بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع المنتصف الثاني للقرن التاسع عشر (حوالى 1870م) بدأت تتسع الهجمة على الحجاب الإسلامي، بصريح الممارسة والمجاهرة، من خلال المستشرقين من الأجانب، أو المتغربين من أبناء الأُمَّة، معتمدين على تقدم عسكري ومؤسسات تربوية، اقتحمت وتمركزت ثمَّ تحصَّنت... وما زالت حتَّى يومنا هذا.
وهي المرَّة الأُولى في تاريخ الإسلام الَّذي يُدان فيه الحجاب بهذه الطريقة الواثقة، والتحدي .
ومع مطلع القرن العشرين (1900م)، وتضعضع الكيانات السياسية الإسلامية، وقيام أنظمة تابعة أو منهزمة أو مسترضية، بدأت الحرب على الحجاب تأخذ منحًى قانونياً تشريعياً في العديد من البلدان، تدور بين المنع والحظر والتضييق والتجريم... وتبني حفلات تحت رعاية رسمية، يُدان فيها الحجاب، أو يُنزع، أو يُداس بالأقدام أو يُحرق راجع كتابي «العباءة النِّسائيَّة... إلى أين؟» ص34. !
ومع انقضاء الحرب العالمية الثانية، واستقرار الكيانات المستحدَثَة المصطنعة، والشعور العام بالهزيمة الَّتي أُرضعت إرضاعاً لأبناء أُمَّتنا، استمر الهبوط البياني للحجاب، عدداً ونوعاً، ومع مرحلة الخمسينيات والستينيات (1960م) بدأ «الحجاب» يترنَّح تحت وابل توالي الضربات، وكأنَّه سيخسر معركته بين يوم وآخر!
وهذا ما صرَّح به الكثيرون... خاصَّة أنَّ التقدُّم الحزبي آنذاك كان للقوى العلمانيَّة أو الشيوعيَّة وحتَّى الملحدة.
يومها، كان الدفاع عن الحجاب الإسلامي أمراً صعباً ومكلفاً.
ووصلنا إلى مرحلة، وبعد قرن كامل من القتال، أنْ أصبح الالتزام بالحجاب تهمة، وتركه علامة حضارة ورُقي!
نحن الآن في السبعينيات:
الحجاب لا يليق، في الإعلام والسينما، إلاَّ للخادمة والجاهلة والمتخلِّفة والمتسوِّلة والمطلَّقة والقرويَّة...!
والسفور لا يكون إلاَّ للمتعلِّمة والأستاذة والغنيَّة والسعيدة وصاحبة الشخصية القوية والمنفتحة والمثقفة، والناطقة بالمفردات الأجنبية!
كادت المعركة أن تنتهي... مع وضوح الغالب والمغلوب.
رفع البعض الراية البيضاء...
استعدَّ البعض للتسليم...
والبعض الآخر للاستسلام!
وبكلمة واحدة:
جنازة الحجاب تنتظر إعلان النَّعي فقط .
فُجْأة!
وفي تلك اللَّيلة الظلماء، وُجد البدر، إذْ أرسل الله تعالى العبد الصالح الإمام الخميني، لا ليُعيد الروح للحجاب فقط، بل لإعادة الإسلام، كلّ الإسلام، إلى الساحة الدولية والتاريخية من جديد، وينسف قرناً كاملاً من الكرِّ والفرِّ، والممانعة والمنازلة {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ} سورة الأعراف المباركة، الآية:137. .
قبل مطلع الثمانينيات (1978م) أخذ الحجاب يعود بقوَّة لا نظير لها في كلّ الأقطار الإسلامية، بشكل فوَّار وتدفُّقي :
في كلّ بلاد الشام، وكلّ شمال إفريقيا، وكلّ شرق آسيا، وكلّ أواسطها المحكومة بالشيوعية بالحديد والنَّار...
إلى كلّ العالم...
وبكلمة واحدة:
أصبح الحجاب ظاهرة عالمية لا يمكن إغفالها .
وبالمفهوم السياسي:
عادت المعركة إلى نقطة انطلاقها، إلى درجة الصفر، وكأنَّ شيئاً لم يكن.
بدأ المدُّ التصاعدي للحجاب، غزا كلّ البلدان والطبقات، إلتزمه المحبُّون شرعاً وشوقاً وتشفّياً وحبّاً وانتماءً وهوية وعزَّةً وتحديّاً وانتقاماً... وموضة .
