الفاتيكان يعرض لأول مرة عظامًا يقول إنها للقديس بطرس
البابا فرنسيس حاملا عظام القديس بطرس خلال قداس الأحد يوم الأحد، عرض الكرسي الرسولي في الفاتيكان صندوقًا قال إن فيه عظاما من جسد القديس بطرس، الحواري الذي كان أول بابا في روما، وذلك لأول مرة.
عرض الفاتيكان لأول مرة أمام الجمهور عظامًا تعود إلى ما يُفترض أنه القديس بطرس، محييًا بذلك سجالًا علميًا ولغزًا مثيرًا بشأن ما إذا كانت العظام الذي عُثر عليها داخل صندوق حذاء هي حقًا عظام أول بابا في تاريخ الكنيسة. وكانت القطع التسع من العظام محفوظة كما تُحفظ الخواتم في علبة مجوهرات داخل صندوق زجاجي بجانب المذبح، خلال قداس أُقيم بمناسبة انتهاء عام من احتفاء الفاتيكان بالديانة المسيحية. وعُرضت للجمهور لأول مرة. وابتهل البابا فرنسيس امام العظام في بداية قداس الأحد، وظل يحمل الصندوق بمهابة دقائق عدة بعد الانتهاء من إلقاء عظته.
طريقة مقنعة
لم يجزم بابا من قبل أن قطع العظام تعود إلى الحواري بطرس، لكن البابا بولس السادس اعلن في العام 1968 أن التحقق من أن العظام التي عُثر عليها في المدفن الموجود تحت كنيسة القديس بطرس هي عظام الحواري بطرس جرى بطريقة "يمكن أن نعتبرها مقنعة". واعرب آثاريون عن شكهم في هوية العظام وصاحبها. وكانت العظام اكتُشف خلال أعمال حفر بدأت تحت كنيسة القديس بطرس في السنوات التي اعقبت وفاة البابا بيوس الحادي عشر في العام 1939. وكان البابا بيوس طلب أن يوارى جثمانه الثرى في غار دُفن فيه عشرات البابوات، بحسب كتاب "آذان الفاتيكان" الذي نشره مراسل الفاتيكان الأب برونو بارتولوني في العام 2012. واكتشف علماء آثار خلال اعمال الحفر نصبًا جنائزيًا مع نعش محفور في الحجر، تكريمًا للقديس بطرس وعبارة نُقشت باليونانية تقول "بطرس موجود هنا".
لعنة ألف عام
واستمرت الباحثة الايطالية مارغريتا غواردوتشي، التي فكت رموز العبارة، في التحري والاستطلاع فعلمت أن احد عمال الكنيسة أُعطي رفاتا من العظام التي عُثر عليها داخل النعش الحجري فحفظها في صندوق اودعه خزانة في بيته. وابلغت الباحثة البابا بولس السادس بذلك، فأعلن أن هناك حجة قوية بأن العظام تعود إلى الحواري بطرس. وكتبت بارتولوني: "لم يسمح أي من البابوات باجراء دراسة مستفيضة لأن لعنة عمرها ألف عام تشهد عليها وثائق سرية ودينونية تهدد بالويل والثبور كل من يعكر سلام القبر الذي يرقد فيه بطرس". ونشرت صحيفة لوسرفاتوري رومانو الفاتيكانية مقتطفات من الكتاب في العام الماضي، لتضفي على الرواية قدرًا من التزكية الرسمية. وفي العام 1971، أُعطي البابا بولس السادس جرة تحوي الرفات، حُفظت داخل الكنيسة البابوية الخاصة في القصر الرسولي، ولم تُعرض إلا لبابا الفاتيكان من اجل تقديم آيات الاحترام والتبجيل في 29 حزيران (يونيو) من كل عام بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس.