القيادة الإلهية:__بدء الخلق بلطف اللطيف الخبير الذي انعم علينا وهيأ لنا كل وسائل العيش بسلام وامان ومن هذه النعم واعظمها نبوة خاتم الانبياء والمرسلين (ص) حيث بين لنا منهاجاً عريضاً واسعاً من الاخلاق والصفات الكمالية مؤكداً قوله المعروف ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) حيث بين (ص) ان الشريعة الالهية قائمة على الاخلاق التي تتسلسل على سلم طويل ابتداءً من نقطة الانحطاط والتسافل وصولاً الى نقطة الصفر ثم العروج على هذا السلم الى اعلى درجات الكمال والسمو والرفعة في عالمنا الذي نعيشه وكما وصف البارئ عز وجل في كتابه الكريم ( وانك لعلى خلق عظيم ) ان هذه مرتبة وشهادة الاهية بحق النبي الخاتم واله (ص) في مضمون ان الله سبحانه وتعالى عالم بالموجبة الكلية حيث كان في سابق علمه عز وجل ان النبي واله (ص) اهلاً لهذ المرتبة كما تأكد لنا ذلك من خلال سلوكه وتصرفه (ص) في انطلاقته للانسانية بثورة بيضاء مليئة بالنور الذي يجلي القلوب من الاحقاد والضغائن والمكتسبه في عصور الجاهلية المظلمة فانطلقت البشرية من جديد في عالم النور والضياء وتطور العقل البشري بخطى واسعة ضمن مراحل التهيئة والتربية الاهية وصولاً الى هذا الزمان الذي نعيشه ونمارس فيه حقيقة ما علمنا وقراءنا وامنا به ولكن هل تيقنا ؟ حيث ان زمن الهدام كان زمناً عسيراً وصعباً للغاية كان زمن اختبار العقائد والاخلاق الفاضلة والفشل دب في كل المستويات الا ان الله ابى الا ان يتم نوره ولم كره المشركون بعد التحول والانقلاب المظلم حيث اصبح الحق باطل والباطل حقاً ، وهنا بموجب التمهيد الالهي لسعادة البشرية وانقاذها وترجيح كفة الحق على الباطل كان لنا في ذلك شواهد كثيرة منها سفينة نوح عليه السلام ومعركة طالوت ذو الفئة القليلة ضد جالوت وجنوده وما جرى فيها من الاختبارات ذو الابعاد الاخلاقية في حقيقة اصلها ولنا كذلك من الشواهد امامنا الحسين ع الذي خلد نفسه واصحابه وعطف التأريخ في مرحلة كادت تقضي على الانسانية والان رأينا وسمعنا وتيقنا بكل ذلك بمجئ رجل المرحلة السيد الشهيد محمد الصدر المنقذ الالهي والمهيئ والممهد في زمن ضياع وتيه وتشتت للعودة الى ما بدء به النبي واله (ص) واحياء الحدود التي عطلت والاخلاق التي طمست بفعل التخطيط الرباني وبعض من يسمون قادة اسلاميين امامنا الصدر مهذباً لنفسه ومقوماً لها منذ صغره وشبابه وفي مراحل سجنه وحجره وكان في علم الله اهلاً لقيادة المجتمع وانقاذه من خلال المنهاج الاخلاقي الواسع الذي طرحه في ساحة الصراع الداخلي والخارجي وهنا سقطت العروش وتهاوت وكشرت عن انيابها واظهروا ما كانوا يخفون من الجهل وسوء الخلق مثلهم كمثل الشيطان عندما امر بالسجود ابا واستكبر وكان من الكافرين لما كان يضمر في نفسه حيث ذكر المولى للتمييز والتمحيص لقيادة المجتمع وكان اسلوباً حقيقاً ناجحاً بتوفيق الله وتأييده لان علم الاخلاق علم الصفاء والروح والنفس المطيعة المطمئنة المتصلة بخالقها التي لاتلتفت الى عالم المادة المزيف المعروف اليوم بالعولمة والعلمانية والفكر الغربي المادي وهذ المصطلحات والمسميات الدخيلة هدفها تجريد الروح السامية من الجسد وهو الضياع والخسران المبين :