ومنذ ذلك الحين، يُتحدَّث عنه كلّ يوم:
في المحاضرات والصحف والمقابلات والندوات والحوارات والكتب والسينما والمدارس والجامعات ودور الأزياء ووسط «الفنانين»...
أصبح الحجاب قضيَّة... بل أحياناً بات هو القضيَّة والرمز للإسلام ونُصرته أو معاداته .
«دُوِّل» الحجاب، واندلعت من أجله المعارك، بالمعنى الحقيقي لا المجازي للكلمة، وسُنَّت القوانين المناصِرة أو المعادية.
نسمع عن تفاصيلها دوماً في أوروبا وأميركا، والطالبات والمعلِّمات والموظفات...
هي معركة حتَّى يومنا هذا.
خلاصة الخبر:
عاد الحجاب.
كيف عاد الحجاب
لم يعد الخبر أنَّه عاد... إنَّما:
كيف عاد؟!
والجواب:
بعد عقد من هذه العودة الَّتي أهلكت واستخلفت وأينعت، (حوالى 1990م)، ونتيجة لآثار قرن كامل، وهجمة مستمرة، وانهزام منتشر، اختلط الحابل بالنابل:
اختلط حابل الحجاب بنابل السفور.
فبعد عقود من الغياب والمرارة والتراجع والمعاناة، فقدنا الحجاب «الأصلي» :
الفضفاض، الخالي من الزينة، غير الملفت...
وحلَّ محلَّه حجاب هجين طارىء، يُشبه الحجاب بنسب مئوية متفاوتة:
ضيِّق، ملوَّن، مخصَّر، مزيَّن، مزركش، شفاف، مجسِّم، «باديْ» Body «بانتاكور» Pantacour ...
أصبحنا نرى حجاباً ليس حجاباً!
أو فيه القليل، أو نسبة ما، أو يزيد أو ينقص، بحسب درجة الإيمان أو الالتزام.
حجاب مغري،
وحجاب مُفْتن،
وحجاب «مُتموِّض»،
وحجاب «حضاري»،
وحجاب «منفتح»،
وحجاب «غير متزمت»،
وحجاب «بورجوازي»،
وحجاب «للصبايا»،
وحجاب «شيك»،
وحجاب «أناقة»،
وحجاب «للصغيرات»،
وسلسلة لا تنتهي، تتراوح بين ما هو شرعي، وبين ما هو مثال عن الفتنة والإغراء.
فالحجاب ليس فقط تغطية للرأس (هذا هو الشائع) بل يتعلَّق بجملة أُمور في الشكل واللون والزينة...
أمَّا «المحجبات» اللواتي يضعن المساحيق علناً، ويجرين التغييرات الظاهرة للعيان على وجوههن وأجسامهن... فإطلاق اسم «المحجبات» عليهن أشبه بالمزحة!
إنَّه «حجاب الموضة» الَّذي يُرجَّح أن يُترك من أساسه ويطير مع تغيُّر الحال، كما قال الله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ *} .
والخلاصة:
عاد الحجاب... لكن!!!
سمِّه ما شئت:
أعرجاً، مشوَّهاً، ناقصاً، عليلاً، مزيفاً... فكلّ هذه الصفات تنطبق عليه.
الحجاب «النكتة»!
في بداية فصل الصيف العام الفائت، رسم فنان الكاريكاتير المصري المعروف مصطفى حسين رسماً كاريكاتورياً مقسوماً إلى جزأين، علوي وسفلي، وذلك في الصفحة الأخيرة من جريدة الأخبار، وضّح الرسم أجزاء علوية لفتيات محجبات وسافرات، ثمَّ وفي النصف الثاني من الرسم بقيَّة أجزاء أجسام الفتيات والَّتي بدت بملابس ضيِّقة أو قصيرة، وفي النهاية وضع سؤالاً حول قدرة القارىء على اختيار أي جزء علوي يُناسب الجزء السُّفلي!
وقد تمَّ نشر الرسم مرَّة أُخرى بعدها بعدَّة أيَّام بناءً على طلب القرَّاء.
فقد كانت بدايات انتشار الحجاب في مصر منذ أكثر من عشرين عاماً حينها كانت الفتاة المحجَّبة هي فتاة غاية في الحشمة لا يظهر من شعرها أي خصل وملابسها فضفاضة وطويلة، ثمَّ صار هناك «بيزنس» لملابس المحجبات بدأه بعض التجَّار ثمَّ أصبح تجارةً رائجة حينها صارت ملابس المحجبات أكثر تنوعاً وإغراءً وإثارة!
