ريف طرطوس-سانا
على بعد حوالي 35 كيلومترا عن مدينة طرطوس تطل قرية عين الزبدة بجمال طبيعتها ووداعتها على جبل أخضر تكسوه الأشجار الحراجية والمثمرة فتجسد لوحة فنية رائعة أبدعها الخالق.
وتتبع قرية "عين الزبدة" إداريا إلى ناحية الصفصافة وهي تبعد حوالي ثمانية كيلومترات عن سد اليزيدية ودير مار الياس الريح الذي كان يقصده أبناؤها للصلاة قبل أن يتم تشييد كنيسة جديدة في قمة أحد الهضاب في القرية كما يقول عماد مجبر وهو أحد سكان القرية.
ويتابع مجبر ان عدد سكان القرية حوالي 5000 نسمة وهي شهدت توسعا عمرانيا بسيطا لم يشوه جمال الطبيعة فلا تزال البيوت متناثرة وبعيدة عن بعضها تفصلها الأراضي الزراعية الجميلة وهي لم تتخذ طابعا حديثا طابقيا.
وحول العادات والتقاليد في القرية يقول مجبر إنهم يعيشون في تآلف وتعاضد مثير للزائرين فهم لا يزالون حتى يومنا هذا يتشاركون الاحزان والافراح والتهاني في الاعياد مشيرا الى ان كبير العائلة يأخذ معه وفدا من الرجال ويذهبون الى العائلات الأخرى ليباركون لهم في العيد او يشاركونهم في الحزن.
ويتابع مجبر انه يوجد في القرية الى جانب الكنيسة التي تسمى كنيسة الأقمار الثلاثة مقام الشيخ محمد الدليبي ومقام داوود الأعرج ومقام الروجي.
وفيما يتعلق بأهم المزروعات المنتشرة في القرية يشير مجبر إلى أن القرية قديما كانت مشهورة بزراعة الزيتون وفستق العبيد أما اليوم وبفضل الأرض الخصبة وحاجات أهلها تنوعت المزروعات من كافة أنواع الخضار والفواكه الى الأشجار المثمرة وخاصة كروم العنب التي تسيج الأراضي الزراعية وسطوح المنازل.
وتشتهر القرية أيضا باكتفاء ذاتي تقريبا حيث لا يزال أهل القرية يربون الأبقار والدجاج ويأكلون من خيرات ما يزرعون وهذا يترجم طيبة وحبا للضيف وكرم الاستقبال فجمال وجوه أهل القرية اكتسب ملامحه من جمال الطبيعة ونقائها.
وحول اسم القرية يشير مجبر إلى أنه في القرية عين طيبة المذاق وعلى وجهها رغوة تشبه رغوة الزبدة لذلك سميت عين الزبدة وهي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.
ويوجد في القرية مدارس للمراحل كافة وبضع محلات تجارية متواضعة ومطعم وحيد لا يتناسب مع جمال الطبيعة وحب الناس للمجيء اليها والاستمتاع بروعة المناظر الطبيعية الخلابة على مد النظر.
ولا شك أن جمال الطبيعة يحتاج إلى عامل الجذب السياحي الملائم حتى تصبح قرية عين الزبدة قبلة للسياح ويستمتع الناس بجمالها كسائر القرى المجاورة والتي هي بمثابة كنوز طبيعية عذراء ولدت في رحم الطبيعة لكنها تحتاج الى ان يسلط عليها الضوء ليتعرف القاصي والداني على روعة الساحل السوري بشكل خاص وسورية بشكل عام.
رد مع اقتباس
