من أهل الدار
تاريخ التسجيل: November-2013
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,077 المواضيع: 1,813
آخر نشاط: 1/June/2022
بتلاء البشر واختبارهم من أسباب تأخر تطبيق دولة العدل الإلهي في الأرض
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأن الله سبحانه وتعالى جعل الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار للإنسان وأعطاه حرية الاختيار للطريق الذي يريد أن يسلكه في الحياة وفي الآخرة يثاب المحسن ويعاقب المسيء، فلو أجبر سبحانه العباد منذ البداية على الطاعة والإيمان لانتفت الحكمة من هذا الاختبار، ففي دولة المهدي (عليه السلام) تقل فرص الاختيار وتضيق الطرق على الملحدين والمنحرفين، فإما أن يهتدي الشخص بمحض إرادته - خصوصاً بعد أن يرى دلائل صدق الإمام وعدله - أو يُجبر على الإسلام والطاعة رغماً عن أنفه، أو عليه أن يختار الموت بسيف الإمام إذا ما أصر على عناده واستكباره، كما قال سبحانه وتعالى:
( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
وقوله تعالى:
( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون) (1 ).
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) في تفسير الآية السابقة قال: ( إذا قام القائم (عليه السلام) لا يبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)(2).
وعن حذيفة بن اليمان عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
(لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن والمقام، يرد الله به الدين ويفتح له فتوحاً، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول لا إله إلا الله)(3).
كما أن الله سبحانه جعل الحياة الدنيا مجال للصراع بين الخير والشر فكان لهذا جولة وللثاني جولة أخرى وهكذا، وحتى الفترات التي انتصر فيها الحق بقيادة بعض الأنبياء (عليهم السلام) لم تستمر طويلاً إذ أعقبها عصور من الظلم والإفساد، فكان لابد إذاً أن تكون الخاتمة للحق والعدل والانتصار للخير في نهاية الصراع فلا يقوم بعده للشر قائمه، فلو كانت دولة الحق في منتصف الطريق ثم انتهت وجاءت بعدها دول الظلم فلا معنى لدولة العدل هذه وحينئذٍ ستكون جولة فقط في هذا الصراع الدائر بين الحق والباطل.
فلابد إذاً أن تكون دولة العدل الإلهي هذه في نهاية المطاف وخاتمة للصراع وقبل قيام الساعة كما قال تعالى
( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) (4).
وعن مقاتـل بن سليمان في تفسير قوله تعالى
( وإنه لعلمٌ للساعة) (5)،
قال: (هو المهدي يكون في آخر الزمان وبعد خروجه يكون إمارات ودلالات الساعة وقيامها)(6)، وعن ابن عباس ومجاهد وقتادة قالوا: (هو عيسى بن مريم حينما ينزل من السماء في آخر الزمان ويصلي خلف المهدي، لأن ظهوره (عليه السلام) يُعلم به مجيء الساعة لأنه من أشرا طها)(7).
ولقد حرصت أكثر الأحاديث التي تكلمت عن الإمام المهدي (عليه السلام) على التأكيد بأنه لا يكون إلا في آخر الزمان وبعضها بالقول لو لم يبقى إلا آخر يوم من الدنيا وبعضها بالقول قبل قيام الساعة.
فعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
(ابشروا بالمهدي فإنه يأتي في آخر الزمان على شدة وزلازل يسع الله له الأرض عدلاً وقسطاً)(8).
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال:
(المهدي يخرج في آخر الزمان)(9).
وعنه أيضاً (صلى الله عليه وآله) قال:
(يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، فذلك هو المهدي)(10).
وعنه أيضاً (صلى الله عليه وآله) قال:
(لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله ظلماً يكون سبع سنين)(11).
-------------------
الهوامش:
1- سورة آل عمران الآية 83.
2- تفسير العياشي مجلد 1 ص 182 ، المهدي في القرآن ص 15.
3- المنار المنيف ص 148، الحاوي للسيوطي ج 2 ص 63.
4- سورة القصص الآية 5.
5- سورة الزخرف الآية 61.
6- البيان في أخبار صاحب الزمان ص 528، كشف الغمة ج 3 ص 280، ينابيع المودة ص 301.
7- تفسير التبيان مجلد 9 ص 211، مسند أحمد ج 1 ص 317، الدر المنثور ج 6 ص20.
8- دلائل الإمامة ص 467، إثبات الهداة ج 7 ص 147.
9- غيبة الطوسي ص 178، منتخب الأثر ص 168، إثبات الهداة ج 3 ص 502.
10- تذكرة الخواص ص 363، منتخب الأثر ص 182 ح 1، إثبات الهداة ج 3 ص 607.
11- فرائد السمطين ج 2 ص 324، دلائل الإمامة ص 251، كشف الغمة ج 3 ص 258.