ووضع الإيشارب على الرأس صار له سحره، وليست مصادفة أن ترتفع مبيعات مستحضرات التجميل ويصبح مرأى الـ« make up » أمراً عادياً ليلاً نهاراً، في الحر أو المطر! فالفتاة الَّتي تتنازل عن شعرها ترغب في أن تؤكّد جمالها بالتكلُّف في استخدام المساحيق!
وتصبح تلك المشاهد... صدمة، لكنَّك ستعتاد عليها بعد أن تتأكَّد بأنَّ هذا هو المعتاد:
فتاة ترتدي الحجاب وتلبس تنورة ضيِّقة.. أو تنورة بفتحتين على كلّ جانب.. أو محجَّبة ببنطلون شديد الالتصاق بجسدها... أو حجاب يبرز من مفاتن الوجه أكثر ممَّا يخفي...
إنَّ ما نراه هو موضة وليس احتشاماً، فلا علاقة له بالحجاب والسَّتر ، رغم أنَّ الفتيات يبتكرن أساليب غريبة للتحايل على الملابس الَّتي لا يستطعن ارتداءها!
فتجد فتاةً ترتدي بنطلوناً وفوقه تنورة... أو بلوزاً بدون أكمام فوق أخرى بأكمام، فيكون الأمر في النهاية مضحكاً.. ومغرياً! موقع إيلاف العدد 1858 ـ الجمعة 23 يونيو 2006. .
لحدِّ الرُّكبتين تُشمِّرينا
بربّك أيُّ نهر تعبرينا
كأنَّ الثوب ظلٌّ في صباح
يزيدُ تقلّصاً حيناً فحينا
غَيرة رسول الله على نساء المسلمين
المسلمة الحريصة على تديُّنها وآخرتها، تلتزم بما جاء عن رسول الله (ص) في شأن النِّساء، وكيف كان يُوجِّه، وماذا كان يطلب.
وهذا من علامات أهل الدِّين، وأمَّا ضعاف الإيمان فيتهرَّبون ويتفلَّتون، ولا يخدعون إلاَّ أنفسهم!
فكان صاحب غَيْرة وحرص على نساء المسلمين... وكلامه وفعله حجَّةٌ ورحمة... ومَنْ يُعرض عنه فمعيشته ضنكاً.
قال أُسامة بن زيد: كساني رسول الله (ص) قُبطيَّة كثيفة... فكسوتُها امرأتي، فقال (ص) : «ما لكَ لم تلبس القُبْطيَّة؟»، قلت: كسوتُها امرأتي، فقال: «مُرْها، فلتجعل تحتها غُلالة (وهي شعار يُلبَسُ تحت الثوب، كأنَّه البطانة) فإنِّي أخاف أن تصِفَ حجمَ عِظامِها».
فلننظر إلى توجيهاته بلبس «الغُلالة» بالرغم من أنَّ ما لبسته «كثيفة»... لماذا؟
«فإنِّي أخاف أن تصف حجم عظامها» حتَّى لا يتكسَّم أو يتجسَّم بدنها.
ورُويَ عن إحدى زوجات رسول الله لمَّا ذكرت نساءَ قريش وفضلهن:
«إنَّ لنساء قريش لفضلاً، وإنِّي والله ما رأيتُ أفضلَ من نساءِ الأنصار: أشَدّ تصديقاً لكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أُنزلتْ النُّور: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} سورة النور المباركة، الآية 31. ، فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته، وابنته، وأُخته، وعلى كُلِّ ذِي قرابته، فما منهن امرأةٌ إلاَّ قامت إلى مِرْطِها المُرَحَّل (المِرْط: الإزار، والمُرَحَّل: الَّذي نُقِشَ فيه صور الرِّحال، وهي المساكن والمنازل) فاعْتَجَرَتْ (اعتجرت: سترت به رأسها ووجهها)، به تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراءَ رسول الله(ص) مُعْتَجراتِ كأنَّ على رؤوسهن الغربان».
فلنلحظ حرص الرِّجال على التبليغ والتطبيق على نسائهن...
وحرص النِّساء على لفِّ الإزار الَّذي هو أشبه بعباءة اليوم، وكيف سترن أجسادهن استجابة لنداء ربِّهن عزَّ وجلَّ، وهنَّ على بعد يسير من عهد الجاهلية.
