لم تكن غير خطى
ضلت طريق
حسن النوايا دوما
قاع بئر عميق عميق
يحكى ان الخير يوما
جاء من فج عميق
يصعد الدرجات
ركضا مغيثا لصديق
فما كان الا ان تدحرج
ساقطا وسط الطريق
كسرت منه ساقا
فتوكأ عصا يخطو بها
نقش الشر باعلاها
حرف من ثناياه
بنتوءٍ له شرخ عميق
فادمى الخير يده
بنزفٍ امتزج للشر
به بعض دماء
فتناسى الناس انه كان يركض
كيما يغيث صديق
قد اتاه بغير موعد
يتلوى من عذابات سنين
قد اظلمت دنياه ولم يعد
فى زاته نحوها بعض حنين
ليل هم وسهاد وانين
فما كان منه عندها الا ان توهم
انه بالايحاء عنه يجلو كل هم
فتشكل وتلون بقدر ما كان توهم
انه لثقته بدنياه يعيد
تارة ياتيه فى ثوب مهرج
فيمضى يتبسم
واخرى يكتسى حلة بلبل
ليناجيه بتغريد فريد
لكنه قد كان اخطأ جهلا
عندما تشرق شمس
ينتشر ضوء النهار
وبه لا يفسر غير انحسار الظل
ايذانا بمنتصف النهار
وبه كل ظل لم يعد غير انكسار
لاجساد تميل مع الظلال بلا انحسار
من كان يحسب ان النوايا الحسنة كافية
فما هو الا فى ضلال
سيبقى الشر مراة
ما بها للخير وجه لخصال
المسافات طوال
والبين شاسع
يعجز عن ادراكه نسج الخيال
وسوء الظن اعصار يزلزل للجبال
سيجنى علقما كل من يغرث وهما
وثمارا للخيال
ليس ما تنوى بحرفك المقياس
لكنما التأويل دوما
وتجريد الحرف يبقى
كل ما يعنى الاناس
ويفنى المقصد دوما
بجوف اكداس الظلام
فان نويت الخير فاعلم للشر
فى الانفس دوما انتشار
وان كسوت الخير ثوبا بنوايا
ومقاصد حسن نية
قد اسأت الاختيار
يا صديقى لو تريثت قليلا
لاسترحت وارحت كثيرا
ولم تفكر ذات يوم
وتاتى بسؤالك
ذياك المثيرا
لكنما ذلك يبقى ليس
بالامر الخطيرا
ياصديقى لم يكن لقيانا امس
ولم يكن منذ شهور
لكنما خطر محدق
بات ينخر كنخر الماء
فى اعتى الصخور
من جحافل للاسى
تغزو النفوس مدى العصور
يا صديقى هل يبقى شىء ليقال
قد تجاوزنا الطبيعة وتجاوزنا الخيال
وصحارى شاسعات ومساحات طوال
ظلمة الامس ستبقى سحبا
تتراكم فى المجال
قد صدق حدسى
الم اقل يوما بان للتاريخ فينا
سوف تبقى اسطر ومقالات طوال
لكل سقف متصدع ياصديقى
لا بد يوما انهيار
هكذا الدنيا تباعا
تمضى ليلا ونهار
وهل لحرف دون رسوخ معنى
سوى فيض وهم وارهاصات الخيال
تتبع كل حرف بتاويل وتفسير
يا صديقى شخصان نحن
على ضفتى نهرمختلفتان نسير
نحيى بعضنا بعضا
باصوات الصدى عند المسير
وجهان دون ملامح
غير رسم فى الخيال
نكتسى حلة احساس
تزينها المشاعر
ورداء للناس فيه منا
لهم جبر خواطر
نسرى عنهم ما استطعنا
نمسح الدمعات بكل حرف
يطيب الخاطر
وما تلك يا صديقى فى الاذل
سوى روح فنان وشاعر
لست ادرى ما اصابك يا صديقى
غير انى لن اسىء الظن فيك
ولن اشيربتهمة يوما اليك
ماكان منى ذات يوم سطوة
حقد او عداء
لكل اصناف النساء
ان كنت تجهل يا صديقى لتعلمن
انا لست ممن يحسن استقلال النساء
ولست انا ياصديقى
من يمتهن استضعاف النساء
انا يا صديقى رجل لا يستفذ
ولايرضى الاساءة للنساء
خير البرية اوصانا الترفق بالنساء
ربما كان ودى لك هفوة اوكان غفوة
ها انا منها افيق
غير ان خطاى فيها قد ضلت طريق
فلتعلم ياصديقى كل حرف كان منى
عن استقامتى كان ينطق وعنها لم يحيد
شهد التاريخ من نشاته ذاك امر فى زاتى تليد
كل يوم يا صديقى نَتلقى
إن نعش درسا جديد
اى معنى للقرب يُقصد بين كوكب بمدار
واخر بمدار
عصفورين فى قفصين يفصلهم جدار
فهل سوى التغريد اذهابا لحزنٍ
بينهما ترى يبقى مرام
لن اجيبك ياصديقى عن سؤال
يستوجب سؤالا لا جواب
وهل لمثل سؤلك ان يساق
حرف لسؤال او عتاب
ياصديقى بكل ترهاتى
وكل تفاهاتى
ومجونى وجنونى
وصدق حدسى وظنونى
وكل افات جنونى
ما انا الا كتاب
منه لا يخفى حرف
ضمن سطر به يجهل امر
ان عمرك يا صديقى نصف عمرى
فترى اقترابى منك يفسر اى معنى
يا صديقى قل لمن اضفى بعينيك الغشاوة
لكل منا فى الورى اثر وسيرة
وهل تلوث قطرة من ماء بحرا
وتشكل تهديدا خطيرا
لكل منا وجهة سفر وزاد
لكنما بئس الخصومة من عماد
اى عهد واى وعد
تسائلنى عنه يا صديقى وتحكى
واى اقتراب كان فى الناس بعهد
او كان يقطع بين الناس بوعد
علة الحرف تبقى ما حوته النفس دوما
وما له العقل بالبغضاء
عينا كيف ما شاء يفسر
ينسج الاوهام فيها ويصور
اسفى على من ذر فى عينيك رمادا
ونيابة عنك قد كان يرسم ويخطط
ليته قد كان يعلم ما سوى ماكان مكسب
انا لست ااسف يوما على حرف كان منى
وان يختلط له بعين الناس مشهد
ماذال على قيام قطارينا من الزمن فسحة
كى نقل فيها وداعا ياصديقى
فوداعا ياصديقى معك الرحمن فى وجهتك
وهو معى فى كل وجهة
بقلمى/ ود جبريل