بسم الله الرحمن الرحيملقد جاء في سفر إرميا في الإصحاح السابع قال الله تعالى مخاطباً بني إسرائيل على لسان النبيّ إرميا :
"ها إنّكم متَّكِلون على كلام الكذب الّذي لا ينفع ، أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذباً وتبخِّرون للبعل وتسيرون وراء آلِهَةٍ أخرى لم تعرفوها ، ثمّ تأتون وتقفون أمامي في هذا البيت الّذي دُعِيَ باسمي عليه وتقولون أنقذْنا ، حتّى متى تعملون كلّ هذه الرجاسات ، هل صار هذا البيت الّذي دُعي باسمي عليه مغارةَ لصوصٍ في أعينكم . أما ترى يا إرميا ماذا يعملون في مدن يهوذا وفي شوارع أورشليم ، الأبناء يلتقطون حطباً والآباء يوقدون النّار والنساء يعجنّ العجين لِيصنعنَ كعكاً لِملكةِ السماوات [ يريد بذلك الشعرى اليمانيّة ، هكذا كانوا يلقِّبونَها] ، ولسكب سكائب لآلهةٍ أخرى لكي يغيظوني ، أفإيّاي يغيظون يقول الربّ ، أليس أنفسهم لأجل خزي وجوهِهم ، لذلك هكذا قال السيّد الربّ ، ها غضبي وغيظي ينسكبان على هذا الموضع على الناس وعلى البهائم وعلى شجر الحقل وعلى ثمر الأرض فيتّقدان ولا ينطفيان ."
وجاء في سفر إرميا في الإصحاح العشرين قال :
"وسمع فشحور بن إمير الكاهن ، وهو ناظرٌ أوّل في بيت الربّ سمع إرميا يتنبّأ بهذه الكلمات فضرب فشحور إرميا النبيَّ وسجنه في المقطرة الّتي في باب بنيامين الأعلى الّذي عند بيت الربّ ، وكان في الغد أنّ فشحور أخرج إرميا من المقطرة ، فقال له إرميا لم يدعُ الربّ اسمك فشحور بل مَجور مسّايب ، لإنّه هكذا قال الربّ ، ها أنَذا أجعلك خوفاً لنفسك ولكلّ محبّيك فيسقطون بسيف أعدائهم وعيناك تنظران وأدفع كلّ ثروة هذه المدينة وكلّ تعبِها وكلّ مثمّناتِها وكلّ خزائن يَهوذا أدفعُها إلى أعدائهم فيغنمونَها ويأخذونَها ويُحضرونَها إلى بابل وهناك تموت وهناك تُدفَن أنت وكلّ محبّيك الّذينَ تنبّأت لَهم بالكذب ."
وجاء في سفر حزقيال ( ذو الكفل) في الفصل الثاني عشر عن لسانه ما يلي :
"فقل لَهم هكذا قال السيّد الربّ إنّ هذا الوقر على الرئيس في أورشليم وعلى جميع آل إسرائيل الّذينَ هم في جملتِهم ، قل أنا آية لكم إنّه كما صنعت كذلك يُصنع بِهم يذهبون إلى الجلاء والسبي ، والرئيس الّذي في وسطِهم يُحمل على الكتف في الغسق ، يخرجون وينقبون الحائط ليخرجوا ، وهو يغطّي وجهَه لئلاّ يرى الأرض بعينيه، وأبسط شركي عليه فيؤخذ في أحبولتي وآتي به إلى بابل إلى أرض الكلدانيّين ولا يراها ويموت هناك ، وجميع الّذين حولَه أعوانه وكلّ جيوشه أذريهم لكلّ ريحٍ وأستلّ السيف وراءهم ."
وقد وقعت عليهم كلّ التنبّؤات الّتي تنبّأ لَهم بِها النبيّ إرميا وحزقيال ، فقد جاءهم ملك بابل بجيشٍ جرّار وحاصرهم داخل بلدتِهم سنتينِ حتّى أنْهكهم الجوع فنقب ملكهم صدقيا السور هو وجماعة معه ليلاً ليخرجوا من المدينة فرآهم جيش نبوخذنصّر فقبضوا عليهم فقتل بعضَهم وأخذ الباقين أسرى إلى بابل في العراق .
___________________________________
من كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن لمحمد علي حسن