وقالت أُم سلمة رضي الله عنها (لما نزلت هذه الآية {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ} خرجن نساء الأنصار كأنَّ على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن ألبسة سود يلبسنها (قيل: هي العباءة الَّتي كانت النِّساء تلبسها ليس لها أكمام لأنَّ العباءة ذات الأكمام تصف شيئاً من حجم الجسم).
(لاحِظي لون ثيابهن).
وكنّ نساء الصحابة يحضرن الصلاة مع النَّبيّ(ص) متلفعات بمروطهن وكأنَّما على رؤوسهن الغربان يعني كن يسترن رؤوسهن بالأغطية السوداء.
فهنُّ يلفُفْن كلَّ أجسادهن بما هو أشبه بالعباءة أو التشادور ذي اللون الأسود .
بعد هذا التوضيح وتلك الإشارات حول شكل ولون ثياب النِّساء، عند مولانا رسول الله _ا والمجتمع والصحابة والزوجات ومَنْ يُحيط به... هل هناك كلام فوق هذا الكلام؟
إنَّ الحجاب المتفلت من كلّ الشروط والقيود سوف نجني سوءه في مجتمعنا وصحتنا وسعادتنا وأمننا... وقبل كلّ ذلك ديننا .
إنَّ تسابق «المحجبات» المتبرجات في مجال الزينة لأجل لفت الأنظار إليهن، ممَّا يُتْلِفُ الأخلاقَ ويُضيِّع الأموال، ويجعل المرأة كالسلعة المهينة الحقيرة المعروضة لكلّ من شاء أن ينظر إليها.
فتكون عندئذٍ فتنة للذين آمنوا وسبباً لخراب المجتمع.
وسوف ينعكس ذلك على الجميع، ولن ينجو منه أحد.
إنَّ «المحجبات» المفتنات لا يختلفن مسلكاً ونتيجة عن السافرات المتبرِّجات... فالمآل واحد، والآثار وخيمة على الجميع .
ومن بعض أثر ذلك: فساد أخلاق الرِّجال، خاصَّة الشباب والمراهقين، ودفعهم إلى المحرمات بأنواعها... وكذلك فساد أخلاق النِّساء «بالتَّبع» والتطبيق.
وتحطيم الروابط الأسرية، وتفكُّك العلاقات الزوجية... وهذا ما نراه في السنوات الأخيرة.
وتفشي الطلاق... إلى جملة من المحرمات والمفاسد الَّتي لا تخفى على أحد.
تحذير رسول الله (ص)
وبشكل عام إنَّ التوجيهات النبويَّة لرسول(ص) هي في التحذير من تقليد الكفَّار، وهذه سياسة إسلامية عامَّة.
لكنَّنا نرى أنَّ تقليدهم يزداد كلَّ يوم... حتَّى بلغ الأخوات «المحجبات»! فتحذير رسول الله (ص) من التشبُّه بالكفَّار، وسلوك سُبلهم خاصَّة في مجال المرأة أمرٌ واضح وهو القائل : «لتتبعن سُنَنَ مَن كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتَّى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لتبعتموهم».
قيل: اليهود والنصارى؟
قال مستفهماً مؤكّداً:
فمن؟!
فما أشبه هؤلاء اللاتي أطعن الغرب، وَعَصَيْنَ الله ورسوله، بهؤلاء اليهود المغضوب عليهم الَّذين قابلوا أمر الله بقولهم: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} سورة النِّساء المباركة، الآية:46. ، وما أبعدَهن عن سبيل المؤمنات اللاتي قلن حين سمعن أمر الله: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} سورة النُّور المباركة، الآية:51. .
فالعجب كلّ العجب كيف نقلِّدهم في انحرافهم وسوئهم، مع أنَّنا أُمرنا باتِّباع مَنْ هو فوقنا ومتقدِّم علينا في الدِّين، لنتعلَّم منه ونقتبس ونزداد إيماناً.
رُوي عن رسول(ص) أنَّه قال: «انظروا إلى مَنْ هو أسفل منكم في الدُّنيا، وفوقكم في الدِّين، فذلك أجدرُ أن لا تَزدَرُوا (أي تحتقروا) نعمة الله عليكم».
فالنظر لهؤلاء في الدُّنيا يحثُّنا على استحضار النِّعم والشُّكر، أمَّا أهل الدِّين فللاستزادة.
