26.Nov.2013
هل يضع المجتمع قيوداً على اختياركم لمن تحبون؟
قضت المحكمة ببراءة عرفات وإيداع هدى دار فتيات حتى توفيق وضعها القانوني كلاجئة
أسدل بصورة شبه نهائية الستار على الشق الجنائي في قصة هروب الفتاة السعودية، هدى آل نيران، إلى موطن حبيبها اليمني، عرفات طاهر.
فقد أدانت محكمة يمنية الثلاثاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني، هدى بدخول اليمن بصورة غير مشروعة، لكنها قررت الاكتفاء بالمدة التي قضتها الفتاة السعودية قيد الاحتجاز الإداري، وقضت بإيداعها لمدة 3 أشهر في دار للفتيات تحت إشراف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. كما قضت المحكمة ببراءة عرفات من تهمة تقديم مساعدة سابقة ولاحقة لدخول البلاد بصورة غير قانونية.
وكانت مفوضية اللاجئين قد دعمت طلب الفتاة السعودية الحصول على حق اللجوء في اليمن. ورجح مسؤولو المفوضية الأممية في اليمن لبي بي سي العربية موافقة السلطات اليمنية على طلب اللجوء على أساس إمكانية تعرض هدى لسوء المعاملة، وحتى الموت، على يد أسرتها في حال عودتها إلى منزل عائلتها في السعودية. وستعمل المفوضية خلال الشهور الثلاثة المقبلة على توفيق وضع هدى القانوني، بما يتيح لها لاحقا حرية البقاء أو الانتقال إلى بلد آخر.
وشهد اليمن احتفالات بقرب النهاية السعيدة لقصة "هدى وعرفات" الشبيهة بقصة "روميو وجولييت". كما عرض شيوخ قبائل يمنيين المساعدة في زواج الحبيبين، حيث عرض أحد مشايخ منزلا فيما تعهد آخر بإهداء غرفة نوم العروسين. كما أطلقت بعض الأحزاب السياسية اليمنية حملات لدعم وتسهيل زواج هدى من عرفات.
وتطالب أسرة هدى السلطات السعودية بإعادتها إلى المملكة، وقد عينت السعودية محاميا لتمثيل أسرة الفتاة. وقالت تقارير صحفية سعودية إن والد الفتاة، عبد الله آل نيران، قدم وثيقة قال إنها تثبت زواج هدى، لكن المحكمة اليمنية رفضت نظر الوثيقة بدعوى أن القضية تتعلق بدخول البلاد بشكل غير قانوني.
وكانت هدى (22 عاما) قد التقت عرفات (24 عاما) قبل ثلاث سنوات في متجر لبيع الهواتف النقالة يعمل به الشاب اليمني في السعودية. ونشأت بين هدى وعرفات قصة حب، حاول الحبيبان تتويجها بالزواج، لكن أسرة الفتاة السعودية رفضت أكثر من مرة خطبتها لعرفات. ويقول عرفات إن أسرة هدى رفضته لكونه يمنيا.
وتلفت قصة هدى وعرفات الانظار الى المشكلات التي لا زالت تواجهها بعض الفتيات في الدول العربية عند اختيار شريك الحياة، والصدام، احيانا، بين مشروع الزواج من جانب، والتقاليد الاجتماعية او الاختلافات الطائفية والعرقية والسياسية من جانب آخر.
المزيد من التفاصيل حول الموضوع:
هدى وعرفات: حب عذري يتحدى العرف والقانون في السعودية!
هدى وعرفات: محكمة يمنية تدين الفتاة السعودية وتودعها تحت إشراف مفوضية اللاجئين
رايكهل يضع مجتمعك قيوداً على اختياركم لمن تحب؟وكيف تنظرون إلى هروب هدى من عائلتها دفاعا عن حبها؟هل ثمة بدائل أخرى كان من الممكن اعتمادها من قبل الحبيبين؟
وكيف يمكن التغلب على العادات والتقاليد إذا تعارضت مع الرغبات؟