائزة؟ قال ما تريد بني ؟ قال اريد شربة ماء اروي بها كبدي . فقال الحسين : يعز على ابيك ان تطلب منه الماء والماء لا يوجد عنده اذهب بني الى الميدان وسيسقيك جدك رسول الله بشربة لا تظمأ بعدها ابدا . فتوجه علي الاكبر نحو الميدان وهناك استوقفه الحسين وقال له بني هل ذهبت الى امك ؟ انها كانت تدعو لك وهي خائفة ووجلة عليك . فتوجه الاكبر نحو خيمة امه ليلى فوجدها مغمى عليها فهي من ساعة دعائها الى ذاك الوقت ولا يمكن له ان ينتظرها ولا يعرف متى تفيق وهذا الحسين ينادي وا غربتاه . فتركها وذهب الى الميدان
فمشى خطوات ثم عاد لابيه وقال له : يا ابه عندي وصية . فقال الحسين وما وصيتك بني ؟ فهمس باذنه .... والسيدة زينب روحي لها فداء تراقب الموقف فسألت الحسين قائلة : لقد رايت علي اوصاك فماذا قال لك ؟ فقال لها اتدرين يا زينب ماذا قال لي علي ....لقد كسر قلبي بكلامه قال لي : اوصيك بامي ليلى فقد تركتها مغمى عليها ..........
ولكن متى مافقت ليلى من اغماها ؟؟ فاقت عندما عاد الحسين بعلي مقطع بالسيوف اربا اربا
واختم كلامي با اخواني بهذه القصة الحزينة :
((كان هناك رجلا مسيحيا راى في منامه ذات يوم الحبيب المصطفى(ص) وعيسى بن مريم فتعجب من جمال ونور وجه رسول الله فاعلن اسلامه واراد ان يجدد اسلامه على يد احد ابناء رسول الله فتوجه الى مسجد كانت امامنا الحسين (ع) موجود فيه فمنعه الناس من الدخول لانهم لم يعلموا باسلامه فاخبرهم بانه اصبح مسلم فدخل الى المسجد وسلم على الحسين(ع) وجدد اسلامه ثم اخذ يتكلم مع الحسين عن جمال رسول الله ويقول ليتني كنت مسلما او كنت موجودا في زمن النبي محمد (ص) لكي اتزود من وجه النبي (ص) فقال له الحسين (ع) هل تريد ان اريك احد يشبه رسول الله ؟ فقال الرجل المسيحي وكيف ذلك؟ فقال له المولى ابا عبد الله : انا لي ولد يشبه النبي خَلقا وخلقا ومنطقا ((أي يشبه النبي حتى في صوته ولهجته)) فامر الحسين (ع) باحضار علي الاكبر (ع) وكان له من العمر عشر سنين
فعندما رآه المسيحي سقط مغشيا عليه فلما افاق قال : هذا رسول الله عينه (( يقصد من كثرة الشبه ))
فقال له الحسين (ع) لو كان لك ولد كهذا واصيب بوغز في قدمه فماذا يجري لك؟؟ فقال المسيحي : اقسم بالله العظيم لو كان لي ولد كهذا واصيب بوغز في قدمه لفقدت حياتي !!!! فقال له الحسين(ع) ولكني سأرى ولدي هذا في يوم عاشوراء مقطع بالسيوف اربا اربا ....))
واعلياه
واسيداه