أزياء العصور الإسلامية
إنَّ أزياء النِّساء في العصور الإسلامية المختلفة من المجالات الَّتي تحتاج إلى إيضاح للكثير من المسلمين لنرى العديد من المفاجآت والمعلومات الهامَّة حول زي المرأة آنذاك، لنتلمَّس البعد الَّذي نعيشه اليوم عن تاريخنا وشرعنا.
ويمكن الاعتماد على بعض متروكات النِّساء، أو المخطوطات الَّتي تعكس زيهن ومنها:
رسالة «العنوان في مسالك النسوان» لمجهول.
مخطوط السيوطي «إسبال الكساء على النِّساء».
مخطوط ابن العماد «رفع الجناح عمَّا هو من المرأة مباح».
مخطوط ياسمين العمري «الروضة الفيحاء في تاريخ النِّساء».
والكثير غيرها...
والجامع بينها الثوب الفضفاض القليل التفاصيل الَّذي يتسع ليُلبس فوق الملابس المنزلية ، ويصنع غالباً من قماش ناعم ويكون أسود اللون وأكمامه متسعة جدّاً، أو تلبس «الحبرة» وهي قطعة من القماش مربعة المساحة تقريباً طول ضلعها حوالى مترين، وهي من الحرير الأسود في منتصفها شريط ضيق يثبت حول الرأس وتنسدل لتغطي الرأس والوجه وبقية الجسم من الخلف (أشبه بالعباءة أو التشادور)، وتمسك المرأة طرفي الحبرة من الداخل وتضمها بذراعيها لتلفَّ جسدها كلّه فلا يظهر منها سوى وجهها الَّذي يغطيه البرقع، وهو الجزء المكمل لزي خروج المرأة، وتلبس كلّ هذه القطع فوق الزي المنزلي السابق الذكر عند الخروج.
فاللِّباس الفضفاض الَّذي يُجعل فوق اللِّباس، هو الساتر الحقيقي أياً كانت مسمّياته.
والآيات الكريمة أشارت إلى قطعتين من الزي النِّسائي الَّذي من المفترض أن تكون عليه المرأة المسلمة، وأمَّا الحديث النبوي فقد ذكر أربع قطع.
ففي القرآن الكريم في قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ} سورة الأحزاب المباركة، الآية: 59. ، {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} سورة النور المباركة، الآية 31. ... ذكر الخمار والجلباب.
فالخمار: هو القطعة من الثوب الَّذي يغطي رأس المرأة إلى المنطقة من صدرها...
والجلباب: هو ذلك الَّذي يغطي ثوب المرأة من رأسها إلى قدمها وتلبسه فوق ثيابها المنزلية.
وقد ورد في اللغة أنَّ الجلباب عبارة عن قطعة كانت تغطي المرأة في تلك الأيَّام من رأسها إلى بدنها ساترة لما تحتها من الثياب.
وأمَّا في الحديث النبوي الشريف فقد ورد عن النَّبيّ الأكرم(ص) أنَّه قال: «للزوج ما تحت الدرع، وللابن والأخ ما فوق الدرع، ولغير ذي محرم أربعة أثواب: درع، وخمار، وجلباب، وإزار».
فالدرع هو ما يستر النصف الأعلى من الجسم،
والإزار ما يستر النصف الأسفل منه،
والخمار هو المقنعة الَّتي تغطي الرأس،
والجلباب هو ما يغطي المرأة من رأسها إلى قدمها، فهذا هو الزي المناسب للمرأة.
لباس الزَّهراء (ع)
ومن المعلوم أنَّ الزَّهراء(ع) عندما ذهبت إلى المسجد لتلقي خطبتها السياسية الشهيرة: لاثت خمارها (أي أحكمته على رأسها)، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمَّة من نساء قومها تطأ ذيولها... فنيطت دونها ملاءة... وتقدَّم معنا قبل صفحتين معنى الجلباب.
وفي الروايات أنَّ نساء المدينة استعملن اللون الأسود لأنَّه أقرب إلى التستُّر وعدم لفت النظر.
حتَّى بعد مماتها
ولمَّا مرضت «فاطمة الزَّهراء’ » مرض الموت الَّذي توفيت فيه، دخلت عليها «أسماء بنت عميس» رضي الله عنها تعودها وتزورها فقالت «فاطمة» لـ«أسماء» والله إنِّي لأستحي أن أُخرج غداً (أي إذا متُّ) على الرِّجال ويظهر جسمي من خلال هذا النعش!!
وكانت النعوش آنذاك عبارة عن خشبة مصفحة يوضع عليها الميِّت ثمَّ يطرح على الجثَّة ثوب ولكنَّه كان يَصِفُ حجم الجسم، فقالت لها «أسماء» أَوَ لا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة؟!
