من رواية (سنوات تدريب فيلهلم مايستر) – غـوته (1749-1832)
(بعد أن أدّتْ ميكَنون دور ملاك صغير بردائها الأبيض الفضفاض في عرضٍ دينيّ ، أرادوا خلع الرداء عنها، فرفضت وجلست بردائها حول طاولة الكتابة وكانت قاب قوسين أو أدنى من الموت ، وأخذت تغني :
دعوني أظهـر هكذا إلى أنْ أصبحَ حَـقيـقـيّـةً ؛
لا تجرِّدوني مِنْ ردائي الأبيض !
إنني أخِـفّ ُ السَّـيْرَ من الأرض الجميلة
إلى أسفلَ ، إلى ذلك البيت الحصيـن .
هناك سأرتاح برهـةً قصيرةً هادئـةً ؛
تتفتَّح عيناي بعدها عن النظرة الصّـافية ،
سأترك بعد ذلك الغطاءَ النقيَّ ورائي ،
والزّنّـارَ وإكـليلَ الغـار .
وأولئكَ المخلوقاتُ السَّماويةُ ،
لا تسأل أَرَجُـلٌ أنتِ أم امـرأة ،
ولا ملابسَ ، ولا أستارَ
تُطـوِّق جسدَك المطَـهَّـرَ .
حقّـاً لقد عشتُ بلا هـمٍّ بلا جُهـدٍ ،
ولكنْ شعرتُ بألمٍ دفـينٍ كافٍ .
من الحـزن شِبتُ مُبَـكِّـراً جدّاً –
اجعلوني مرةً أخرى يافـعةً إلى الأبد!