فصنعت لها النعش المغطَّى من جوانبه بما يشبه الصندوق ودعت بجرائد رطبة فحنتها ثمَّ طرحت على النعش ثوباً فضفاضاً واسعاً فكان لا يصف!
فلما رأته «فاطمة» قالت لـ«أسماء»: سترك الله كما سترتني!!
قال: «ابن عبدالبر» عن فاطمة الزَّهراء: هي أوَّل امرأة غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة!
فما أشد حياءها حتَّى بعد مماتها!
يبدأ الأمر بالتهاون بالحجاب ثمَّ...!!!
لذا نرى أنَّ الخطوة الأُولى في تاريخ الاستعمار الحديث للدول الإسلامية (1850م ـ والمستمر...) مسألة تقبيح الحجاب تمهيداً لنزعه... وهذا ما نجحوا فيه نجاحاً كبيراً (والَّذين أرَّخوا لتلك الفترة هم من الغربيين لا من المسلمين)، لأنَّ الحجاب إذا سُلب من المرأة فقد سَلَب منها شيئاً كثيراً ... فالحجاب أشبه بالجلد الَّذي يمنع الجراثيم عن الجسد... فإذا ارتفع عن المرأة المسلمة فكأنَّ الجسد بات بلا جلد!
ولكِ أن تتصوري بدناً نزع منه الجلد فهل هناك مرض إلاَّ ويغزوه؟!
وَرَدَ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنَّه قال: «عليكم بالصفيق من الثياب فإنَّه من رقَّ ثوبه رقَّ دينه»... والعكس صحيح أيضاً، وهذا الَّذي نراه بالفعل، حيث يبدأ الأمر بالتهاون بالحجاب ثمَّ بالتحلل ثمَّ الميل إلى ارتكاب الحرام... ثمَّ الهلاك والبوار.
وابتُلينا في المدَّة الأخيرة بمسلمات يُحاربن ما لم يلتزمن به، تبريراً لحالتهن!
فيا أيُّها «المحجبات» المفتِنات،
يا «محجبات الموضة»، الَّذي هو زينة بحدِّ ذاته وداعية للفتنة:
إنَّ الله تعالى لم يرضَ هذه الزينة حتَّى للقواعد من النِّساء، فهل يرتضيها للشابات المطلوبات وهن محطّ الأنظار وفي ذروة عمر الافتتان؟!
قال الله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} سورة النور المباركة، الآية: 60. حيث تصرِّح الآية بأنَّ المرأة القاعدة (وهي الَّتي لا يُرغب في نكاحها لكبر سنها أو لغيره) ليس عليها حرج في ترك الحجاب إذا لم تكن متبرِّجة بزينة، ولو أنَّ الأفضل لها الالتزام بالعفَّة والحيطة الشرعية... وسيرة المتشرعة طوال التاريخ على ذلك، من أصحاب الرأي والقول والفقهاء والمجتهدين من كلّ فرق المسلمين.
فإذا كانت المرأة العجوز الَّتي لا تَفْتن ممنوعة من التبرُّج بالزينة فكيف تكون الشابة الَّتي هي محل الفتنة؟!
لذا كان من الغريب جداً، والمخالف لفطرة التديُّن عند المرأة المسلمة أن تتزيَّن الشابة «المحجبة» والَّتي يُفترض فيها أن لا تكون فتنة للذين آمنوا.
ولا يُنكر أحدٌ الآن تجاوزات لا حصر لها عند فئة كبيرة من المحجبات، ونرى ذلك كلَّ يوم في كلّ مكان .
فهل نلتفت إلى الآية أعلاه، فنتّقي الله سبحانه؟
لباسكن حاكٍ عن إيمانكن
لا شكَّ أنَّ كلّ مظهر من لباس وغيره، يعكس شخصية صاحبه، ومن هنا جاءت التوصيات في الشريعة المقدَّسة، للرِّجال والنِّساء، حول آداب اللِّباس والملبوس وشكله وأن لا يكون لباس شهرة أو فتنة أو تشبُّه أو انتقاص أو مهزلة أو ذِلَّة أو رِقَّة أو تَصَابٍ أو تقليد للأعداء.
فمن رقَّ ثوبه رقَّ دينه... إلى ما هنالك من مئات الروايات والنصوص والفتاوى الحاكية عن أنَّ اللِّباس يعكس حقيقة الشخصية وجوهر صاحبها... وهذا ينطبق على «الحجاب المتبرِّج»!
حجاب الصغيرات... وسياسة التمييع
وهنا تُثار شُبهة حجاب البنت في سن تسع سنوات وهي ما زالت صغيرة!
والعحب، كلّ العجب من شفقتنا ورأفتنا على هذه الفتاة أكثر من خالقها وباريها الرَّحمن الحنَّان الودود الغفور الرَّحيم الغنيّ.
فالله تعالى هو الأعلم والأحكم في التشريع، وهو العدل الَّذي لا يظلم، وهو العارف فيما يضرُّ العباد وينفعهم، في الآجل والعاجل، وهو الغنيُّ عن كلّ ما عندهم وعن عبادتهم وما يفعلون.
فلا بُدَّ لبنت التسع سنوات (9,8 سنوات ميلادية) أن تلتزم بما أمرها ربُّها.
وننصح أخواتنا المؤمنات أن يبدأوا بحجاب البنت، ولو بحجاب غير متكامل، في فترة مبكرة وقبل التكليف، لأنَّ البنت دون سن البلوغ تستقبل الحجاب بفطرتها وبراءتها وطهارتها وتقليدها لأُمِّها .
لكن إذا تعدَّت البلوغ، وخاصَّة بسنوات، عندها يصعب الأمر ونكون أمام مشكلة حقيقية تكبر مع الأيَّام.
وما نعرفه تصعب الإحاطة به.
ورأينا في مجتمعنا أنَّ أكثر حالات الإهمال يتحمَّلها الأهل بسياستهم الإهمالية أو التبريريَّة أو «الاستصغاريَّة» أو سياسة المياعة والتسويف .
هي المطلوبة للزواج أكثر!
وأمَّا شُبهة أنَّ الحجاب يعيق زواج البنت!
فهذا قولٌ شائع يُمكن إبطاله بقليل من التفكير والتوكُّل.
فالمؤمنون يرغبون في المؤمنات، والصالحون للصالحات، والملتزمون للملتزمات.
بل إنَّ هؤلاء مَنْ يرغب بهن أكثر، إمَّا لاستقامتهن أو هرباً من تجارب مرَّة، أو اشمئزازاً من ما سمع أو رأى أو جرَّب.
بل ندَّعي أنَّ المحجَّبة الملتزمة مرغوبة أكثر .
بل لو لم تكن كذلك، ثمَّ آبت إلى الله تعالى والتزمت بالحجاب كثُر خطَّابها والراغبون بها.
فالمعلوم في أوساطنا الإيمانية أنَّ الفتاة لمَّا تكون في كامل حجابها الشرعي فإنَّها تكون مرغوبة أكثر، من قبل الشباب عموماً، وخاصَّة المؤمنين... فضلاً أنَّ مسألة الانسجام والحب قضيَّة إلهيَّة، وربّ العالمين وعد في كتابه الكريم بتسديد عباده المؤمنين، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدًّا *} سورة مريم المباركة، الآية: 96. .
وقوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ *} سورة التحريم المباركة، الآية: 12. .
فالإيمان والإحصان، وبنصّ القرآن، طريق الراحة والأمان.
لا حرية في مسألة الحجاب
وأمَّا شُبهة أن لا نفرض عليها الحجاب حتَّى تقتنع!
فهذه الشُّبهة كثيراً ما تتردَّد على مسامعنا، بل يعتبرها البعض فضيلة، ويظنُّها سلوكاً «حضارياً» من ضمن الأساطير الَّتي شاعت في السنوات الأخيرة تحت شعار حرية التعبير وحرية المعتقد وحقّ الاختلاف وحرية الأديان!
أصبحنا نُقلِّد العلمانيِّين في معتقداتهم الفاسدة، كأنَّ الله تعالى لم يُنْزل ديناً ولا شرعاً ولا نظاماً ولا حدوداً ولا حلالاً ولا حراماً!
ولا أمراً بالمعروف ولا نهياً عن المنكر ولا نصيحة!
فالحجاب فرضٌ واجب يجب العمل لتطبيقه والدعوة لالتزامه، ولا يجوز التسليم بالواقع أو الرِّضى أو التبرير كما يفعل البعض.
هذا هو حكم الله، شاء مَنْ شاء، وأبى مَنْ أبى.
نعم، هذا هو حكم الله وهو المُسمَّى في عرف العلماء «بالتعبُّد الشرعي»، وهو العمل والانصياع بغض النظر عن معرفة الأسرار وإدراك العلل، ومن لا يعمل إلاَّ بعد معرفة العلَّة والفائدة، فتكون تبعيته للعلل والأسرار لا لحكم المولى الجبَّار!
ورد عن النَّبيّ الأكرم أنَّه قال: «يا عباد الله أنتم كالمرضى وربّ العالمين كالطبيب فصلاح المرضى بما يعلمه الطبيب ويدبّره لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، ألا فسلموا الله أمره تكونوا من الفائزين».
حفرتِ حفرةً ووقعت ِفيها
يا أخواتنا
إنَّ الرَّجل عندما يرى جمال المرأة معروضاً مباحاً متتالياً دون مانع ولا حسيب ولا رقيب، حيث تأتيه امرأة بفتنتها وجمالها وخضوع كلماتها وشيطانيَّة غنجها، تزول سعادته الزوجية الخاصَّة، والأُنس الأسري، فالمرء يُحبُّ كلّ جديد، وهذا يؤدِّي إلى خروج الرَّجل من بيئته الاجتماعيَّة الأُسريَّة السليمة، وتعرُّض عائلته بأكملها من الزوجة والأطفال إلى التشتُّت، كلّ ذلك بفعل ذلك الإغراء الَّذي... صنعته المرأة بيديها، فحفرت حفرة وكانت أوَّل من وقع فيها!
فإثارة الفتنة في كلّ مكان، في الصحافة والشارع والإعلام، والسوق والجامعة والإعلان... بسبب فعل وتعاون الفتيات والنسوان، تكون كماء البحر، كلَّما شرب منه الإنسان ازداد عطشاً... أو كحطب في النَّار، كلَّما جُعل فيه حطب أكلته النيران.
فيا عون الله على هذا الزَّمان.
كلّ ما نراه من حولنا من فتن النِّساء... هو من النِّساء أنفسهن .
وأكثر ما يشكين منه... بسببهن.
وأمثلة ذلك كلّ يوم بالعشرات في وسائل الإعلام نراه ونتصفَّحه.
فبات عدوُّ المرأة... المرأة، وما ظلمهن أحدٌ، بل تزيَّنَّ وتبرَّجن فظلمن أنفسهن!
هل للإفساد حدود؟
أمِن الطبيعي، أن يكبر ويتمادى الفساد إلى أن وصل أمر الإباحية والتفلُّت في بلاد الغرب إلى إتيان المثيل؟!
هذا ما يُعلن عنه على شاشات الفضائيات، نعوذ بالله تعالى من فتن آخر الزَّمان.
الله ربّ العالمين أنزل العذاب على أقوام، ولكن عندما وصل إلى قوم لوط (وفسادهم معروف)، قَلَبَ الأرض بهم وجعل عاليها سافلها،... وفي هذه الأيَّام هنالك أحزاب سياسية من المثليِّين وتشريعات وقوانين... وأُقر في بعض البلاد هذا العام (2006م) الزواج الرسمي «للواطيين»..!
وأثناء كتابتي لهذه الأسطر، انتُخبت أوَّل امرأة لرئاسة الكنيسة الإنجيلية الأميركية (كاترين سكوري)، ونال انتخابها الترحيب الفوري من جمعيات تُمثِّل المثليين الإنجيليين، وذلك لدعمها السابق لقضيَّة الاعتراف بالأساقفة المثليين جريدة السفير 2/6/2006. .
هذا بعضُ قليلٍ ممَّا أصاب الغرب، فهل نتعلَّم ونتَّعظ؟
فالسعيد مَنْ وُعظ بغيره.
أخيراً وليس آخراً
لم يكن الحجاب يوماً وسيلة لإبراز المفاتن ولإغراء الشباب كما هو حاصل اليوم بما يُسمَّى «حجاب الموضة» ، إنَّما كان الحجاب ولم يزل خضوعاً لأمر الله عزَّ وجلَّ وصوناً لعفَّة وكرامة المرأة المسلمة، فطالما أيّتها المسلمة أنّك ارتضيتِ أن تكوني من المحجبات ولله الحمد وممَّن تبحثُ عن رضى الله ورسوله، فالواجب عليكِ ارتداء الحجاب «الأصلي» كما أمر الله جلَّ وعلا، لا كما تتطلب الموضة أو تشتهي النَّفس.
{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ *}.
{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زَينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ولاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *}{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَِزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا *}
[النور: 31]